يلعب مركز التدخل المبكر التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، دوراً كبيراً في وقاية الأطفال المعرضين للإعاقة، ولأهمية تدريبهم وتطوير قدراتهم ومهاراتهم في سن مبكرة، حيث ساهم المركز منذ نشأته في تدريب كوادر على المستويين المحلي والخليجي وأيضا العربي وتهيئتهم للعمل مع ذوي الإعاقة وأسرهم، وتدريب وتوجيه الأسر نحو التعامل الصحيح مع أطفالهم من ذوي الإعاقات على اختلافها. وقال محمد فوزي المدير الإداري لمركز التدخل المبكر، إن المرحلة العمرية«من الولادة حتى الخامسة من العمر» تزخر بفترات النمو الحرجة، ولما كان الأمر كذلك فإن الأطفال في هذه المرحلة العمرية بحاجة إلى الحصول على الخدمات التي من شأنها تجنيبهم عوامل الخطر إذا أمكن، وتزويدهم بالخبرات التعليمية في أبكر وقت ممكن حتى تتطور قدراتهم ويتحسن أداؤهم، ومن هذا المنطلق أنشأت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية مركز التدخل المبكر. وعن الفلسفة التي يتبعها مركز التدخل المبكر في عمله أوضح محمد فوزي أنها تتعامل مع مرحلة الطفولة المبكرة، على أنها تتشكل لدى الطفل خلالها كافة جوانب النمو(اللغوي والمعرفي والحركي والنفسي والاجتماعي والانفعالي)، لذا نرى أن الأطفال في هذه المرحلة الحساسة من مراحل نموهم، بحاجة ماسة للخدمات. برامج وقائية وأشار إلى أن أهداف مركز التدخل المبكر تتمثل في تنفيذ برامج وقائية للحد من الإعاقة في المجتمع المحلي، ويتم ذلك من خلال حملات التوعية عبر وسائل الإعلام المختلفة والنشرات التثقيفية، والكشف المبكر عن حالات الإعاقة أو عن الحالات التي يتوقع لها أن تتطور إلى إعاقة وذلك بإجراء الفحوصات الطبية السريعة من خلال فتح قنوات اتصال مع المستشفيات الحكومية والخاصة بالدولة،ومن خلال وحدة قياس متطورة تحتوي على اختبارات النمو والمقاييس. وقال إن المركز: يقدم خدمات التدخل العلاجي والتربوي والنفسي المباشر للأطفال المعوقين والمتأخرين على صعيد النمو، وذلك من تبعا لإستراتيجية شمولية متعددة التخصصات تشمل التربية الخاصة المبكرة، والطب، والإرشاد،وعلم النفس،والخدمة الاجتماعية،والعلاج الطبيعي،والعلاج الوظيفي، والعلاج النطقي. خطة عمل وأكدت مها جمال مشرفة قسمي الفصول والإرشاد بمركز التدخل المبكر، أن الخطوات الإجرائية لتقديم الخدمات في المركز، تنقسم إلى التحويل والكشف الأولي والتشخيص والتقويم ووضع البرنامج التربوي الفردي ووضع خطة العمل مع أسرة الطفل وتصميم وتنفيذ الإجراءات التعليمية والتقويم الدوري. أما الاسترتيجيات التربوية المستخدمة في المركز فتقول مها جمال إنها تعتمد على أسلوب تحليل المهام وأسلوب التعلم باللعب والتعلم باستخدام الدراما وتفريد التعلم وربط البيئة المحيطة بالتدريب وتعزيز الاستقلالية والتقويم الدوري للطفل، بالإضافة إلى الوسائل الخاصة من قبل ذوي الاختصاص في مجال اللغة والحركة والسمع بما يلائم مع الحاجة الفردية للطفل وأسرته. وأشارت إلى أن المناهج والقوائم المستخدمة، تشمل برنامج التنمية الشاملة للطفولة المبكرة، و(منهاج الشارقة النمائي) وقائمة الإعاقات الشديدة، والمعايير السلوكية لتطور نمو الطفل السليم، ومقياس (بالثازار) لتقدير وتنمية السلوك التوافقي، والمقياس التطوري للأطفال من سن نصف السنة وحتى أربع سنوات، وقائمة مستوى المبتدئين، بالإضافة إلى المناهج والوسائل والطرائق المختلفة والمستخدمة من قبل الاختصاصين في مجالات اللغة والحركة الكبيرة والدقيقة والسمع وما يلزم من وسائل أو طرق بما يتلاءم والحاجات الفردية للأطفال وأسرهم. وقالت إن الفئة المستفيدة من خدمات مركز التدخل المبكر فهم الأطفال من ذوي الإعاقة (المتلازمات) مثل متلازمة الشلل الدماغي و(متلازمة داون) و(متلازمة رت)، بالإضافة إلى صغر حجم الجمجمة، وكبر حجم الجمجمة والتوحد وسمات التوحد والإعاقات الحركية. أما الأنشطة التي يمارسها الأطفال في مركز التدخل السريع فهي تشمل الرياضة والسباحة وركوب الخيل والتدريبات الجماعية والفردية والموسيقى حسب الاحتياجات الفردية لكل طفل، كما تشمل الخبرات التي يكتسبها الأطفال من ذوي الإعاقة، تدريبات شاملة ومتكاملة في مجالات النمو المختلفة والحصول على تقارير في الاختصاصات«النفسي واللغوي والتربوي والحركي والسمعي». ويتكون الكادر العامل في مركز التدخل المبكر ثلاثة وخمسين عاملا يتكونون من مدير إداري وفنيين ومعلمات ومشرفات واختصاصين في كل من المجال النفسي واللغوي والاجتماعي والبصري والسمعي والعلاج الطبيعي والوظيفي، حيث أن المهمة الرئيسية لكل العاملين هي تقديم أفضل الخدمات والبرامج الفردية والجماعية، وتوفير الاحتياجات الخاصة للأطفال وأسرهم وفق معايير علمية مدروسة.