تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وبدعم خاص من قيادة سلاح الجو والدفاع الجوي في الدولة عقدت مؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري “إينجما” مؤتمر دبي الدولي لقادة سلاح الجو “دياك 2011” أمس في قاعة المؤتمرات في فندق جميرا بيتش. وتنظم “إينجما” المؤتمر للمرة الخامسة على التوالي، وهو المؤتمر الرسمي لمعرض دبي للطيران الذي يفتتح اليوم ويستمر حتى 17 نوفمبر الجاري. ويركز المؤتمر هذا العام على آخر التطورات في القوى الجوية الحديثة، مخصصاً جزءاً كبيراً منه لنظم الجيل الجديد من التقنيات الدفاعية الجوية. وشارك في المؤتمر وفود عسكرية رفيعة المستوى من 30 دولة عربية وصديقة ترأس معظمها قادة للقوات الجوية وعدد من الدبلوماسيين ومدراء كبار الشركات المصنعة وخبراء في مجال الدفاع الجوي. وشملت الدول التي شاركت بوفود في المؤتمر إلى جانب الإمارات العربية المتحدة، المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان وقطر والكويت والبحرين والاردن وباكستان وإيطاليا وتركيا واستراليا والصين والسويد وفرنسا والولايات المتحدة الاميركية والمملكة المتحدة ونيوزيلندا ولبنان والعراق والمانيا واليونان والهند وهولندا وسويسرا وروسيا. وتحدث الرئيس التنفيذي لـ”إينجما” رياض قهوجي خلال افتتاحه المؤتمر عن أهمية هذا الحدث الذي يأتي في وقت تواجه المنطقة تحديات امنية واستراتيجية عديدة. وأشار الى أن أهمية المؤتمر تتمثل في تبادل الخبرات والإطلاع على احدث التكنولوجبا في مجال القوات الجوية والدفاع الجوي. وألقى سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات الكلمة الافتتاحية ممثلاً لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رحب فيها بالحضور في هذا المؤتمر في نسخته الخامسة والذي بدأ في عام 2003. وقال سموه في كلمته “نحن نجتمع هنا اليوم لمواجهة التحديات التي تواجهنا إقليميا ودوليا .. نجتمع كأصدقاء وحلفاء لتبادل الأفكار ووجهات النظر حول كيفية التغلب على التهديدات وتحسين قدراتنا الدفاعية ولا سيما في مجال مهم وهو القوة الجوية”. وأضاف سموه “إن الأحداث الأخيرة أكدت مرة أخرى أهمية القوة الجوية والدفاع الجوي في تحقيق قدرات دفاعية أو هجومية متفوقة، ولا يمكن لدولة القول بأن لديها قدرة عسكرية حديثة من دون قوة جوية فعالة وناجحة وهذا الشيء الذي تتطلع إليه دولة الإمارات العربية المتحدة وإن شاء الله تعتزم الحفاظ عليه وتحسينه في ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله “. وقال “نحن في دولة الإمارات نؤمن بالسلام ونؤمن بالشراكات المثمرة بغية تعزيز الاستقرار وتحقيق التقدم والازدهار”. وأضاف “لقد علمتنا التجربة أن البقاء في حالة تأهب والبقاء موحدين سواء على الصعيد الوطني أو الدولي هو أفضل وسيلة للحفاظ على الاستقرار والتغلب على الصعوبات وقد تم اختبار هذا في الأحداث الإقليمية الأخيرة”. وزاد “كانت دولة الإمارات من بين الدول العربية الرائدة التي ساهمت في عمليات فرض منطقة حظر الطيران التي أنشأها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لحماية المدنيين في ليبيا”. واضاف سموه “في هذا المجال أيضا لقد لعب طيارو دولة الإمارات العربية المتحدة دوراً مهما في فرض منطقة حظر جوي على ليبيا واكتسبوا بالتالي خبرة قيمة في الحرب الجوية”. وقال “استثمرت دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل كبير في القوى العاملة وذلك لانتاج جودة المواطنين والضباط والجنود .. لقد استثمرنا في استيراد أحدث التقنيات لتبقى الدولة في طليعة الحداثة في صناعاتنا وتجارتنا وأسلوب حياتنا. ولفت سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم إلى أن الصناعات المدنية والدفاعية في دولة الإمارات العربية المتحدة تنمو في مختلف المجالات بما فيها الطيران. وأكد سموه أن جيش دولة الإمارات العربية المتحدة حقق الحداثة على الصعيد الدولي وقواتها كانت دائما حاضرة لحماية الأمة وأيضاً حاضرة لخدمة عمليات المجتمع الدولي لحفظ السلام في جميع أنحاء العالم. وقال “سعت دولة الإمارات دائما بالدبلوماسية لحل النزاعات مع جيرانها، ودعت دائماً إلى الحوار كوسيلة لحل المشاكل إقليميا ودوليا .. ومع ذلك فإن القوات المسلحة الإماراتية لا تزال قوية ودائماً على أهبة الاستعداد للتعامل مع أي تهديدات على الأمة والمنطقة”. وألقى اللواء الركن طيار محمد بن سويدان سعيد القمزي قائد سلاح الجو والدفاع الجوي كلمة رحب خلالها بالحضور وتحدث عن التحديات التي تواجه دولة الإمارات العربية المتحدة وحلفاءها في المنطقة، مؤكداً أن أمن الوطن والدفاع عن البلد يحتلان أهمية قصوى في بيئة التهديدات المتغيرة. وقسم المؤتمر إلى ثلاثة محاور أساسية ترأس المحور الأول اللواء الطيار المتقاعد خالد البو عينين رئيس مؤسسة “إينجما” وتضمن محاضرة للفريق الأول نورتون إيه شوارتز رئيس أركان سلاح الجو الأميركي التي ناقش فيها موضوع تصميم قدرات القوات الجوية لعمليات القتال المشتركة في البيئات غير المتكافئة. كما تحدث اللواء الركن طيار إبراهيم ناصر العلوي نائب قائد القوات الجوية والدفاع الجوي في دولة الإمارات في محاضرته عن تطوير مقاتلي القوات الجوية والدفاع الجوي بعنوان “التموضع اليوم لمجابهة تحديات الغد”. من بعده تحدث الفريق الأول سير ستيفن دالتون رئيس أركان سلاح الجو الملكي البريطاني الذي ناقش موضوع الانتقال إلى العمليات العسكرية المتمحورة شبكياً ضمن هذا الموضوع. أما الجلسة الثانية فتضمنت أيضا ثلاث محاضرات ترأسها دنيس مويلنبرج نائب الرئيس التنفيذي لشركة بوينج الرئيس والمسؤول التنفيذي في بوينج للدفاع والفضاء والأمن. وتحدث في المحاضرة الاولى الفريق الطيار جوفري تشارلز “جوف” براون قائد سلاح الجو الملكي الاسترالي عن تحديد هوية مقاتلة الجيل الخامس .. القدرات ومتطلبات المهام. أما المحاضرة الثانية في هذه الجلسة فألقاها الفريق أول طيار راو قمر سليمان رئيس أركان القوات الجوية الباكستانية وناقش موضوع استخدام القوات الجوية في الحروب غير النظامية. واختتمت الجلسة بمحاضرة حول موضوع تحديد المتطلبات العملانية لقدرات نظام الإنذار المبكر المدمج المحمول جوا وإدارة المعارك - الحل المتعدد المهام، والذي طرحه الفريق الطيار جيوسيبي برنارديس رئيس أركان سلاح الجو الإيطالي. أما المحور الثالث فترأسه مدير قسم الأبحاث والتطوير في إينجما الدكتور ثيودور كراسيك وتضمن ثلاث محاضرات الاولى للفريق الأول جان - بول بالوميروس رئيس أركان سلاح الجو الفرنسي الذي تحدث عن تعددية مهام الطائرات دون طيار : الاحتياجات الحالية وحدود التطوير. وألقى المحاضرة الثانية اللواء جيلبيرتو أنطونيو سابويا بورنييه القائد العام للعمليات الجوية في سلاح الجو البرازيلي ركز فيها على تطوير قدرات النقل الجوي للبحث والإنقاذ والمهام الإنسانية. واختتمت هذه الجلسة مع محاضرة للواء الركن طيار أتيس محمد إريز قائد العمليات في سلاح الجو التركي والذي ناقش موضوع الجيل الثاني للأسلحة الذكية للقوات الجوية. جدير بالذكر ان هذا المؤتمر عقد هذا العام تحت الرعاية التجارية لكل من “بوينج “ و”رافال” و”نورثروب جرامن” و “م ب د ا” و “بينونة الدفاعية” و”جودريش” و”تكسترون” و”صعب”.