أسامة أحمد (دبي)

عندما يؤمن الوالد بأحلام وطموحات ابنه، فإن ذلك يمثل للابن بداية الحلم والطريق الصحيح من أجل الوصول إلى الهدف، بإخراج طاقاته الإيجابية في اللعبة التي يحبها.
هذا ما يجسده علي بوجسيم الحكم المونديالي السابق، ووالد ماجد لاعب الوسط والمهاجم المتقدم بفريق تحت 15 عاماً بنادي النصر وأصغر «عياله»، حيث يحرص الحكم المونديالي السابق على مساندة ابنه بحضور التدريبات ومشاهدة بعض المباريات، وكانت «الاتحاد» حاضرة مع بوجسيم، مساء أمس الأول، في مران الفريق.
وقال المونديالي السابق: «ابني مولع بكرة القدم، ويعرف العديد من التفاصيل في خطط اللعب وعقود اللاعبين ومسألة الشراء والبيع، وخصوصاً أن الجيل الحالي يملك إدراكاً كبيراً في اللعبة عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي وألعاب الفيفا، مما جعلهم أكثر اطلاعاً عن الأجيال السابقة».
وأضاف بوجسيم: «ماجد يركز كثيراً على طريق لعب اللاعبين وخطة المدرب ويتابع مباريات أرسنال، لأنه من مشجعي ومحبي الفريق الإنجليزي، والذي ينتقد التشكيلة إذا كانت غير مناسبة، وتتطابق رؤيته في الكثير من الأحيان مع وجهة نظر الرياضي غيث الغيث الرئيس التنفيذي لشركة فلاي دبي».
وكشف بوجسيم أن ابنه لن يعيش في «جلباب والده» بأن يكون حكماً في المستقبل، لأنه ليس لديه أي ميول للتحكيم، وقال: «إذا طرق مجال التحكيم لأي سبب من الأسباب، فإن شخصيته ستكون مختلفة عن والده، وخصوصاً أن الجيل الحالي يملك طموحات مختلفة، بكل المقاييس، عن طموحنا».
وأشار المونديالي السابق إلى أنه من أولياء أمور اللاعبين القليلين الذين يحضرون التدريبات والمباريات، نظراً لكثرة ارتباطاته وسفره، مبيناً أنه يحرص على الحضور مرة أو مرتين للتدريبات، معرباً عن ارتياحه عندما يشاهد الصغار وهم يلعبون.
وقال بوجسيم: «أتمنى أن أرى ماجد مرتدياً قميص الأبيض في المستقبل، وأن يحقق طموحاته المطلوبة في عالم كرة القدم، وخصوصاً أنه مولع بالساحرة المستديرة بشكل كبير».
وتحدث بوجسيم عن أكاديميات الكرة بالدولة، مؤكداً أن الأكاديميات في الإمارات لا تكتمل فيها العناصر المطلوبة للأكاديمية، التي ترتبط بالرياضة التي يمارسها اللاعب والتعليم، وخصوصاً أن برامج الطلبة الرياضيين تختلف عن برامج الطلبة غير الرياضيين، مبيناً أن توفيق اللاعب بين الدراسة والكرة مشكلة في الإمارات، بعكس ما يحدث في الخارج في وجود أكاديميات للرياضة ومدارس للرياضيين، وقال: «في هذه الحالة، فإن اللاعب لا يخسر الوقت، من منطلق أن كل وقته الرياضي والأكاديمي في الأكاديمية، مما يكون له المردود الإيجابي على مستقبله الأكاديمي والرياضي».
وقال: «الوقت يظل مهدراً بالنسبة للصغار عندنا في مسألة الحضور من البيت إلى النادي لأداء التدريبات الخاصة بهم، مما يمثل فارقاً كبيراً بيننا وبين الدول التي تطبق الاحتراف».
وأضاف: «البنية الجسمانية لدى صغارنا ضعيفة، في ظل النقص الكبير في التغذية وغياب برامج التغذية الخاصة باللاعبين الصغار في الأكاديميات».
وكشف بوجسيم عن تخطيطه من أجل ابتعاث ابنه في الصيف للالتحاق بإحدى الأكاديميات في بلجيكا لمدة شهر للاستفادة منها، حتى يقطف ثمار ذلك خلال مستقبله الرياضي.
ومن جانبه، أكد الابن أنه لا يخطط لأن يكون حكماً في المستقبل مثل والده المونديالي، مبيناً أنه يحب أن يكون لاعباً فقط، ويحلم باللعب للفريق الأول بنادي النصر.
وقال: «أنتظر عودة النصر لتحقيق لقب الدوري بعد طول غياب، لأن أي منتسب للقلعة الزرقاء يحلم بالدرع الغائبة منذ سنوات طويلة».
وأشار ماجد إلى أن حرص والده على حضور التدريبات، يمثل مصدر فخر واعتزاز وقوة دفع كبيرة له، من أجل مضاعفة الجهد لتحقيق حلمه الكبير في المستقبل القريب.
واختتم ماجد حديثه بقوله: «أتطلع دائماً لرسم صورة طيبة عن الكرة النصراوية في قلعة بحجم عميد كرة الإمارات».