أكد معالي الدكتور مغير خميس الخييلي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم أن غياب الطلبة يومين كاملين في الأسبوع الذي لا تزيد عدد أيامه الدراسية أصلاً عن خمسة أيام واستمرارهم في اتباع هذا النهج في المناسبات المختلفة كالأعياد وغيرها سيقلص عدد أيام الدراسة الفعلية إلى نحو 100 يوم ويؤثر سلباً على الطالب والعملية التعليمية برمتها. وقال إن مسؤولية إعداد الطلبة ليكونوا في المستقبل رجالا قادرين على حمل لواء النهضة والتقدم في وطنهم بكفاءة واقتدار هي مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة. وأضاف خلال جولته التفقدية لعدد من مدارس العين أمس الأول للاطمئنان على استئناف الدراسة والتزام الطلبة بدوامهم المدرسي عقب إجازة عيد الأضحى المبارك رافقه خلالها سالم الكثيري مدير المكتب التعليمي بالعين، إن تحفيز الأهل للطالب ليكون ملتزماً منذ الصغر بالذهاب إلى مدرسته في مواعيدها المحددة وتحمل مسؤوليته تجاه دراسته وتفوقه هو الأساس في بناء شخصية الإنسان الكفؤ. وقال يجب أن يتعود الطالب منذ سنوات عمره الأولى على احترام الوقت والحرص على مستقبله ليكون عنصرا فاعلا في مجتمعه ، وأنه كما له حقوق عليه واجبات لا يمكنه الخروج عنها أو الاستهانة بها. وأكد الخييلي أن هذا الإعداد الصحيح لبناء شخصية الطالب لا يمكن للمدرسة وحدها القيام به من دون قناعة الأسرة ودعمهم المستمر لبناء الشخصية السوية للطلبة. وشملت جولة مدير مجلس أبوظبي للتعليم مدارس محمد بن خليفة والزايدية وروضة الغدير، حيث التقى الهيئات الإدارية والتدريسية وناقش معهم عدداً من الموضوعات التي تهم الميدان التربوي والعملية التعليمية بوجه عام وملاحظاتهم التي تركزت على طول اليوم الدراسي ونظام الامتحانات ولائحة السلوك وتنقلات المعلمين ومعايير التقييم الخاصة بالمعلمين والمعلمات. وقال الخييلي إن طول اليوم الدراسي جاء من أجل الارتقاء بالمخرجات التعليمية للطلبة وتنمية مهاراتهم في اللغتين العربية والإنجليزية والرياضيات والعلوم ليكونوا مؤهلين للالتحاق بالتعليم العالي ومواصلة تعليمهم من دون صعوبات ومن دون أن تضيع عليهم سنة دراسية أو سنتان في إعادة التأهيل بالجامعة وهو ما كان يستنزف 30 % ميزانية التعليم العالي. وأكد حرص المجلس على تنمية مهارات وخبرات العاملين بالهيئات الإدارية والتدريسية من خلال توفير أرقى البرامج التدريبية وكتب الإدارة المتخصصة باعتبارهم الأساس في رفع مستوى مدارسهم وطلبتهم والتعليم بوجه عام. وفيما يتعلق برغبة بعض المعلمات ممن شملتهم عملية الدمج التي أجراها المجلس هذا العام وتم على اثرها إغلاق 52 مدرسة والانتقال إلى مدارس أخرى، قال إن المجلس سيقوم بتعميم استبيان على المدارس للتعرف على رغبات المعلمين والمعلمات بشأن الانتقال، وبالتالي النظر فيها وفق المصلحة العامة واستقرار الميدان التربوي. كما طالبت بعض إدارات مدارس الحلقة الأولى ذكور الاستعانة بالمتقاعدين في مدارسهم لتعويد الطلاب على الالتزام وتعديل السلوكيات غير المرغوب فيها، حيث أشار معاليه إلى أن هذا الأمر تحت التجريب للنظر في مدى نجاحه. وقال إن مدير أو مديرة المدرسة يمثلون القيادة في الميدان التربوي ولهم أن يتخذوا من الإجراءات ما يرونه في مصلحة الطالب وتعديل سلوكه. وأكد معاليه أهمية ترتيب البيئة الصفية بما يجذب الطالب للتعلم ويحببه في المدرسة، مؤكداً أن جميع مدارس إمارة أبوظبي مشمولة بخطة التطوير لمواكبة النموذج المدرسي الجديد الذي سيطبق في الصفوف الأعلى مع السنوات القادمة تباعاً لمواكبة أرقى نظم التعليم في العالم. وبحث معاليه مع إدارات المدارس اقتراح البعض دمج طلبة وطالبات صفوف الحلقة الأولى أسوة بمدرسة المشرف التي تضم تلاميذ وتلميذات من رياض الأطفال حتى الصف الرابع وما حققته هذه التجربة من نجاح ملحوظ أثنى عليه أولياء الأمور لما له من فوائد على الطلبة خاصة في الجوانب الشخصية والسلوكية.