قال محمد مصلح الأحبابي إن اهتمام دولة الإمارات ورعاية القيادة الرشيدة لأبناء الوطن مثال يحتذى به، حيث وضعت الدولة خططها الاستراتيجية بما يستهدف توفير متطلبات واحتياج المواطنين في شتى أنحاء الإمارات، وبدأت مرحلة ونهضة كبيرة منذ بزوغ فجر الاتحاد في الثاني من ديسمبر عام 1972، فحققت في فترة وجيزة ما تعجز عن تحقيقه الدول الأخرى في مئات السنين . وأشار الأحبابي الذي كبر على ظهور المطايا، وكان من مشاهير الركبية في مدينة العين قبل قيام الاتحاد، إلى أن صدق وجدية دولة الإمارات في العمل من أجل بناء الدولة، كللا جهودها بتوفيق من الله وبفضل حكمة القيادة الرشيدة، بتكوين دولة يشار إليها بالبنان، حيث تحولت الصحراء القاحلة إلى مسطحات خضراء، وزاد الاهتمام بالبيئة، وركز الاستثمار على توفير الحياة الكريمة لأبناء الوطن. قال محمد مصلح الأحبابي إن المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وضع اللبنة الأولى لاتحاد دولة الإمارات، التي انطلقت معها شعلة العمل الجاد، التي كان يتابعها رحمه الله بنفسه أولاً بأول، حيث لم تتوقف وقتها جولاته الميدانية لمتابعة وتيرة العمل المتسارعة، والمشاريع العملاقة التي أسست لقيام دولة كبرى لها مكانة متميزة بين الدول على المستويين الإقليمي والدولي. وأضاف أن المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، اهتم بإقامة نهضة صناعية كبرى، ووجه بالاهتمام ومتابعة تجارب الدولة المتقدمة في هذا المجال للبدء من حيث انتهوا، كما وجه رحمه الله ببناء المدارس والجامعات إيماناً منه أن أبناء دولة الإمارات لابد أن يتم تأهيلهم وفق برامج ومناهج تعليمية تجعل منهم المواطن الذي يستطيع أن يخدم نفسه وبلده، كما تعددت دعواته رحمه الله لأبناء الوطن بمواصلة مسيرتهم التعليمية وأن ينهلوا من فروع العلوم المختلفة، حيث وفر لهم في سبيل ذلك الوسائل التي تساعدهم سواء في الداخل عن طريق المعاهد والجامعات التي تضم التخصصات والبرامج المختلفة، أو في الخارج عن طريق الابتعاث إلى أهم وأرقى جامعات العالم. علاقة ممتدة وعن علاقة الإنسان بالإبل قال إنها ليست علاقة حديثة وإنما ضاربة في القدم، وممتدة إلى أعماق الحضارات العربية، وحتى فترة قربية لا تزيد عن اربعين عاما كانت الإبل مصدر رئيسي للرزق في الامارات، حيث يعتمد على الجمل البدوي أو رجال الجبل وحتى من سكنوا قرب السواحل، كلهم لم يكونوا بالغي المناطق البعيدة إلاعن طريق الجمل كوسيلة للمواصلات. لا يمكن لمربي الإبل أو الهجن إنكار دور الجمل في حياته ومدى تحملة لكل المصاعب، ومنها مشقة عبور الصحراء في كل المواسم، وأحتماله العطش وحر الصحراء ورمالها التي تتناثر وتتطاير من حوله، خاصة أن مأوى الإبل عادة في الصحراء، بغض النظر عن الظروف المناخية، وهو مثال على الصبر وربما ينتظر وحيدا لأكثر من أسبوع في مكان واحد لأنه أعتاد على أن يتلقى صاحبة في ذاك المكان. محمد مصلح الاحبابي، وهو من أسرة دربت أبنائها على الاهتمام بالهجن العربية الأصيلة، واعتبرت تلك الكائنات جزءا مهما من حياة كل فرد فيها شأن معظم القبائل المهتمة برعاية وتربية الإبل، الاهتمام والرعاية ويقطع الأحبابي يوميا مايقارب 55 كيلو متر ليصل إلى العزبة التي جهزها للتربية والرعاية، وقد حدثنا عن دور الاتحاد في رياضة سباقات الهجن إلى جانب الاهتمام بإكثار أفضل السلالات العربية، وقال الأحبابي إنه بدأ في تعلم امتطاء المطايا أو الهجن، منذ كان في الثامنة حيث كان يخرج برفقة رجال الأسرة، وقد كان وقتها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، حاكما لمدينة العين، يوجه بإقامة سباقات الكيلو متر يبدأ من أمام حصن الأسرة الحاكمة حيث يقطن زايد في المقام، يقام السباق مرتين كل شهر، والشارة كانت عبارة عن شال فاخر أو كمية من التمور، وفي تلك الفترة كان سعر الناقة ما بين 400 إلى 500 روبية وكأن المبلغ يعادل اليوم خمسون أو أربعون ألف درهم. ويكمل الاحبابي إن أهل الامارات فطروا على حب الهجن والحاكم عندما يشتري ناقة في هذا الوقت، فإن ذلك لا يعني أنه بحاجة لمزيد من الإبل، وإنما تشجيع للأهالي كي يواصلوا التربية والإكثار والبحث عن السلالات الأصيلة، ولذلك كانت حكومة دولة الامارات ولا تزال، تعني بإبراز هذه الهواية وتحويلها لحرفة عند البعض، وكان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان يؤكد على الاهتمام بالإبل تكريماً لها لما قدمته من خدمات على مر السنين بدءا من زمن الأجداد حتى اليوم. وأشار إلى دولة الامارات قامت على مجموعة من الخطط الاستراتيجية، من أهمها التنمية في مجال الموارد البشرية في الثروة الحيوانية، لذلك عندما قامت وزارة الزراعة والثروة السمكية نفذت مجموعة من القرارات، ومنها تخصيص مبالغ لمربي المواشي والإبل، وتقديم كافة الأدوات والأعلاف بأسعار مدعومة، وقد ساهم ذلك في تطوير حرفة تربية الثروة الحيوانية، وخاصة في مجال الإبل واختيار أفضل السلالات. مضمار السباق وأضاف الأحبابي أن الدولة كان بها مضمار واحد لسباقات الهجن، واليوم يوجد لكل إمارة مضمار، وتعد المشاركة في السباقات بمثابة حافز لتقديم الرعاية الأفضل كي يحصل راعي الهجن على أفضل المراكز، وقد أصبحت العلاقة خاصة وقوية بين المربي والناقة، فهي تقدم الكثير من الخدمات، وتحصل الأسرة على دخل جيد رغم عن الناقة تستهلك الكثير من الغذاء، ويؤكد أن دعم القيادة في إمارة أبوظبي، يتمثل في شراء الإبل من أجل أن يستمر رجال الإمارة أو غيرهم من رجال الامارات، في الاهتمام بالثروة الحيوانية وبالأخص الهجن. وقال محمد الاحبابي إن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، يكمل مسيرة القيادة الرشيدة، وهو يولي البيئة الصحراوية وتخضيرها اهتماماً كبيراً، وفي الوقت ذاته يوصي بالاهتمام بالثروات المتوفرة في تلك البيئة، خاصة في تطوير السلالات الأصيلة، لذلك يوجد مختبر حديث في مجال الهندسة الوراثية، حيث تكلف تربية الناقة الواحدة الكثير وهي لا تذهب للمشاركة في أي سباق، إلا بعد مرور شهور لتجهيز لياقتها البدنية، وتغذيتها والعناية بها طبيا ولو عبر الطب الشعبي المعروف بين مربي الهجن. أهم المنجزات وأضاف: من أهم منجزات الاتحاد في شأن الهجن إشهار اتحاد سباقات الهجن عام 1992، حيث يتواصل مربو الهجن مع بعضهم من خلال السباقات التي تعد مؤتمراً محلياً للتعرف على الجديد، إلى جانب أن تلك السباقات فرصة للاتفاق على تطوير سلالة ناقة عند شخص ما، عن طريق بعير عند شخص آخر ويكون من أرقى السلالات العربية، ولذلك تعد الإبل اليوم ثروة قومية، في ظل تزايد الاهتمام بها من قبل مربيها. وبالنسبة للأسعار فقال الأحبابي إن مهرجان المزاينة الذي يقام في المنطقة الغربية فرصة لعرض الهجن، لأن الكثير من المهتمين بإقنائها يأتون لمراقبتها وشراء أفضلها، حيث تجلب الناقة لصاحبها قرابة المليون درهم خلال المهرجان، وبعض النوق تباع خارج المهرجان بأسعار تتراوح مابين عشرة آلاف إلى أكثر من خمسمائة ألف درهم . وأكد محمد بن مصلح أن التغذية لا تجعل الناقة سباقة وإنما سلالتها، ورغم ذلك فإن كل ناقة يرغب صاحبها في أن تبقى بحال جيدة، وتنجب من سلالات عريقة ذرية صالحة للمشاركة في السباق أو العرض، على صاحبها أن يولي تغذيتها العناية الجيدة ويدخل في غذائها السمن والحليب والبيض، وأن يخرجها للمراعي عن طريق تسريحها بواسطة مسّرح، وأن يشرف على تدريبها مضمر سواء الشخص بنفسه أو خبير من الأسرة. وأوضح أن المضمر يساعد الإبل في التخلص من الشحوم والعمل على تدريبها في المركاض، أو حتى خارجه كي تعتاد على ذلك، واليوم أصبح لكل صاحب نوق تدخل السباق آلات تقنية حديثة للمراقبة خلال السباق، حتى أصبح بمقدور الناقة أن تركض وتحصل على مراكز متقدمة خلال السباقات. وقال إن الهجن عامل مساعد على التوازن في البيئة، عن طريق تناول النباتات الهامشية غير المفيدة، لكنها تعد مناسبة لتغذية الهجن، ويمكن أن تشكل الهجن مصدر غذاء جيد بديل عن لحوم المواشي، خاصة إنها لا تحتوي على دهون ضارة، ولذلك يمكن أن يرى الناس شكل البدوي الذي يكبر في العمر متعمدا على لحومها والبانها دون أن تسبب لها أضرار مثل بقية اللحوم.