البنوك العالمية تخشى ارتفاع معدل عجز الشركات عن سداد القروض
زادت مخاوف مديري محافظ الائتمان في البنوك وفي شركات التأمين وصناديق الاستثمار حول مختلف أنحاء العالم، من معدل عجز سداد الشركات في ظل عدم اليقين الذي يحيط بالاستقرار المالي للدول الطرفية والبنوك في أوروبا.
ووفقاً لمسح تم نشره مؤخراً، يتوقع 66% من أعضاء “الجمعية العالمية لمديري محافظ الائتمان”، وهي منظمة مكونة من مديري يتبعون لـ 92 مؤسسة مالية من 17 بلدا في العالم، زيادة في عجز سداد الشركات في أوروبا خلال العام المقبل. ويبدو انقسام واضح بين المديرين حول معدلات هذا العجز في أميركا، حيث يتوقع 47% منهم زيادة طفيفة، بينما يرى 41% ثبات في النسبة.
وذكر سوم لوك ليونج المدير التنفيذي للجمعية، أن توقعات العجز عن السداد كانت من أكثر الظواهر السالبة منذ عام 2009. ويذكر أن هذه الجمعية تضم في عضويتها مؤسسات مالية كبيرة مثل “بنك أوف أميركا” و”كوميرز بنك” الألماني و”ميت لايف” للتأمين و”بلو ماونتين كابيتال” الاستثمارية الأميركيتين. وأضاف سوم لوك “أدى عدم الوضوح حول أزمة الديون السيادية في أوروبا لانعكاس العديد من التأثيرات القوية على الشركات التي إن لم تقم أوروبا بمعالجتها، تكون عواقبها وخيمة جداً. وتعني إدارة محفظة ائتمانية ما، السيطرة على المخاطر والحيلولة دون وقوعها”.
ونجح المصرفيون والمستثمرون لحد كبير في إدارة هذه المخاطر من خلال التحوط بالمشتقات وبيع القروض والأوراق المالية وامتلاك قدر قليل من الاستثمارات المحفوفة بالمخاطر أو المطالبة بأسعار فائدة عالية. وارتفع معدل الهوامش الربحية والأقساط التي تتميز بالمخاطر في ديون الشركات خلال الأشهر القليلة الماضية، في ظل زيادة تفاقم المشاكل في أوروبا وسوء توقعات مستقبل الاقتصاد الأميركي.
ومع ذلك، تبدو آسيا في معزل عن مشكلات أوروبا، حيث يتوقع 29% فقط من الذين شملهم المسح، زيادة معدلات العجز عن السداد في تلك القارة، بينما يتوقع 54% منهم استقرارها. وأنهت التوقعات العالمية الخاصة بمعدل العجز عن السداد، الربع الثالث عند 1,8% من النسبة التي كان عليها في الربع الثاني بنحو 2,3%. وبلغ معدل العجز عن السداد في أميركا 2% و 1,4% في أوروبا، أي دون المتوسط التاريخي في كلا المنطقتين.
وفي إشارة لضغوطات محتملة، ارتفع مؤشر “موديز” للضغوطات المتوقعة والذي يقوم بقياس نسبة إصدار الأسهم التي لا ترق إلى الدرجة الاستثمارية والتي يتم تداولها بنسبة مخاطرة تتجاوز 10%، لما يقارب 25% في الربع الثالث من نسبة 9,5% التي كان عليها في الربع الثاني.
نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز»