ينتهي المطاف كل عام بتكدس مئات الأطنان من النفايات الإلكترونية، التي تشمل الأدوات غير المرغوب فيها، من أجهزة الحاسب الآلي والطابعات وأجهزة الفاكس والهواتف المتحركة وغيرها، في مكبات النفايات في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويكفي أنه وصلت إلى مجمع «بيئة» لإدارة النفايات في الصجعة، كمية من النفايات بلغت أكثر من 220 ألف محبرة للطابعات خلال العام 2011، حيث تم تخزينها من أجل معالجتها لاحقاً. بناء على تلك الحقائق أطلقت «بيئة» مرفقها الخاص بفرز وتفكيك النفايات والمخلفات الإلكترونية، ويعد هذا المرفق من أوائل المرافق في المنطقة، وهو أحدث إضافة لها ضمن مجمعها لإدارة النفايات الواقع بمنطقة الصجعة، خاصة أن صناعة السلع الإلكترونية تعتبر واحدة من أسرع الصناعات نموا في العالم، وبسبب الطلب المتزايد على التقنيات الأصغر والأفضل، ترتفع كميات النفايات والمخلفات الإلكترونية، لتسبب القلق في الشرق الأوسط. ويقول خالد الحريمل المدير العام لشركة «بيئة»، إن جمع ومعالجة المخلفات الإلكترونية، يعد واحدا من العناصر الأساسية في استراتيجية «بيئة» المدمجة لإدارة النفايات، وخطط توسعتها لكي تستوعب المزيد من محاور المخلفات في الشارقة، والمواد السامة أو الخطرة الموجودة في النفايات الإلكترونية، وتكون عبارة عن معادن ثقيلة مثل الرصاص والزئبق والكادميوم، وغيرها. ويضيف الحريمل أن الإلكترونيات تحتوي على كميات صغيرة من المعادن النفيسة، مثل الذهب والفضة والنحاس والبلاتين، وهي متوافرة في كميات محدودة، إلى جانب البلاستيك والزجاج وغيره، وإلى جانب أهمية إبقاء المواد الخطرة خارج مكبات النفايات، فإن إعادة استخدام هذه المعادن سيقلص من استخدام الإنسان واستهلاكه لموارد الأرض الثمينة. ويوضح: يقوم مرفق بيئة الخاص بمعالجة النفايات الإلكترونية، باستقبال وفرز وتفكيك النفايات الإلكترونية، وفي حالة أجهزة الحاسب الآلي، وغيرها، يعمل على التحقق من كل جهاز وتفقد حالته، وفرز مكوناته لغايات إعادة الاستخدام والتفكيك أو التخلص منها، وفي الوقت نفسه يتم التخلص من أجهزة حفظ البيانات كافة، مثل الأقراص الصلبة، وتصدر الشركة شهادة تخلص وحفاظ على سرية البيانات عند انتهائها من المهمة. وإلى جانب إطلاق مرفق النفايات الإلكترونية، تعمل الشركة على توسيع برنامجها الخاص بإعادة تدوير محابر الطابعات، ليشمل اليوم المدارس والجامعات، إلى جانب الشركات، وبدعم من منطقة الشارقة التعليمية، تم تطبيق عملية جمع الصناديق الكرتونية في ستين مدرسة وجامعة، بما فيها كليات التقنية العليا في الشارقة، وجامعة خليفة، وجامعة الشارقة، ومن المتوقع أن تنضم مائة مدرسة إضافية قريباً. تشير الإحصاءات، على حد قول خالد الكاليني، نائب رئيس «بيئة» لتطوير الأعمال، إلى أن هناك 360 مليون محبرة طابعات ينتهي بها المطاف في مواقع مكبات النفايات حول العالم سنويا، وتستغرق هذه المحابر حوالي ألف سنة للتحلل بشكل طبيعي.