حذر الحزب اليمني الحاكم، أمس الجمعة، من تعثر محادثات “نقل السلطة” بسبب “وجود قادة المعارضة في الخارج”، منذ منتصف الشهر الماضي، فيما طالب الائتلاف المعارض المبعوث الدولي إلى اليمن، جمال بن عمر، بإعلان المتسبب بتعطيل “الحل السياسي” للأزمة المتفاقمة، منذ أكثر من تسعة أشهر، على خلفية الاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس علي عبدالله صالح. وكان مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، بان كي مون، وصل، الخميس، إلى صنعاء، لاستئناف جهود نقل السلطة، بموجب خطة قدمها وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي أواخر أبريل. وقال الناطق الرسمي باسم حزب المؤتمر الشعبي الحاكم، طارق الشامي، إن وجود قادة ائتلاف “اللقاء المشترك” في الخارج سيعيق عملية استكمال الحوار حول “تفاصيل” مهمة في الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية. وشدد الشامي، في تصريحات لقناة “بي بي سي” العربية، على ضرورة عودة قادة المعارضة لليمن. ويقوم وفد رفيع المستوى من المعارضة، يضم أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني ياسين سعيد نعمان، والأمين العام لحزب الإصلاح الإسلامي عبدالوهاب الأنسي، ورئيس “المجلس الوطني لقيادة الثورة السلمية” محمد سالم باسندوة، بجولة إقليمية ودولية، شملت كلاً من روسيا والكويت وقطر، وعمان. ومن المتوقع أن يقوم الوفد، غداً الأحد، بزيارة إلى السعودية، ومقابلة وزير خارجيتها الأمير سعود الفصيل. إلى ذلك، التقى مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون إلى اليمن، أمس الجمعة بصنعاء، الزعيم القبلي المعارض ورجل الأعمال البارز، حميد الأحمر، حيث بحث معه “الجهود الدولية بشأن الأوضاع في اليمن”، حسبما ذكرت صحيفة محلية مملوكة للأحمر. وكان ابن عمر قد بحث، الليلة قبل الماضية، مع وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي، “الجهود المتواصلة بين الأطراف كافة لاستكمال الآلية التنفيذية لمبادرة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية حول اليمن”. وقالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية “سبأ”، إن اللقاء تطرق إلى الجهود المشتركة بين صنعاء والأمم المتحدة بشأن “التخفيف من المعاناة الإنسانية” من خلال “توفير الخدمات الضرورية للمواطنين”، و”إغاثة النازحين” من مناطق الصراع في اليمن. وقال مارتن نسيركي، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن مهمة ابن عمر في صنعاء تهدف إلى تشجيع “عملية انتقال شاملة تلبي احتياجات وتطلعات كل اليمنيين”. وأوضح أن ابن عمر سيبلغ الأمين العام للأمم المتحدة بنتيجة المهمة، وأن الأخير سيبلغ مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بتطورات تنفيذ قرار تم التوصل إليه الشهر الماضي، ودعا صالح إلى قبول خطة بوساطة خليجية تجبره على التنحي. وأعلنت المعارضة اليمنية أنها ستقدم إلى ابن عمر وثائق تثبت تورط الرئيس صالح ونظامه بـ”خرق” قرار مجلس الأمن، الذي دعا الأطراف المتصارعة في اليمن إلى نبذ العنف، وذلك بعد أن اتهم، السلطة والمعارضة المسلحة بانتهاك حقوق الإنسان. وطالبت الناطق الرسمي باسم “المجلس الوطني لقيادة الثورة السلمية” حورية مشهور، أمس الجمعة، المبعوث الدولي بأن يعلن بكل وضوح من يعطل الحل السياسي ويجر البلاد نحو العنف والحرب الأهلية.