جدد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أمس التأكيد على إمكانية إعلان قيام الدولة الفلسطينية والاعتراف الفوري بها قبل بدء مفاوضات الوضع النهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وذلك وسط كشف صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية أن كوشنير ونظيره الإسباني ميجيل موراتينوس يسعيان إلى ترويج مبادرة تدعو إلى اعتراف الاتحاد الأوروبي بدولة فلسطينية خلال عام ونصف قبل التوصل الى التسوية مع اسرائيل، مشيرة الى أن المبادرة تستند الى خطة «دولة خلال عامين» التي بادر اليها رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض. ورحبت منظمة التحرير الفلسطينية بالتوجه الفرنسي الأسباني لبلورة مبادرة تعترف فيها دول الاتحاد الأوروبي بدولة فلسطينية مستقلة خلال فترة 18 شهرا. في وقت قالت مصادر إن اسرائيل نقلت رسالة رفض صارمة الى كوشنير حول المبادرة، معتبرة أنها تتعارض ومبادئ عملية السلام وان فرض الحلول لن يحقق الهدف. وقال أحمد مجدلاني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير «إن الموقف الفرنسي والاسباني في حال تقرر فعلا هو محل ترحيب شديد من القيادة الفلسطينية ومن شأنه قيادة موقف أوروبي متقدم باتجاه الاعتراف بالدولة الفلسطينية». وذكر أن القيادة الفلسطينية لم تتسلم أي أفكار من باريس أو مدريد تتعلق بهذه التوجه بشكل رسمي حتى تدرسه وتقدم ردها، مشيرا إلى إمكانية مناقشة هذه الأفكار خلال زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى فرنسا اليوم. وشدد على وجوب أن تقوم أي مبادرات بهذا الصدد على الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود عام 1967. واعتبرت حركة «فتح» التي يتزعمها الرئيس عباس ما يتردد عن توجهات أوروبية للاعتراف بدولة فلسطينية حتى قبل قيامها بانه خيار جديد لمواجهة التعنت الإسرائيلي في عملية السلام. وقال نبيل شعث عضو اللجنة المركزية «إن الحركة ترحب بالتقدم في التصريحات الأوروبية، خاصة الفرنسية وتعتبرها بمثابة توجه جديد في ظل حالة الجمود السياسي في المنطقة بسبب التعنت الإسرائيلي والاستمرار في سياسات الاستيطان ومصادرة الأراضي وتهويد القدس وممارسة الاعتقال والقمع اليومي بحق الفلسطينيين». وفي المقابل، قالت مصادر في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «إن تصريحات كوشنير خطيرة للغاية، وأن القلق الإسرائيلي يكمن في إمكانية حصول الجانب الفلسطيني على ضمانات سرية من الإدارة الأميركية وبعض الدول الأوروبية للاعتراف بدولة فلسطينية دون التفاوض على حدودها مما يشكل ضغطا إضافيا على الجانب الإسرائيلي». وأوضحت أن إسرائيل ستعترض رسميا على الموقف الفرنسي. وقال مسؤول اسرائيلي إن الحكومة تعارض الفكرة التي طرحها كوشنير، وأضاف لوكالة «فرانس برس» طالبا عدم ذكر اسمه «أن فرض مثل هذا الحل الجزئي من الخارج يتناقض حتى مع فكرة السلام، وان منح هذا الاعتراف بينما لم تتم تسوية ملفات النزاع سيكون مثل صب الزيت على النار ومن شأن ذلك أن يدفع الفلسطينيين الى إبداء مزيد من التعنت وجعل أي تسوية مستحيلة». وقللت الحكومة الفلسطينية المقالة التي تديرها حركة «حماس» من أهمية ما يتردد عن توجهات أوروبية للاعتراف بالدولة الفلسطينية حتى قبل إقامتها. بلير: استئناف مفاوضات السلام يصطدم بالشروط ابوجا (رويترز) - أعرب مبعوث اللجنة الرباعية الدولية للوساطة في الشرق الأوسط توني بلير امس عن أمله بان يستأنف الفلسطينيون والإسرائيليون مفاوضات السلام خلال الأسابيع المقبلة بعد توقف لأكثر من عام. وقال رئيس الوزراء البريطاني السابق لـ«رويترز» على هامش زيارة الى نيجيريا «آمل أن نتمكن من تحريكها في الأسابيع المقبلة..الإسرائيليون يريدون المفاوضات والفلسطينيون يريدون المفاوضات..المسألة هي الشروط». وقال بلير «إن الجهود ستزيد ليس فحسب من اجل تقوية الاقتصاد الفلسطيني والسماح بالمزيد من حرية الحركة بل أيضا من اجل القيام بالمزيد من الجهد لتعزيز حكم القانون على الجانب الفلسطيني وضمان وجود نظام عدالة جنائية فعال». ولم يتم استئناف محادثات السلام منذ حرب اسرائيل على قطاع غزة في ديسمبر 2008 ويناير 2009 بسبب مطلب فلسطيني بان تفرض اسرائيل تجميدا كاملا على بناء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية ورفض اسرائيل لذلك.