توقعت قوات سوريا الديموقراطية، اليوم السبت، الإعلان رسمياً عن القضاء على تنظيم داعش الإرهابي في شرق سوريا في غضون أيام.
يأتي هذا الإعلان غداة تأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه سيتم الكشف في "غضون 24 ساعة" عن معلومات مهمة تتعلق ب"نجاحنا في القضاء على داعش".
ومني التنظيم بخسائر ميدانية كبرى خلال العامين الأخيرين، بعد سنوات أثار فيها الرعب بقواعده المتشددة وأحكامه الوحشية واعتداءاته الدموية حول العالم.
وقال القائد العام لحملة قوات سوريا الديموقراطية في شرق سوريا جيا فرات، خلال مؤتمر صحافي في حقل "العمر" النفطي في محافظة دير الزور (شرق)، "في وقت قصير جداً، لن يتجاوز أياماً، سنعلن رسمياً انتهاء وجود تنظيم داعش الارهابي".
وبات التنظيم وفق فرات، محاصراً في حي داخل بلدة "الباغوز" التي "أصبحت تحت الرمايات النارية لمقاتلينا" وتعد "ساقطة نارياً ومحاصرة تماماً في مساحة جغرافية" تقدر بنصف كيلومتر مربع.
وتخوض قوات سوريا الديموقراطية، بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن منذ سبتمبر هجوماً ضد آخر جيب للتنظيم المتشدد في ريف دير الزور الشرقي. وتمكنت من طرده من كافة القرى والبلدات التي كانت تحت سيطرته. ويؤخر وجود المزيد من المدنيين المحاصرين إعلان انتهاء المعركة ضد المتطرفين.
وأوضح فرات أن قواته "تتحرك بحذر بما أن هناك الكثير من المدنيين ما زالوا محتجزين كدروع بشرية" من قبل الإرهابيين.
وكان المتحدث باسم هذه القوات عدنان عفرين أشار، ليل الجمعة السبت، إلى وجود مدنيين "بأعداد كبيرة" من "نساء وأطفال من عوائل داعش، وموجودون في الأقبية تحت الأرض وفي الأنفاق".
وقال عفرين "هذه كانت المفاجأة الكبرى لنا. لم نتوقع هذا العدد وإلا لما كنا استأنفنا الحملة" السبت الماضي، بعد توقف استمر أكثر من أسبوع للسماح للمدنيين بالخروج.
وأوضح عفرين أن البحث "لا يزال جارياً عن الأنفاق ويتم التعامل معها بطرق متعددة منها الإغلاق أو التفجير" لافتاً إلى أن "مقاتلي داعش يختبئون بين المدنيين، بعدما خلعوا اللباس العسكري وارتدوا اللباس المدني".
وتعمل قوات سوريا الديموقراطية، وفق ما أوضح مدير مركزها الإعلامي مصطفى بالي، اليوم السبت، على "إجلاء" من تبقى من مدنيين، لافتاً الى أن كثيرين "يحاولون الخروج من دون أن يتمكنوا من ذلك".
وخفف التحالف من وتيرة ضرباته ضد مقاتلي التنظيم المتطرف لحماية المدنيين. وقال المتحدث باسم التحالف الكولونيل شون راين، اليوم السبت "تستمر المعارك (...) لكننا لا نزال نرى مئات المدنيين يحاولون الفرار إلى بر الأمان". وأكد "خفض الضربات للمساعدة في حماية المدنيين ونظراً لظروف ساحة المعركة".
وأوضح راين أن المنطقة "تحتوي على العديد من الأنفاق ما يؤدي إلى إبطاء العمليات، إذ يتعين على قوات سوريا الديموقراطية تطهير المناطق من العبوات المفخخة ولا تزال ترصد إقدام مقاتلي التنظيم على تفجير ستراتهم الناسفة ومهاجمة مواقعها بسيارات ودراجات نارية محملة بمواد متفجرة".
وغالباً ما يلجأ التنظيم عند حصاره ومع اقتراب المعارك من آخر نقاطه إلى زرع الألغام وشن هجمات من الخنادق لإعاقة تقدم خصومه وإيقاع أكبر عدد من الخسائر البشرية. كما يستخدم المدنيين كدروع بشرية.
ودفع الهجوم منذ مطلع ديسمبر الماضي نحو أربعين ألف شخص إلى الخروج من مناطق كانت تحت سيطرة التنظيم، غالبيتهم نساء وأطفال من عائلات الإرهابيين، وبينهم نحو 3800 مشتبه بانتمائهم إلى التنظيم تم توقيفهم، بحسب المرصد.
ويتم نقل المدنيين وبينهم الكثير من زوجات وأطفال الإرهابيين إلى مخيمات شمالاً، بعد التدقيق في هوياتهم وجمع معلومات أولية في منطقة فرز قرب بلدة "الباغوز"، فيما يجري توقيف المشتبه بانتمائهم للتنظيم. وقال بالي إنه تم توقيف "العشرات" من مقاتلي التنظيم في اليومين الأخيرين.
واستبق ترامب، أمس الجمعة، إعلان قوات سوريا الديموقراطية عن موعد حسم المعركة بإشارته إلى أن "هناك الكثير من البيانات المهمة المرتبطة بسوريا ونجاحنا في القضاء على داعش وسيتم الإعلان عنها في غضون 24 ساعة".
ويمهد إعلان الانتصار رسمياً على التنظيم، الطريق أمام ترامب لتنفيذ قراره بسحب كل القوات الأميركية من شمال سوريا. إلا أن نائب الرئيس الأميركي مايك بنس قال السبت إن بلاده "ستواصل ملاحقة" فلول التنظيم رغم قرب انسحاب قواتها من سوريا.
ولا يعني حسم المعركة في دير الزور انتهاء خطر التنظيم، مع قدرته على تحريك خلايا نائمة في المناطق المحررة وانتشاره في البادية السورية المترامية المساحة.
وقال قائد عمليات قوات سوريا الديموقراطية شرقاً "بعد أن ننهي وجود تنظيم داعش العسكري العلني على الأرض، سننتقل إلى المرحلة الثانية، إلى مكافحة تنظيم داعش الإرهابي وملاحقة خلاياه النائمة وفلوله المنتشرة في كل المناطق".
قوات سوريا الديموقراطية ستعلن القضاء على داعش خلال أيام
المصدر: آ ف ب