عقيل الحــلالي (صنعاء) - تظاهر مئات آلاف المحتجين اليمنيين، أمس الجمعة، في 17 مدينة، للمطالبة برحيل الرئيس علي عبدالله صالح، الذي احتشد عشرات الآلاف من أنصاره، بالقرب من قصره الرئاسي، جنوب صنعاء، تأييداً لبقائه في منصبه حتى سبتمبر 2013، فيما جابت مسيرة حاشدة، بعد صلاة الجمعة، عدداً من شوارع العاصمة اليمنية، للمطالبة بـ”إسقاط الجميع”، وللتنديد بموجة الاحتجاجات المناهضة والمؤيدة للنظام الحاكم، والتي يشهدها اليمن منذ أكثر من تسعة أشهر. واحتشد أنصار الحركة الاحتجاجية المناهضة للرئيس علي عبدالله صالح في ميادين عامة بأغلب المدن اليمنية، للأسبوع التاسع والثلاثين على التوالي، ورفعوا شعار “السلمية خيارنا”، فيما تجمع أنصار النظام الحاكم في ميدان السبعين، جنوب العاصمة صنعاء، للأسبوع الثالث والثلاثين، ورفعوا شعار “اليمن أمانة في أعناق الجميع”. وتجمع ما يزيد على مائة وخمسين ألف متظاهر في شارع الستين الشمالي، غربي العاصمة، تحت حراسة مشددة فرضتها قوات “الفرقة الأولى مدرع” التابعة للواء علي محسن الأحمر، الذي انشق أواخر مارس الماضي عن النظام الحاكم، بعد أن كان أبرز أركانه طيلة 32 عاماً. وندد المتظاهرون بما وصفوها “جرائم” الرئيس صالح ضد المحتجين المدنيين، وهتفوا “الشعب يريد محاكمة السفاح”. كما هتفوا “ثورتنا ثورة سلام..لا ذل ولا استسلام”، وذلك للتأكيد على “سلمية” ما وصفوها بـ”الثورة”، التي اندلعت شرارتها الأولى منتصف يناير الماضي. وطالب المتظاهرون المجتمع الدولي بتجميد أرصدة الرئيس اليمني وعائلته، واتهموه بالسعي إلى جر البلاد إلى مربع الاقتتال الداخلي والحرب الأهلية. وحث خطيب صلاة الجمعة، الداعية الإسلامي علي شرف الدين، أنصار الحركة الاحتجاجية الشبابية على الصبر، حتى يتحقق مطلبهم بإسقاط نظام صالح، الذي وصفه بـ”الفساد”. وفي مدينة تعز (وسط)، أدى عشرات الآلاف من المحتجين صلاة الجمعة في ساحة “الحرية”، التي يعتصم فيها آلاف المعارضين للنظام منذ 11 فبراير الماضي. وشيع المحتجون بعد صلاة الجمعة جثامين 15 شخصاً سقطوا في أعمال العنف التي شهدتها مدينة تعز خلال الأسبوع المنصرم. وقد احتشد عشرات الآلاف من المحتجين في أكثر من عشر ساحات بمحافظة تعز، أبرز معاقل الحركة الاحتجاجية الشبابية المناهضة لصالح. كما تظاهر عشرات الآلاف من اليمنيين في ثلاث مدن بمحافظة إب (وسط)، وطالبوا بإحالة الرئيس علي عبدالله صالح إلى المحكمة الجنائية الدولية، بتهم قتل مئات المحتجين المدنيين، حسب قولهم. وطالب آلاف المحتجين، الذين تجمعوا في حديقة الشعب، وسط مدينة الحديدة الساحلية (غرب) بمحاكمة صالح وأولاده “كمجرمي حرب”، وهتفوا “يا علي يا سفاح.. الحديدة ليست معبراً للسلاح”، في إشارة إلى استقبال ميناء المدينة، خلال الشهر الماضي، العديد من السفن العسكرية التي تقل شحنات أسلحة، حسب صحف المعارضة. كما شهدت مدن يمنية أخرى، من بينها صعدة (شمال)، حجة (غرب)، ذمار (وسط)، مسيرات احتجاجية نادت جميعها بـ”الحسم الثوري” من أجل إسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح. بالمقابل، تجمع عشرات الآلاف من أنصار الحزب الحاكم، في ميدان السبعين، جنوب العاصمة اليمنية، لتأييد الرئيس صالح، الذي يواجه منذ أشهر أعنف حركة احتجاجية مناوئة له منذ توليه رئاسة البلاد في العام 1978. وأكد المتظاهرون الذين كانوا يهتفون “الشعب يريد علي عبدالله صالح”، أحقية الرئيس في استكمال ولايته الرئاسية الحالية والأخيرة حتى سبتمبر 2013. ورفعوا صور صالح والعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والأعلام اليمنية، ولافتات كتب عليها عبارات مؤيدة للحوار الوطني، لإنهاء الأزمة السياسية والأمنية المتفاقمة منذ أشهر. وقالت وكالة الأنباء اليمنية الحكومية “سبأ” إن المتظاهرين أكدوا تمسكهم بـ”الشرعية الدستورية” والتزامهم بـ”الدفاع بكل غال ورخيص عن الوطن ومكتسباته العظيمة وإنجازاته”، لافتة إلى أنهم دعوا “الشباب اليمني” إلى “نبذ الكراهية والتعصب الأعمى ورفض التحزب مع قوى الشر الحاقدة (..)، والالتفاف حول القيادة السياسية الشرعية لليمن ممثلة بالرئيس على عبدالله صالح”. وقد تمت التظاهرة وسط إجراءات أمنية مشددة فرضتها قوات الحرس الرئاسي، التي عززت إجراءاتها الاحترازية في تلك المناطق، منذ تعرض الرئيس صالح لمحاولة اغتياله مطلع يونيو الماضي. وفي ساحة ثالثة بالعاصمة صنعاء، أدى آلاف المواطنين صلاة الجمعة في شارع “السائلة” وسط المدينة القديمة، تحت شعار “أرحلوا جميعا”، في ظل إجراءات أمنية مشددة فرضتها قوات الأمن اليمنية، عند نهاية الشارع، الذي يؤدي إلى معسكر “العرضي”، الذي يضم مكتب القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن. وخرج المتظاهرون، بعد صلاة الجمعة، في مسيرة حاشدة، للتنديد بالأحزاب السياسية المتصارعة، منذ اندلاع موجة الاحتجاجات مطلع العام الجاري. وهتف المتظاهرون “الشعب يريد إسقاط الجميع”، و”لا لعلي ولا لعلي”، في إشارة إلى مطلبهم برحيل الرئيس علي عبدالله صالح والقائد العسكري المنشق اللواء علي محسن الأحمر. كما هتفوا:”لا مؤتمر ولا إصلاح.. الشعب يريد يرتاح”، و”لا ستين ولا سبعين ..الكل نصابين”، والستين، هو شارع رئيسي بصنعاء يحتشد فيه أنصار الحركة الاحتجاجية المناهضة لصالح كل أسبوع، أما السبعين فهو ميدان العروض بالعاصمة الذي يتجمع فيها مؤيدو السلطة كل جمعة. وقال متظاهرون لـ”الاتحاد” إن المسيرة جابت عدداً من الشوارع بصنعاء، وصولاً إلى ميدان التحرير، الذي يعتصم فيه مئات المسلحين من أنصار الرئيس صالح منذ 3 فبراير الماضي، مشيرين إلى أن من وصفوهم بـ”البلاطجة” تمكنوا من تفريق المسيرة بعد أن اعتدوا على متظاهرين بالهراوات. وأبدوا تفاؤلهم بإمكانية نجاح حركتهم الاحتجاجية لما لمسوه من تأييد لأهالي الأحياء السكنية التي مروا خلالها، حسب قولهم. وقال محمد السياغي، وهو موظف حكومي شارك في المسيرة، :”الأحزاب السياسية، سواء في السلطة أو المعارضة، لا تمثل مطالب الشعب اليمني أو حتى مطالب الثورة الشبابية”، معتبراً أن الشعب اليمني ضاق ذرعاً بالأزمة السياسية الراهنة وتداعياتها السلبية على الحياة المعيشية لليمنيين. العطاس يعتبر «الفيدرالية» حلاً عادلاً للقضية الجنوبية الحزب الحاكم يدعو قادة المعارضة في الخارج للعودة صنعاء (الاتحاد) ـ دعا الحزب اليمني الحاكم، أمس الجمعة، قادة المعارضة في الخارج إلى العودة للبلاد، والبدء في حوار وطني، لإنهاء الأزمات المتفاقمة التي يعاني منها اليمن منذ سنوات. ونقل الموقع الإلكتروني لحزب “المؤتمر” الحاكم، عن عضو اللجنة العامة (المكتب السياسي) بالحزب، محسن النقيب، دعوته قادة المعارضة في الخارج إلى العودة لليمن من أجل البدء في حوار وطني شامل. كما دعا النقيب، في كلمة له أمام الآلاف من مؤيدي الرئيس علي عبدالله صالح، الذين احتشدوا بميدان السبعين جنوب صنعاء، قادة المعارضة في الداخل إلى الارتقاء “لمستوى المسؤولية” و”العودة إلى طاولة الحوار” لإنهاء الأزمة السياسية المتفاقمة، منذ مطلع العام الجاري، على خلفية الاحتجاجات المطالبة بإنهاء حكم صالح، المستمر منذ أكثر من 33 عاما. إلى ذلك، أكد رئيس الوزراء اليمني الأسبق حيدر أبو بكر العطاس، أحد أبرز قيادات المعارضة اليمنية في الخارج، أن خيار الفيدرالية بين الشمال والجنوب، يعتبر “حلا موثوقا وعادلا” للقضية الجنوبية، المتفاقمة منذ سنوات، على وقع الاحتجاجات الانفصالية في جنوب البلاد. وقال العطاس، في حوار مع صحيفة “الأخبار” اللبنانية، نشرته أمس الجمعة، إن “إعادة صياغة الوحدة (اليمنية) في دولة اتحادية - فيدرالية بدستور جديد من إقليمين شمالي وجنوبي بحدود 21 مايو 1990، بوصفه واحداً من أرقى أشكال الوحدة السياسية والوطنية، يقدم حلاً موثوقاً وعادلاً بعيداً عن المصالح الذاتية والفئوية والحزبية، ومكوّناً أساسياً في حزمة الحلول والمخارج للحفاظ على الوحدة لضمان الأمن والاستقرار”. وشدد العطاس، وهو أول رئيس حكومة في اليمن الموحد، على ضرورة إزالة آثار حرب صيف 1994، وتعويض المتضررين منها تعويضا عادلا.