انتهى مجلس التخطيط العمراني من إعداد دليل التصميم الحضري لشوارع أبوظبي، لتلبية الاحتياجات الناشئة عن ارتفاع تعداد السكان، والرغبة بتحسين الخدمات المتاحة للمشاة وذلك لتوفير مجتمعات أكثر ملاءمة للمشي على الأقدام. وقال المهندس فلاح الاحبابي مدير عام مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني إن الدليل الذي جاء بتكليف من قبل اللجنة التنفيذية لمجلس أبوظبي للتخطيط العمراني، يعتمد على استيعاب السلوكيات القائمة للسائقين والتي تعتبر فريدة من نوعها بالنسبة لإمارة أبوظبي وذلك بسبب التنوع السكاني القائم في الإمارة. وأضاف الأحبابي أن الدليل يساهم في تصميم شوارع توفر بيئة آمنة لجميع فئات المستخدمين، مع الأخذ بالاعتبار اختلاف المستوى العلمي والثقافي للسائقين والاختلافات الثقافية، والعمل كأداة للانتقال بأبوظبي من مجتمع قائم على التنقل بالمركبات المتحركة إلى مجتمع متعدد الخيارات ودعم خطة النقل العام على المدى الطويل الموضوعة من قبل دائرة النقل في أبوظبي. شبكات دقيقة حرص مجلس التخطيط العمراني في دليل التصميم الحضري لشوارع أبوظبي على استحداث شبكات شوارع دقيقة ومكثفة تسمح بخيار أكبر من المسارات للمشاة وتحسن قدرة وفعالية شوارع المدن في الإمارة. وأشار الأحبابي الى أن “الدليل” يقدم للمرة الأولى في أبوظبي مفهوما كجزء لا يتجزأ من التكوين العام للشارع، وهو يوضح للمشاة كيفية الجمع بين ذلك، والطريقة التي يتم سلوكها لتوفير شبكة شوارع عامة متوازنة لجميع أنواع ووسائل المواصلات. ولفت الى أن ذلك يتعين استخدام الدليل من قبل كافة الوكالات في تصميم واعتماد كافة تصاميم شوارع المدن وشبكات الطرق في إمارة أبوظبي، ويُعتد به دوناً عن أي دليل تصميم قائم. وقام كل من مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني ودائرة النقل بالتعاون مع بلديات أبوظبي والعين والمنطقة الغربية وكذلك شرطة أبوظبي بتطوير دليل التصميم الحضري لشوارع أبوظبي كوسيلة لمواصلة تطبيق خطط 2030 الخاصة بجميع البلديات الثلاث التي تضمها إمارة أبوظبي، وهو جزء من نظام دائرة النقل الرامي إلى توفير شبكة مواصلات كفوءة ومتعددة الخيارات بما يساهم في تعزيز جودة الحياة واستدامة الإمارة. ويشكل دليل التصميم الحضري جزءاً من لوائح التطوير الموضوعة من قبل مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني، وقد تم اعتماده من قبل المجلس التنفيذي لاستخدامه في جميع الشوارع الحضرية بالإمارة. مبادرات تصميمية يشكل هذا الدليل واحداً من عدة مبادرات تصميمية ذات صلة تم إطلاقها في الإمارة، ويتعين استخدامه بالتزامن مع غيره من المعايير والإرشادات المعتمدة، بالإضافة الى إلى أن عملية تصميم الشوارع تجمع ما بين احتياجات الجهات المختلفة بما في ذلك دائرة الشؤون البلدية ومجلس أبوظبي للتخطيط العمراني ودائرة النقل وشرطة أبوظبي والدفاع المدني، ويتعين تنفيذها من قبل عدة متخصصين في هذا المجال بما في ذلك خبراء التخطيط العمراني والتصميم الحضري ومهندسو المرور والمهندسون المدنيون ومهندسو المناظر الطبيعية. وأشار مدير عام المجلس الى أنه سيتم تحديث دليل التصميم الحضري لشوارع أبوظبي بصفة دورية مع توفر أي بيانات جديدة أو تجارب جديدة على صعيد أفضل الممارسات المتبعة. وتستند معايير ومبادئ التصميم الأساسية، إلى خطة نقل مثلى جيدة لاستخدام الأراضي، مشيرا الى أن التصميم الجيد للشوارع يبدأ بالمشاة، وشبكة الشوارع المصممة بشكل جيد توفر الأمان لجميع أنواع النقل والمواصلات. وترابط الشوارع يعمل على تحسين القدرة الاستيعابية وتتيح تدفقاً سلساً لحركة المرور، مؤكدا أن تصميم الشوارع يعكس أهداف خطة 2030 لإمارة أبوظبي، ويدعم مبادئ الاستدامة، ويحقق التوازن من خلال تصميم متكامل وإجراءات متعددة وكمية بهدف تحقيق النجاح. وشدد على ضرورة تكاتف جهود العديد من المصممين والمخططين العمرانيين والمهندسين المدنيين ومهندسي المرور وغيرهم، للعمل معاً على تحسين جودة الشوارع في جميع أرجاء الإمارة. خطة النقل خطة النقل في دليل التصميم الحضري للشوارع في أبوظبي هي خطة جيدة لاستخدام الأراضي، حيث أشار الاحبابي الى أن الشوارع ليست للحركة فحسب، بل هي أيضاً لدعم استخدامات الأراضي الواقعة على امتدادها، بما في ذلك مساحات المقاعد الخاصة بالمقاهي، وأماكن التواصل الاجتماعي، وملاعب الأطفال والأماكن العامة، كما أنها تساهم في تحقيق النجاح الاقتصادي للمؤسسات الواقعة عليها. وأكد أن التصميم الجيد للشوارع يبدأ بالمشاة، حيث تتميز أعظم مدن العالم بأن المشي فيها يعتبر أمراً ممتعاً وآمناً، وهو ما يؤدي إلى تخفيض معدلات القيادة وكذلك تحسين مستوى الصحة العامة، من هنا فسيتم تصميم الشوارع في مختلف أرجاء الإمارة على نحو يشدد على نواحي العائلة والضيافة والانتماء وإمكانية وصول المشاة إلى المرافق المتوافرة في المنطقة بما في ذلك المساجد والمدارس. كما أنه سيتم تطوير أماكن ظليلة وطرق تبريد لضمان الراحة للمشاة، وبالإضافة إلى ذلك، فإن الشوارع ستعطي شعوراً بالأمان لجميع المستخدمين بما في ذلك النساء والأطفال في مختلف أوقات اليوم سواء في الليل أو في النهار. وشبكة الشوارع المصممة بشكل جيد توفر الأمان لجميع أنواع النقل والمواصلات وعملية التصميم في دليل التصميم الحضري للشوارع، يحقق بيئة شوارع آمنة ومريحة وذات مظهر جميل بحيث توفر خياراً طبيعياً بالحركة. وسيتم تصميم كافة الشوارع لتستوعب المشاة وسائقي الدراجات الهوائية وركاب سيارات النقل العام وسائقي السيارات الخاصة، بحيث توفر جميع وسائل المواصلات خياراً جذاباً للتنقل. ويتحقق الأمان من خلال تحديد السرعات وتطبيق القانون، كما أن تطبيق مبادئ التصميم الشاملة تضمن سهولة وأمان الوصول لتعزيز الوظيفة الاجتماعية للشوارع كما ساحات مفتوحة. ويتم تحقيق شروط السلامة من خلال تخفيض إجمالي حوادث الاصطدام والإصابات والوفيات من خلال استهداف السرعة وتصميم الشبكة وإعطاء الأولوية للمستخدمين الأكثر عرضة للإصابة، بالإضافة الى إطلاق حملات توعية لجميع المستخدمين ومراقبة وإحلال القوانين القائمة بشكل فعال واستحداث قوانين ولوائح أكثر صرامة. ويضمن التصميم الحضري للشوارع الجديد، ارتفاع في القدرة الاستيعابية لشبكات المواصلات وذلك من خلال الاستثمار في قطاعات النقل العام والدراجات الهوائية والمشي على الأقدام، بالإضافة الى ارتفاع في مستوى التواصل ما بين الأحياء الكبرى بغية تقصير مسافات قيادة المركبات والحد من الاحتقان المروري عند التقاطعات. أهداف الدليل يتمثل الهدف من هذا الدليل في تغيير أولويات تصميم الشوارع من الوضع الحالي حيث يتم التركيز على حركة السيارات فقط إلى عملية متكاملة تأخذ في الحسبان احتياجات المشاة والركاب العابرين وسائقي الدراجات الهوائية وسائقي السيارات على حد سواء. وتتجاوب عملية تصميم الشوارع بشكل وثيق مع سياق استخدام الأراضي وستستوعب احتياجات الأماكن والمناطق الفردية، ويستوعب جميع أنواع المواصلات وفقاً لسياق استخدام الأراضي. كما حرص المجلس على تحقيق عنصر السلامة في دليل التصميم الحضري للشوارع في الإمارة لجميع المستخدمين في جميع أوقات اليوم، خاصة بالنسبة للمشاة، ومع التشديد بشكل خاص على الأطفال وكبار السن والأشخاص الذين يعانون إعاقة في الحركة. تعزيز رؤية أبوظبي 2030 يعزز دليل التصميم الحضري لشوارع أبوظبي رؤية أبوظبي الموضوعة بموجب خطط 2030 المعتمدة من البلديات الثلاث: بلدية مدينة أبوظبي وبلدية العين وبلدية الغربية. وتقتضي المبادئ الإرشادية للوثائق المذكورة الحفاظ على وحماية البيئة الطبيعية والتصميم المدروس والمتعمد للأماكن العامة، خاصة الشوارع بالإضافة إلى برنامج ملائم لاستخدام الأراضي على نحو من شأنه تحسين وتعزيز الهوية الثقافية الفريدة لإمارة أبوظبي. وتصميم الشوارع يدعم مبادئ الاستدامة من خلال تصميم شوارع تستوعب جميع أنواع المواصلات، واستخدام المناظر الطبيعية وأعمال الري المتصلة بها بشكل مدروس، وتحسين مستوى الراحة بالنسبة للمشاة، يمكن تحقيق انخفاض ملموس في انبعاثات الكربون وتأثير ارتفاع حرارة داخل المدن واستهلاك المياه في أبوظبي.