بتريوس: طهران ترغمنا على التحرك بطريقة أشد صرامة
شدد قائد القيادة العسكرية المركزية الأميركية الجنرال ديفيد بتريوس أمس، على انه حان الوقت للضغط على إيران لإرغامها على احترام مطالب المجتمع الدولي الذي يخشى من سعيها إلى امتلاك السلاح الذري. في حين صرح المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي شيرزاديان، أن وفداً رفيعاً من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدأ زيارة إلى طهران منذ مساء أمس الأول.
وفي ما يمكن أن يصعد النزاع مع المجتمع الدولي، أعلنت صحيفة “كيهان” المحافظة التي تخضع إلى إشراف المرشد الأعلى علي خامنئي، أن إيران تدرس عملية الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي التي تحظر على الأعضاء امتلاك السلاح النووي، وذلك في رد فعل عملي لتقرير الوكالة الذرية الأخير الذي تحدث عن محاولة إيرانية “سابقة أو راهنة” لصنع رأس نووي.
وبالتوازي، أعلنت وكالة أنباء الطلاب الإيرانية “ايسنا”، أن الرئيس محمود أحمدي نجاد سيقوم الخميس المقبل، بزيارة رسمية إلي دمشق تستغرق يومين، مبينة أنه سيبحث مع الرئيس بشار الأسد العلاقات الثنائية والتهديدات الخارجية، خاصة الإسرائيلية للبلدين.
وأكد قائد القوات الأميركية في العراق والخليج وأفغانستان وباكستان وآسيا الوسطى، الجنرال بتريوس لشبكة “ان بي سي” التلفزيونية الأميركية “لقد حان الوقت لسلوك طريق الضغوط” ولو كانت “إيران غير جاهزة” بعد لامتلاك السلاح النووي.
واعتبر الجنرال الأميركي أن الولايات المتحدة قامت بكل في وسعها لإيجاد حل ودي للأزمة، لكن موقف طهران بات يرغمها على التحرك بطريقة أشد صرامة، عبر فرض عقوبات، مع الأعضاء الآخرين في مجلس الأمن الدولي.
من جهتها، نقلت وكالة “مهر” للأنباء أمس، عن شيرزاديان قوله إن وفداً رفيع المستوى من الوكالة الذرية يضم خبراء أنظمة السلامة النووية بالدول التي تمتلك تكنولوجيا نووية متطورة، يقوم بزيارة إيران بدعوة من منظمة الطاقة الذرية الإيرانية.
وأضاف المتحدث أن هذا الوفد وصل أمس الأول وسيبقى لمدة أسبوعين لدراسة امكانات نظام السلامة النووية في البلاد من مختلف الجوانب. وتابع شيرزاديان ان أنماط المراقبة في نظام السلامة النووية في المنشآت النووية، تشمل تقييم إجراءات الضمان واصدار التراخيص وعمليات التفتيش وتطبيق القانون، وصياغة القواعد والقوانين، وقياس مستلزمات السلامة النووية في ضوء المعايير الدولية.
وكان نواب في البرلمان الإيراني قالوا أمس ان طهران ستفكر بشكل جدي في الانسحاب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بسبب الضغوطات السياسية علي الوكالة، في إشارة إلى الولايات المتحدة.
وفي سياق الاستعدادات الإيرانية لأي هجوم إسرائيلي- أميركي أعلن العميد البحري فيبرز قادر بناه، قائد المنطقة البحرية الأولي في الجيش الإيراني، أن مدمرة “جماران” محلية الصنع التي تم تدشينها الأسبوع الماضي، أبحرت صباح أمس، نحو المياه الحرة لأداء أولى مهامها بعد يومين من انضمامها إلى الأسطول البحري الإيراني مضيفاً أن المدمرة على استعداد تام لتنفيذ مهامها في الحفاظ على المصالح الوطنية وتوفير الأمن للسفن التي تمر عبر الخليج ومضيق هرمز.
على صعيد الأزمة بين أركان النظام، انتقد علي أكبر هاشمي رفسنجاني رئيس مجلس الخبراء رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران، أنصار الرئيس نجاد بسبب مطالبتهم بإقصائه من منصبه ووصف تلك التصريحات بأنها بمثابة “السم القاتل” للثورة ودعا إلى ضرورة الابتعاد عن تلك التصريحات لأنها ستؤدي إلى تراجع الثورة.
وقال الرئيس الأسبق الذي يتهم بدعم المعارضة، إن الإقصاء والتهميش والطرد لكوادر الثورة ليست في صالح أحد، لأنها تؤدي إلي التفكك والانهيار.
وكانت صحيفة “جوان” لسان حال الحرس الثوري الإيراني، انتقدت أمس الدعوات المطالبة بإعادة رفسنجاني إلى منبر جمعة طهران مقابل مشاركة الرئيس نجاد في جلسات مجمع تشخيص مصلحة النظام. وقالت الصحيفة في مقالها الافتتاحي، إن عزل رفسنجاني من خطبة صلاة الجمعة، جاء بسبب مواقفه المشككة بنتيجة الانتخابات الرئاسية والحال أن هذا الموقف يتناقض مع موقف المرشد للبلاد علي خامنئي.
وكان أعضاء في مجلس الخبراء بقيادة المتشددين أحمد خاتمي وهادي كعبي وآخرون، دعوا في تصريحات للصحف المحافظة بضرورة مناقشة قضية عزل رفسنجاني عن رئاسة المجلس بسبب مواقفه من حكومة نجاد والتزامه الصمت ازاء الإصلاحيين.
المصدر: عواصم