توقع نمو مبيعات السيارات في الصين إلى 20 مليون سيارة في 2011
تتوقع كبريات شركات السيارات في العالم مثل “تويوتا” و “جنرال موتورز” و “فولكس فاجن”، أن يستمر الاقتصاد الصيني القوي في دفع مبيعات السيارات إلى أرقام قياسية في العام الجاري، بما يصل بالمبيعات في 2011 إلى 20 مليون سيارة، مما يجعل “التنين الأحمر” يحتل المرتبة الأولى كأكبر سوق لمبيعات السيارات في العالم للسنة الثالثة على التوالي.
ويذكر أن مبيعات السيارات ارتفعت في الصين بنسبة 46% في العام 2009 لتزيح بذلك أميركا عن عرش أكبر سوق للسيارات في العالم ولتنهي الهيمنة الأميركية التي استمرت لأكثر من قرن والتي بدأت بموديل “تي فورد”.
كما ارتفعت مبيعات الصين من السيارات الخصوصية والحافلات ونصف النقل بنسبة 13,6 مليون سيارة في 2009 وهي أسرع وتيرة منذ عشر سنوات، وذلك وفقاً للبيانات الواردة من “اتحاد صناعة السيارات” الصيني. وفي المقابل، انخفضت مبيعات السيارات الأميركية 21% إلى 10,4 مليون وذلك لأدنى مستوى لها منذ العام 1982.
وبدأ قطاع السيارات الصيني في الانتعاش منذ العام 1999 مع ارتفاع ناتجها المحلي الإجمالي بمتوسط 9% سنوياً، مما عوض عن تراجع طلب الغرب للسيارات الأميركية في ذلك الوقت. وارتفعت مبيعات السيارات الصينية في النصف الأول من ذلك العام بنحو 30,4% إلى 7,18 مليون، مقارنة بنحو 5.6 مليون في أميركا.
ويقول بيل روسو كبير المستشارين في “بوز وشركاه” من مقره في بكين “أصبحت الصين المركز الرئيسي لتطوير قطاع السيارات العالمي في القرن 21، وانعكس النمو الاقتصادي بصورة مباشرة في نمو مبيعات السيارات”.
ويذكر فاتح بيرول كبير الاقتصاديين في “وكالة الطاقة الدولية” أن كل 700 شخص من مجموع ألف في أميركا، و500 من كل ألف في أوروبا، يملكون سيارات، لكن في الصين كل 30 فقط من مجموع كل ألف، يملكون سيارات، ومن المتوقع أن يقفز هذا العدد إلى 240 شخصا بحلول العام 2035.
ومن المتوقع أن يحقق سوق السيارات الصيني نمواً قدره 15% في 2011، كما أن مبيعات “جنرال موتورز” من المتوقع لها أن تنمو بذات الوتيرة في الصين. أما “فولكس فاجن” أكبر شركات صناعة السيارات في أوروبا، فمن المنتظر أن تنمو مبيعاتها ما بين 10 إلى 15%، بالرغم من أنها تظل متأثرة بنقص سعتها الإنتاجية، وذلك وفقاً لمديرها التنفيذي في الصين سوه ويمينج.
ويقول “لا أتوقع أن يكون معدل نمونا أقل من ذلك بأي حال من الأحوال حيث سيتوافق ذلك النمو مع نمو السوق العام”.
وتتوقع “تويوتا” أكبر شركة لإنتاج السيارات في العالم، ارتفاع مبيعاتها في الصين بنسبة 13% إلى 900,000 سيارة في 2011. وكذلك تتوقع “نيسان” أن ترتفع مبيعاتها بنحو 17% إلى 772,000 وحدة.
وبالرغم من أن الصين بصدد سحب برنامجها التحفيزي هذا الشهر والذي ساعد في إنعاش مبيعات السيارات بنسبة 34% إلى 16,4 مليون حتى شهر نوفمبر، إلا أنه من المنتظر أن تتجاوز مبيعات السيارات الصينية نظيرتها الأميركية في العام المقبل.
وربما تحقق مبيعات السيارات في الصين رقماً قياسياً في 2011 إلى 20 مليون سيارة، وفي غضون ذلك، فإن مبيعات السيارات الخفيفة في أميركا ربما تبلغ 12,8 مليون سيارة، وباستثناء الشاحنات والحافلات، بلغت مبيعات السيارات الخاصة في الصين نحو 12,45 مليون حتى شهر نوفمبر من هذا العام.
وبالرغم من تجاوز الصين لأميركا، إلا أن إنهاء برنامجها التحفيزي وتضييق السعة الإنتاجية، يعملان على الحد من وتيرة النمو، وزادت “جنرال موتورز” وشركاؤها من مبيعاتها في الصين بنسبة 33% إلى 2,2 مليون سيارة خلال الأحد عشر شهرا من هذا العام مقارنة بالسنة الماضية، وباعت “فولكس فاجن” من موديلاتها في الصين حتى نوفمبر نحو 1,8 مليون بارتفاع قدره 38% مقارنة بالعام 2009. وسيقف نقص السعة الإنتاجية عقبة في وجه تلبية الشركة للطلب الصيني المتنامي، وأعلنت الشركة من مقرها في وولفس بيرج بألمانيا عن عزمها إنفاق نحو 14 مليار دولار حتى العام 2015 لتشييد مصنعين لدعم المصانع التسعة التي تعمل حالياً في الصين وذلك لتحقيق مستوى إنتاج يبلغ 3 ملايين سيارة سنوياً.
ويقول سوه “ستكون ال 24 شهراً القادمة بمثابة التحدي لنا في ظل نقص السعة الإنتاجية التي نعاني منها الآن والتي تحد من نمو المبيعات في الصين”.
كما تقف السعة الإنتاجية عقبة أيضاً في طريق نمو شركة “هيونداي” الكورية التي تتوقع أن لا يتجاوز نموها سوى 2,9% إلى 720 ألف سيارة في 2011. وتخطط الشركة من موقعها بسيؤول في كوريا الجنوبية إلى إنشاء مصنع ثالث في الصين في محاولة لزيادة السعة الإنتاجية بنسبة 50% إلى 900 ألف سيارة في السنة بحلول العام المقبل، وتقوم “جنرال موتورز” أيضاً بإضافة مصنع ثالث في الصين بتكلفة قدرها 490 مليون دولار.
نقلاً عن: «موني مورنج»
ترجمة: حسونة الطيب