بسام عبد السميع (أبوظبي)

تبوأت شركة الجرافات البحرية الوطنية المركز الأول عالمياً في قائمة محفظة الأعمال لقطاع الجرف وإنشاء الموانئ بقيمة تجاوزت 8 مليارات درهم (2.2 مليار دولار)، وذلك بالمقارنة بحجم أعمال الشركات الأربع العالمية الأخرى، بحسب المهندس ياسر زغلول الرئيس التنفيذي لشركة الجرافات البحرية الوطنية.
وأوضح زغلول في حوار مع «الاتحاد»، أن الشركة تنجز حالياً أكبر ثلاثة مشاريع حول العالم في مجال الحفر والجرف وإنشاء الموانئ، مشيراً إلى أن أهم أسواق الشركة تتركز في الشرق الأوسط والهند وشمال أفريقيا.
وقال زغلول: «تتوزع محفظة أعمال الشركة بين 5.18 مليار درهم (1.4 مليار دولار)، قيمة الأعمال في مناقصة حوض «غشا»، وذلك بعد تنافسية قوية، وحوالي 1.1 مليار درهم (300 مليون دولار) قيمة الأعمال لمحطة الحاويات الثانية في ميناء خليفة، و1.46 مليار درهم (400 مليون دولار)، قيمة أعمال عدة مشاريع في مصر، وقرابة 367 مليون درهم (100 مليون دولار) في عدد من مشاريع متفرقة. وكشف الرئيس التنفيذي عن توجه الشركة، لإنشاء معهد الجرافات البحرية التدريبي، بهدف رفد القطاع بكفاءات وطنية مؤهلة لتحقيق الريادة، إضافة إلى مزيد من تطوير العاملين في الشركة، وتنفيذ خطة لتطوير مركز المحاكاة للأعمال البحرية، لافتاً إلى دخول الشركة في عدد من المناقصات الخاصة بأعمال الجرف والتكريك وإنشاء الموانئ في الفجيرة والهند والبحرين ومصر.
وأشار إلى أن الشركة في إطار تطوير أسطولها لتتماشى مع متطلبات مركزها الحالي وقعت عقداً لشراء جرافة هوبر تبلغ سعتها 8 آلاف متر مكعب وأخرى للعمل خصيصاً في إنشاء وبناء المواد.

مواجهة التحديات
وأضاف زغلول، استطاعت الشركة مواجهة تحديات القطاع عالمياً خلال السنوات الثلاث الماضية دون خسائر، مع توفير بنية تحتية للاستثمار عالي القيمة واعتماد الذكاء الاصطناعي ضمن برامج وآليات تنفيذ المشاريع، لافتاً إلى قيام الشركة بعملية إعادة تقييم للأعمال والهيكلة والكلفة، ما ساهم في تعزيز عملها خلال السنوات الماضية.
وأشار إلى أن النتائج المالية للشركة للعام 2018، أظهرت ارتفاع أرباح «الجرافات البحرية» إلى 123.1 مليون درهم بنمو 22%، بنهاية العام الماضي، ما يدلل على نجاح الشركة في أعمالها بالقطاع.
وجدد تأكيده، بأن الشركة واجهت أكبر تحدٍ في تاريخها بإنجاز الممر الملاحي الجديد لقناة السويس المصرية، والذي شكل فرصة للتفوق وإيجاد الحلول وإثبات القدرات الإماراتية العالمية.

حقل غشا
ونوه زغلول، إلى أن فوز الشركة مطلع الشهر الجاري بعقد لإنشاء عدد من الجزر الاصطناعية ضمن مرحلة التطوير الأولى لامتياز«غشا»، يكشف عن قدرات وقوة الشركة عالمياً، لافتاً إلى أن هذا العقد سيحقق قيمة محلية مضافة بنسبة تزيد عن 70% من قيمة العقد، ما يؤدي لتنمية الموردين وخلق وظائف جديدة للمواطنين.
كما يعطي العرض، الذي تقدمت به شركة الجرافات البحرية، الأولوية في توفير مواد المشروع من مصادر داخل دولة الإمارات، واستخدام موردين ومصنعين محليين بمجموع إنفاق يبلغ نحو 3.62 مليار درهم.
وستقوم شركة الجرافات البحرية الوطنية عبر عطاء «غشا» بإنشاء عشر جزر اصطناعية وجسرين، إضافة إلى توسعة إحدى الجزر القائمة (جزيرة القاف)،
ومن المتوقع أن يستغرق تنفيذ المشروع 38 شهراً وسيوفر البنية التحتية اللازمة لعمليات التطوير والحفر والإنتاج في امتياز «غشا» العملاق للغاز الحامض والذي يضم حقول: الحِيل، وغشا، ودلما، ونصر، ومبرز، البحرية.
ويتوقع أن يوفر المشروع في ذروة عملياته الإنشائية أكثر من 3500 فرصة عمل، ويعد هذا المشروع واحداً من أكبر مشاريع الغاز عالي الحموضة على مستوى العالم، وسيسهم بشكل مباشر في تمكين دولة الإمارات من تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز مع إمكانية التحول إلى مصدّرٍ له، وفقاً لأدنوك.

ميناء خليفة
وتابع زغلول: بدأت الجرافات البحرية في الأعمال التحضيرية لمشروع محطة الحاويات الثانية في ميناء خليفة، والذي فازت به العام الماضي بعد منافسة مع عدة شركات عالمية، ويخص عقد الأعمال البحرية محطة الحاويات الثانية، ويتطلب إنشاء رصيف بطول 3 كيلومترات وتعميق القناة الرئيسة للميناء والأحواض.
ونوه زغلول إلى أن الشركة استطاعت- رغم حداثتها- مقارنة بالشركات العالمية التي تأسست منذ أكثر من 100 عام، أن تتبوأ المراكز الأولى عالمياً في تقديم كافة الأعمال المتعلقة ببناء الموانئ والردم والجرف، فيما تقوم الشركات الأخرى بجزء من هذه الأعمال.
وقال زغلول: «يعد قطاع الحفر والجرف، إحدى دعائم الملاحة الدولية عبر شق وتطوير الطرق والمضايق البحرية، وتطوير وصيانة الموانئ، وبناء الجزر الاصطناعية الضرورية لقطاع النفط والغاز والتطوير العقاري لمشروعات الواجهات المائية».
وأوضح الرئيس التنفيذي لـ«الجرافات البحرية»، أن الشركة تعمل ضمن استراتيجية الإمارات لبناء اقتصاد مستدام ومواكبة التغيرات وتوفير فرص عمل وتأهيل كوادر وطنية، مشيراً إلى أن انضمام أحدث كراكة ماصة حاملة «أرزنة» لأسطول الشركة عزز من قدراتها التشغيلية.
ويبلغ طول الكراكة التي تعمل بالسوق المصري حالياً، قرابة 109 أمتار وعرضها 25 متراً وغاطسها 7.3 متر، وتبلغ طاقة التحميل 6000 متر مكعب ببئر الكراكة، ويصل أقصى عمق للتجريف 48 متراً، وتبلغ سرعتها 14 عقدة، كما تعمل الشركة حالياً على شراء جرافة جديدة أكبر من «أرزنة»، حيث يجري إنشاؤها.

6 مشاريع
وذكر زغلول، أن السوق المصري يعد من أهم الأسواق للشركة خلال السنوات القليلة الماضية، حيث استطاعت الشركة إنجاز قناة السويس الجديدة، ولديها 6 مشاريع يجرى تنفيذها وإنجازها وفقاً لمواعيد محددة، ومنها بحيرة المنزلة، وميناء دمياط، ورأس جرجوب.
واستعرض زغلول مشاريع الشركة في مصر، مشيراً إلى إنجاز 49% من مشروع ميناء رأس جرجوب والبالغ قيمة تنفيذه 493.5 مليون درهم، حيث يهدف المشروع إلى تطوير ميناء بحري ذي موقع استراتيجي. ويشمل نطاق المشروع الكلي أعمال التجريف والاستصلاح ورصيف الميناء والحواجز الأمواج (كاسر أمواج)، ويتضمن نطاق الأعمال كمية 20 مليون متر مكعب من أعمال التجريف والاستصلاح.
وأنجزت الشركة رصيف ميناء رأس جرجوب بنسبة 100 %، وبقيمة بلغت 84.5 مليون درهم، حيث يهدف هذا المشروع إلى تركيب بلوكات خرسانية في رصيف ميناء رأس جرجوب، وتضمن نطاق الأعمال التجريف 300 متر من تركيب جدار الرصيف.
وتابع زغلول :«أنجزت» الجرافات الوطنية» نسبة 31 % من مشروع بحيرة المنزلة والذي يتضمن تكريك رواسب الطمي من البحيرة لزيادة عمق المياه من أجل تعزيز أنشطة الصيد في البحيرة وتحسين البيئة البحرية.
وتبلغ المساحة الإجمالية لمشروع البحيرة 6 كيلومترات × 8 كيلومترات، وسيتم تجريفها على عمق 2.2 متر مع وضع المواد الناتجة عن التجريف في سدادين مما يقلل من حركة الطمي في البحيرة، ويتضمن نطاق الأعمال على تجريف 30 مليون متر مكعب من التجريف بالإضافة إلى تجريف قناة الوصول.

ميناء دمياط
كما بلغت نسبة إنجاز الجرافات البحرية لمشروع ميناء دمياط 97%، ويشمل نطاق الأعمال لتكريك 1.875 مليون متر مكعب من المواد لضمان بقاء قناة الوصول مفتوحة وتظل عمليات الميناء دون انقطاع، وتبلغ قيمة المشروع 54 مليون درهم، ويهدف إلى تنفيذ أعمال التجريف لقناة الوصول وضخ المواد الناتجة عن الحفر براً و بحراً.
كما أنجزت الشركة 95 % من مشروع رأس باناس والبالغ قيمته 65.6 مليون درهم، ويتمثل مشروع قاعدة برنيس البحرية في إنشاء منشأة بحرية ذات موقع استراتيجي في المنطقة الجنوبية من ساحل مصر المطل على البحر الأحمر.
ويشمل نطاق أعمال تجريف 1.2 مليون متر مكعب من المواد، بالتنسيق مع المقاول المسؤول عن إنشاء الرصيف.
أما مشروع رصيف ميناء محطة الأدبية الجديدة والبالغ قيمته 5.48 مليون درهم فبلغت نسبة الإنجاز 75 %، ويتضمن العمل بالمشروع إزالة عدد 2 باطشة من الرمال الحجرية المتكلسة، والتي تقع في منتصف ممر الاقتراب وأمام الرصيف الخاص بمحطة الادبية للصب الجاف، ويشمل نطاق أعمال تجريف 200 ألف متر مكعب.

الشركة تعزز دورها كقوة فاعلة في مبادرة القيمة المضافة
أكد المهندس ياسر زغلول، الرئيس التنفيذي لشركة الجرافات البحرية الوطنية، التزام الشركة تعزيز دورها في «القيمة المضافة» كأول مبادرة وطنية واقعية تدعم الصناعات والمنتجات الوطنية، مشيداً بنتائجها الإيجابية في ضخ استثمارات جديدة في قطاع الصناعة الوطنية، وتنويع مصادر الناتج المحلي الإجمالي من خلال زيادة الإنفاق على البضائع والخدمات المحلية، والتوطين وفرص النمو الشخصي للمواطنين الإماراتيين في القطاع الخاص، كما تحقق المبادرة توفير مزيد من الفرص للشركات المحلية للمشاركة في العقود والمشتريات، وفرص عمل للمواطنين الإماراتيين في القطاع الخاص.
وأشار إلى أن شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» تعمل على ترسية العطاءات وفق عدد من المعايير، في مقدمتها برنامج تعزيز القيمة المحلية المضافة، حيث يحدد هذا البرنامج مدى إسهام الموردين في تعزيز القيمة المحلية المضافة في مجالات عدة، وتشمل التصنيع، توريد المواد الخام، مقاولي الباطن، الاستثمارات، التوطين، إسهامات الأجانب.