«اتحاد الكتاب العرب» يدعو لتحرير الجزر الإماراتية الثلاث
أبوظبي (الاتحاد)
دعا البيان الختامي الصادر عن المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، الذي عقد اجتماعه في العاصمة الجزائرية على مدى أربعة أيام، تحت رعاية الرئيس الجزائري عبد العزيز بو تفليقة، وترأسه الشاعر حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام، إلى تحرير الأراضي العربية المحتلة، ووقف نزف الخلافات العربية، ودان البيان الختامي دعوة الرئيس الأميركي لنقل سفارة بلاده في فلسطين المحتلة إلى القدس الشريف، في محاولة لإضفاء الشرعية الدولية على تهويدها، واستنكر القرارات العنصرية التي اتخذتها الإدارة الأميركية بمنع رعايا سبع دول عربية وإسلامية من دخول أميركا وربط الإسلام بالإرهاب، كما دعا إلى تحرير الأراضي العربية المحتلة سواء الجزر الإماراتية الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، التي تحتلها إيران، أو الجولان السوري ومزارع شبعا اللبنانية الواقعتين تحت الاحتلال الصهيوني، أو الاحتلال الإسباني لسبتة ومليلة في المغرب.
وأكد البيان أن الظروف التي تمر بها المنطقة العربية، تستدعي من المثقفين العرب إعلاء قيم ثقافة المقاومة بكل تجلياتها. وتوجه الاتحاد العام إلى القادة العرب عشية انعقاد مؤتمر القمة في بغداد، لوقف نزف الخلافات العربية، ودعا إلى تضامن العرب وتكامل طاقاتهم، وأكد الاتحاد رفضه كل تدخل دولي أو إقليمي في شؤون أي دولة عربية، ورفض كل محاولة لتصدير تجربة بعينها، فالشعب العربي هو صاحب الحق في اختيار نظامه السياسي بأسلوب ديمقراطي بعيدًا عن أي فوضى مسلحة.
ونبذ الاتحاد العام كل دعوة للتطرف والغُلو وأدان الأعمال التي ترتكبها الجماعات الإرهابية كافة.
وحيَّا الاتحاد العام البطولات التي يسطرها الشباب الفلسطيني، ودعا المجتمع الدولي إلى الضغط على الصهاينة لوقف تهويد القدس، ورفع الحصار عن غزة ووقف الاستيطان الاستعماري في الضفة الغربية، ودان كل محاولات التطبيع مع العدو الصهيوني، ودعا الأدباء والكتاب العرب إلى مواجهة التطبيع الثقافي.
وشهد الحفل الختامي توزيع الجوائز التي يمنحها الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب سنويًّا، وهي: جائزة القدس للشاعر والكاتب الكويتي د. خليفة الوقيان، والمترجم والناشط الروماني جورج جريجوري، وهو تقليد يتم للمرة الأولى، حيث تمنح الجائزة لكاتبين أحدهما أجنبي. ومنح درع جائزة عرب 1948 للشاعر الفلسطيني سليمان دغش، وهو كذلك أول فائز بها، كما تم منح درع الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب للأردني ليث شبيلات، لدفاعه عن الحقوق العامة والحريات في الوطن العربي للمرة الأولى كذلك.
وصاحبت أيام الاجتماعات ندوة فكرية بعنوان «تجليات أدب المقاومة في الأدب العربي المعاصر» عقدت لها خمس جلسات، شارك فيها باحثون من مختلف البلدان العربية، إضافة إلى مشاركة لافتة من باحثي الجزائر.
وفي الكلمة الضافية التي ألقاها الشاعر عز الدين ميهوبي وزير الثقافة الجزائري رحب بالأدباء والكتاب العرب على أرض الجزائر بلد المليون شهيد، وأشاد بقرار ضم مجلس أندية الأدب السعودية إلى الاتحاد العام، لافتاً إلى أنه مطلب قديم يمتد لعشرين عامًا فائتة، وقد نجح حبيب الصايغ في تحقيقه، كما شدد على أهمية التعليم في تنمية المجتمعات العربية، كما تحدث عن أهمية الاهتمام باللغة العربية، واقترح على الاتحاد العام الاهتمام بالكتاب الأجانب الذين يكتبون باللغة العربية، وبالمتعاطفين مع القضايا العربية بوجه عام.
وقال الشاعر حبيب الصايغ في كلمته: «قبل لقائنا في مؤتمرنا السادس والعشرين في أبوظبي أقصى المشرق العربي، التقينا في طنجة أقصى المغرب، ثم عدنا إلى دبي المحبة واللقاء، وها نحن نلتقي اليوم في الجزائر الحبيبة، بلد الشهداء من أجل الحرية، حرية الإنسان في مطلق المعنى، وحرية المعنى إذ يتحقق فيحقق للحياة حياتها»، لافتاً إلى أن هذه الاجتماعات «ليست إلا رغبة الكتاب العرب في فعل إيجابي يتجاوز واقع الحصار والعزلة، حيث الكتابة النقيض الأزلي للكآبة، وحيث الجزائر -المدينة والوطن- تقول بعض سر عبقريتها من جديد».
وتناول دور المثقف في هذه المرحلة، ليخلص الى القول: «نعم لنا لعبة الكتابة والإبداع وعلينا تحقيق أقصى درجات الإتقان ونحن نكتب، نعم علينا التمسك بالفن كما نتمسك بالعقل والجنون، نعم علينا الانصراف إلى معاقرة الهوى، كما لو كانت دم المدمن الواجد أو ندم العاشق الفاقد. نعم علينا الدخول في اللغة دخول الفاتحين المغامرين ولا نبالي، ولكن علينا مع ذلك وقبله وبعده، أن نشتغل بالسياسة على طريقتنا، وأن نحقق ما لم يحققه وما لا يحققه الساسة: الاختلاف الأصل وليس الاتفاق، ومن هنا نبدأ. لنذهب في الاختلاف أبعد، ولنحب بعضنا بعضًا أكثر كلما اختلفنا أكثر. لا تغيير إلا بهذه الأداة السحرية يا قبيلة الأدباء والكتاب العرب.. احترام الاختلاف واستيعاب التعدد، ثم مواجهة تيارات الظلام والإرهاب والتكفير والطائفية والكراهية باليقظة والفكر والتنوير، بالأخوة والصداقة والمحبة فيما بيننا». واعتبر الصايغ وجود وفد يمثل الكتاب في المملكة العربية السعودية، «مكسبا كبيراً لنا جميعًا»، معرباً عن أمله في «تمثيل أدباء قطر عبر تنظيم يجمعهم، وعودة أشقائنا الليبيين إلى مكانهم الطبيعي».
وفي نهاية كلمته، وجه الصايغ شكره للجزائر ووزير ثقافتها وكل من يسهم في تحقيق وتعزيز التواصل الثقافي العربي في زمن أصبح فيه اسم «داعش» يردد يوميًّا، كثيرًا وأكثر بكثير، مما يردد اسم فلسطين، على حد تعبيره.
الحاضرون.. والغائبون
شارك في الاجتماع 14 اتحادًا عربيًّا هي: رابطة الكتاب الأردنيين، اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، أسرة أدباء وكتاب البحرين، اتحاد الكتاب التونسيين، اتحاد الكتاب الجزائريين، الاتحاد القومي للأدباء والكتاب السودانيين، اتحاد الكتاب العرب في سوريا، الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين، الجمعية العمانية للكتاب والأدباء، الاتحاد العام للأدباء والكتاب الفلسطينيين، رابطة الأدباء الكويتيين، اتحاد الكتاب اللبنانيين، اتحاد كتاب مصر، واتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين، ولم يتغيب عنه سوى وفد اتحاد كتاب المغرب ووفد اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين الذي حالت الأوضاع الأمنية في اليمن من دون حضوره.
أدب المقاومة
نظمت على هامش الاجتماعات ندوة ثقافية دولية مهمة حول ثقافة المقاومة، تضمنت خمس جلسات اتسمت بالعمق وملامسة جوهر ثقافة المقاومة وتجلياتها في الخطابات الأدبية، سواء أكان خطابًا شعريًّا أم سرديًّا، وتأثير الثورة الجزائرية باعتبارها خطاب مقاومة، ودورها في الخطاب الأدبي العربي المعاصر.
وأوصى المشاركون بأن يكون شعار الثقافة العربية هو «من أجل مقاومة ثقافية راشدة»، حيث تعقد الاتحادات والروابط ندوات عن «أدب ثقافة المقاومة»، وأن تكون الندوة القادمة بعنوان «المدينة العربية وتحديات الراهن/ استراتيجيات بناء المدن في الوطن العربي».