فاطمة عطفة (أبوظبي)

ليس سهلاً أن تقدم شاعراً معروفاً لجمهوره المنتظر، ليس سهلاً أن تدع القصيدة تنتظر، لكنني سأحاول المرور سريعاً ما بين الشاعر ومحبيه، ما بين القصيدة وعشاقها، هكذا افتتحت عائدة النوباني، الأمسية الشعرية التي نظمها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في أبوظبي، وأحياها الشاعران: الدكتورة عائشة الشامسي، ومحمد العمادي.
ثم بدأ إلقاء الشعر آخذاً الحضور إلى عالمه، بما فيه من جمال صوره الفنية وعذوبة إيقاعه الموسيقي، فألقت الشاعرة الشامسي باقة من قصائدها الوجدانية بصوتها الهادئ المعبر، منها قصيدة بعنوان «نيلوفر»، تستهلها بالحديث عن عيني الحبيب، فتقدم لنا صورة طافحة بالتفاؤل والخير والبشرى، تقول: «عيناكَ في هذا الزمان المرِّ / نيلوفر يؤوي نوارس شعري»، ثم تنطلق إلى فضاء شعري آخر، لتبدع صورة شعرية مركبة وجميلة، لنسافر معها في عيون من نحب، ونرمي فضة أحزاننا في البحر، إذ تقول: «سافرت في عينيك مثل قصيدة ألقت بفضة حزنها للبحر»، وتواصل نسج صورها الشعرية الجميلة من خيوط الشال لتصل إلى الحمام والمطر، قائلة: «شالي حمام أبيض أطلقته / ليظل غيث الحب ينهمرُ».
وبدوره، أنشد الشاعر العمادي عنقوداً من قصائده، وفيها لمسات رقيقة من الحزن، ومنها قصيدة بعنوان «ومضات من الحياة»، يقول فيها: «خيالي ناضب ودموع عيني / حبيسات المآقي والجفونِ/ فلا تهمي ليذهب همُّ قلبي – وإن بقيت سيعصرها أنيني»، ولكنه ينتفض على طارئ الحزن، ويقول: «أنا ذاك الربيع وإن تناءى/ عن الإتيان بالوجه الحنونِ».
الجميل في هذه الأمسية، أننا سمعنا شعراً وجدانياً يلامس مشاعر المتلقي، ليشارك مبدعه في أفكاره وعواطفه، والأجمل أن العديد من الأبيات التي أنشدت في الأمسية، كانت تحمل صوراً شعرية جميلة، معبرة عن جمال الحداثة في إبداع الشباب، ويمكن أن نؤكد أن سلامة اللغة وسلاستها زادت في جمال الأمسية.