أكد خليل الزياني المدرب السابق للمنتخب السعودي لكرة القدم، أن بطولة كأس آسيا الخامسة عشرة المقامة حالياً في ضيافة قطر، لم تكن موفقة في بدايتها، من حيث الأداء، أو بروز النجوم فيها، خاصة فيما يتعلق بالمنتخبات الخليجية والعربية، وكانت هناك أسباب واضحة، خاصة “خليجي 20” التي أُقيمت قبل البطولة، وأرى أنها أربكت حسابات المنتخبات الخليجية في البطولة، فالمنتخب السعودي - على سبيل المثال - لم يظهر بالمستوى المعهود؛ لأنه شارك في “الخليجية” بالرديف، ولم ينجح في دمج مجموعة اللاعبين، بجانب عدم الاستعداد الجيد، وكذلك منتخب الإمارات الذي قدم مستوى جيداً، ولكن جهود اللاعبين كانت موزعة بين المنتخب الأولمبي، وبطولة الخليج، ومونديال الأندية، حيث يشارك لاعبو الوحدة.. والعنابي القطري، لم يوفق في الخليج، وكان له متأراً نفسياً، بسبب الانتقاد الإعلامي، والتعرض للمدرب ميتسو.. وعلى الرغم من أنه صعد إلى ربع النهائي إلا أنه كان يعاني. الدوحة (الاتحاد) - أكد خليل الزياني أن بقية المنتخبات أيضاً تعرضت لمثل هذه الظروف، فالكويت بطل الخليج، هبط مستواه بشكل كبير، والجميع يعرفون أن اللاعب العربي، يتراجع مستواه بعد الفوز بأي بطولة؛ وذلك شيء نفسي بالدرجة الأولى. ومنتخب البحرين لم يقدم شيئاً، وما حدث له من تبعات بطولة الخليج.. والعراق خرج من الخليجية “خالي الوفاض”، وودع أيضاً الخليجية ولم يظهر بمستواه في “الآسيوية”. وأشار إلى أن هناك خمسة منتخبات خليجية افتقدت إلى المنافسة الحقيقية في كأس آسيا؛ لأن البطولة الخليجية أُقيمت في وقت غير مناسب، مؤكداً أن كأس آسيا فقدت بريقها، بسبب خروج المنتخبات العربية، وبالتالي عزفت الجماهير السعودية والعراقية والإماراتية والكويتية وغيرها من جماهير المنتخبات عن حضور مباريات البطولة. وحول دور الثمانية وتقييمه له، قال: الدور الثاني مكمل للدور الأول، وأرى أنه “تصفية” متقدمة، ولكن في الدور نصف النهائي، صعدت المنتخبات التي لها حضور متميز في البطولة ويملك لاعبوها مكانات فنية، ما أهلها للوصول إلى أبعد مدى في البطولة.. مثلاً اليابان، لديه، عدد من اللاعبين المحترفين في أوروبا وأستراليا وكوريا وأوزبكستان، والمنتخبات الأربعة تتربع على عرش الكرة الآسيوية، بعد أن تنازلت الكرة العربية، عن مكانها الذي عهدناه في النسخة الماضية عندما صعد للنهائي العراق والسعودية، والنسخة التي سبقتها في عام 2004 عندما تألق الأردن. وأضاف أن البطولة باتت غريبة على العرب، على الرغم من أنها تقام على أرض عربية، حيث سيطرت عليها فرق شرق آسيا التي تطورت كثيراً جراء احتكاكها المستمر مع الكرة الأوروبية وباتوا يقدمون كرة متميزة، وأداء متميزاً، ويصل الأداء إلى المتعة الكروية التي ننتظرها. وطرح الزياني سؤالاً عن عدد اللاعبين الخليجيين في أوروبا، وقال: في الخليج، كم لاعب محترف في الخارج، وهذا الفارق يكفي كي نقول إن هذه المنتخبات أفضل منا أداء، وبإمكان لاعبيها الوصول إلى العالمية، ناهيك عن الرؤية المستقبلية لهذه المنتخبات، فاليابان مثلاً في بداية التسعينات كانت أقل الفرق الآسيوية، وكانت تخسر بالخمسة، ولكنها بدأت في التجهيز للظهور القوي، من خلال الاستعانة بلاعبين أجانب من أوروبا والبرازيل، كما أن الشركات تبنت الأندية، وتم إرسال الصغار للتعلم في البرازيل، وقد رأيت هذا بنفسي عام 1992. وأضاف: في الآونة الأخيرة، باتت اليابان تصدر لاعبين، وهذه نقلة حضارية بمجال كرة القدم في التعامل مع الاحتراف. وما يدور في اليابان يحدث في كوريا وأستراليا، ولا نستغرب تطور الاحتراف عندهم، وبناء كرة القدم على أسس سليمة، فالأوزبكي تربى في أحضان الاتحاد السوفييتي وفي شرق أوروبا، وبالتالي تأثر بذلك كروياً، وقد تكون الفرق الآسيوية أفضل حالاً لو أنها انتهجت النهج نفسه وسلكت طريق الاحتراف بشكل سليم. وقال الزياني: هل يستطيع اللاعب الخليجي أن يذهب إلى أوروبا ويقيم هناك، وهل لدينا لاعبون يصلحون للعب في أوروبا، وهل يستطيع اللاعب أن يلعب في الدرجتين الثانية والثالثة، للأسف الإجابة عن هذا السؤال بالنفي؛ لأن اللاعب يكتفي باللعب في الدوري المحلي. وأكد الزياني أن كشافة أوروبا الآن لا ينظرون إلى اللاعب الخليجي؛ لأنه لاعب مدلل، فالمنتخب السعودي عام 1994 لو كان حينها يوجد احتراف لاحترف منه أربعة أو خمسة لاعبين، ولكن القرار لم يصدر، إلا عام 1998.. وأرى أن فؤاد أنور وسامي الجابر وسعيد العويران بعد هدفه الخرافي ومحمد الدعيع، جميعهم كانوا يصلحون للاحتراف. وقال: اللاعب المحترف فعلاً محترف ومنضبط ولديه العقلية الاحترافية. وللأسف، عندنا يحدث العكس، حيث نجد أن الاحتراف عقود وفلوس وسيارات فارهة وتملص من التدريبات، والاحتراف يكون على الورق، وهذا ما أصاب الكرة الخليجية في مقتل.. وعندما تأهل المنتخب السعودي إلى مونديال 94، قالوا الاحتراف السبب، ولم يكن قد بدأ إلا منذ شهور، والنجوم الذين مثلوا المنتخب، لم يكن لهم علاقة بالاحتراف، وبعد ذلك بدأ المستوى في التناقص. رغم تأهلنا مجدداً إلى المونديال، إلا أننا لم نقدم مستوى في فرنسا ولا كوريا واليابان ولا ألمانيا. عقود اللاعبين وحول أسعار اللاعبين الخيالية في الأندية، قال خليل الزياني: المشكلة في الصراع لـ”خطف” اللاعبين بطريقة غير مشروعة، فلو أردت أن تتعامل بمثالية مع الوضع، ستجد غيرك يتعامل بأسلوب مخالف، ولو أن النادي لا يملك الإمكانات يحاول الاحتفاظ باللاعب من أجل إرضاء الجماهير، وقد تجد اللاعب على دكة البدلاء بعد أن دفعنا الملايين له ولا يفيد الفريق. وأضاف: نحتاج إلى سقف وتقييم اللاعب؛ لأنه عندما يحصل على الملايين يظن أنه “أمن مستقبله”، ولكنه لم يؤمن مستقبل النادي.. لا بد للجهات المتخصصة، من تحديد قيمة اللاعب دون تدخل من الآخرين. الإعلام ملح البطولة الدوحة (الاتحاد) - تحدث الزياني عما يحدث في الإعلام والسباق المحموم في تغطية البطولة، حيث قال: الإعلام ملح البطولات، أقصد الإعلام المتزن الذي له مشاركة فعالة حركات إيجابية، فالتحليل الفني واستضافة خبراء ومدربين وعمل لقاءات، يخدم البطولة. وأضاف أن الإعلام شريك أساسي في النجاح للبطولات، وإذا شذ الإعلام أعتقد أن هذا من الممنوعات، وعليه أن يقف عند هذا الحد؛ لأن البطولات تجمع ولا تفرق. تأييد تصريحات كاتانيتش الدوحة (الاتحاد) - علق الزياني على كلام كاتانيتش مدرب الأبيض بأن المسؤولية تقع على الأندية في مشكلة المهاجمين، حيث قال: أؤيد كلام كاتانيتش، فمثلاً في الدوري القطري كان يلعب 6 أجانب ويتبقى من المواطنين خمسة فقط، وتجاوب الاتحاد القطري مع ذلك وقلل المحترفين إلى 3 بالإضافة إلى محترف خليجي، وكنا نأمل أن يكون أقل من ذلك لكي نمنح المواطن فرصة للعب. وأضاف: لا بد من تدخل اتحاد الكرة مثلما حدث في حراسة المرمى، والكل منع الأجانب في حراسة المرمى، ولكن هناك شح في المهاجمين في جميع المنتخبات الخليجية، ففي الكويت يوسف ناصر وقطر لديها سباستيان والسعودية لديها ياسر القحطاني، رغم تراجع مستواه، ولكن أين البديل، وفي الإمارات أحمد خليل الذي كان الأفضل في منتخب الشباب. وأوضح أن الأندية تريد الفوز بالمباريات والبطولات، وهذا حق مشروع، ولكن لا بد من وجود نظام يحدد مفهوم الاستعانة بالمحترف، بمعنى أن يكون هناك مهاجم واحد أجنبي، ولاعب في الوسط، ولاعب في الدفاع ولا يمكن أن أصنع لاعباً من المنتخب ولا بد من اختياره من ناد. اللاعبون شركاء في سقوط «الأخضر» الدوحة (الاتحاد) - تطرق الزياني إلى مشكلة السعودية، والخروج المهين، حيث قال: المباريات التجريبية ليست مقنعة، وكأس الخليج جاءت في توقيت غير مناسب، والإعلام كان له دور في التقليل من شأن المدرب، وهو ما انعكس على عقلية اللاعب الذي أدرك أن الأخطاء التي تحدث سببها المدرب.. وللأسف، دائماً يكون العقاب للمدرب، لدرجة أنني سمعت أحد الإعلاميين يقول يجب عدم محاسبة اللاعب، وهذا الكلام غير صحيح. وأضاف أن الكرة السعودية “ولادة” ولديها الكثير، بشرط أن تسير على نظم معينة وتطبق احترافاً بمعنى الكلمة، عند ذلك يمكن أن نعود بسرعة. تأخر إقالة بيسيرو الدوحة (الاتحاد) - حول إقالة البرتغالي بيسيرو مدرب السعودية، قال: كانت هناك ضغوط على بيسيرو قبل البطولة، ولو صعد منتخب السعودية إلى الدور الثاني وخرج، لكانت الانتقادات قد وجهت للمدرب وتمت إقالته، وقد تولى بيسيرو مكان ناصر الجوهر في تصفيات كأس العالم، وفاز في أول مباراة أمام إيران، ومع الإمارات قلب النتيجة من خسارة إلى فوز، وتعادل مع كوريا الشمالية، وفي مباراة البحرين المؤهلة إلى نيوزيلندا خسر، وتم عرض أمر المدرب على الخبراء الذين أوصوا باستمراره. وإذا أراد الاتحاد السعودي أن يتأكد من قراراهم، كان لا بد من أن يأتي بخبير كروي ليجلس مع المدرب، وهذا وارد في كرة القدم العالمية بأن يكون هناك مدرب وخبير، ولو كان هناك عدم قناعة كان من المفترض أن تتم إقالته وليس الانتظار إلى البطولة. «الكيل طفح» من اللاعب الخليجي الدوحة (الاتحاد) - قال الزياني إن الاحتراف في أفريقيا له هدف سامٍ، وقد رأيت في إحدى القنوات التلفزيونية لقاءً مؤثراً مع طفل أفريقي صغير وخلفه أقرانه، وسأله المذيع: لماذا تلعب الكرة، فقال: أريد أن ألعب وأحترف في أوروبا لأبني بيتاً لأهلي.. فهذا لديه دافع لأن يلعب في أندية الدرجتين الثالثة والثانية، ويقبل بأي وضع، كي يصل إلى هدفه.. وكلامي هذا ليس سخرية من اللاعب الخليجي، ولكن للأسف “الكيل طفح”، على الرغم من أن المسؤولين قدموا كل شيء من ملاعب ومنشآت وملايين من أجل الارتقاء بالمستوى، واليوم المنتخبات الخليجية والعربية خرجت.. ولا بد مراجعة أنفسنا، وطرح سؤال: هل الخطأ في الاحتراف أو في العمل في الاحتراف، أم في اللاعب الذي يطبق الاحتراف؟ وأضاف: ليس عيباً أن نتعلم من الآخرين، وعلينا أن نقيم أداء اللاعب وأن لا نتعامل بالعاطفة، ففي أوروبا لا تأخذهم العاطفة في تقييم اللاعب، ودائماً يستفيدون من اللاعب في الدعاية، ونحن نتعاقد مع اللاعب الأجنبي، ويذهب بعد أن يحصل على أمواله، فلا نستفيد منه في دعاية ولا في الملعب، وأمور كثيرة لا بد من إعادة النظر فيها، منها: كثرة المسابقات، والهيكلة التي لا بد من إعادة هيكلتها من جديد؛ لأن البنية التحتية موجودة والمواهب موجودة ونحتاج فقط أن نرتب ونخطط للمستقبل بشكل صحيح. تألق «النشامى» ليس جديداً الدوحة (الاتحاد) - تناول الزياني تألق النشامى في البطولة وقال: الأردن في عام 2004 وصل إلى دور الثمانية مع المدرب المصري محمود الجوهري، وهي بداية انتعاشة الكرة الأردنية، ووصولها إلى المحفل الآسيوي، وكان من الممكن أن يتخطى اليابان، لولا ضربات الجزاء، والآن المنتخب الأردني يعيد سيرة 2004 نفسها في الصين، وبشكل مغاير بفضل الانضباط التكتيكي والسرعة والرغبة، والآن معه عدنان حمد وهو مدرب ذكي ولديه القدرة على صنع طريقة تحفظ توازن الفريق، ولم نستغرب تألقه. وأضاف أن المنتخب السعودي عام 2007 أخرج اليابان، ولا بد أن نعترف بأن كرتهم متطورة وأن لديهم محترفين.. ومن قدر المنتخب القطري، أنه واجه اليابان، والذي بدأ بأقل جهد وتعادل مع الأردن وفاز على سوريا بصعوبة، وخدمته الظروف وفاز بالخمسة على السعودية. وأشار إلى أن المنتخب الياباني لم يلعب مباريات ودية، وحظ قطر السيئ أنه واجه اليابان في ربع النهائي، وأرى أن الوضع غير الطبيعي أن يهزم قطر في ضربة البداية أمام أوزبكستان. ، ولو كان قطر لعب أمام أوزبكستان بطريقة الصين والكويت لكان في وضع أفضل في دور الثمانية.