وليد فاروق (دبي)

بعدما توارت نخبة الرياضيين الرومانيين، الذين كانوا نجحوا في فرض أنفسهم بإنجازاتهم على العالم في الفترات الماضية، مثل أسطورة الجمباز نادية كومانتشي، وأسطورة كرة القدم جورجي هاجي، انحصرت أضواء الإنجازات الرياضية عن رومانيا، ولم يعد هناك بريق أمل، سوى شعاع الضوء الوحيد ممثلاً في نجمة التنس سيمونا هاليب، المصنفة الثانية عالمياً، التي باتت تمثل «الحلم الجميل» المتدفق بالإنجازات، لما يقرب من 20 مليون روماني، هم إجمالي عدد سكان الدولة الأوروبية، التي تقع في شبه جزيرة البلقان بركنها الشرقي.
وربما يكون هذا ما جعل سيمونا هاليب، التي تعود للمشاركة في النسخة الـ20 لبطولة سوق دبي الحرة، متطلعةً إلى استعادة اللقب الذي تُوجت به عام 2015، تكشف أنها قبل حضورها إلى دبي عقدت اجتماعاً مع المسؤولين في بلدها، من أجل دعم رياضة المرأة، وتم التطرق إلى ضرورة إنشاء ملاعب التنس، والعديد من الرياضات الأخرى، مشيرةً إلى أن لعبة التنس بدأت تحظى بشعبية أكبر في رومانيا، بفضل النتائج التي تحققت في السنوات الأخيرة، متمنيةً أن تكون نتائجها حافزاً للأطفال، قائلةً: «أريد رؤية المزيد منهم في ملاعب التنس، وأن يصبحوا أبطالاً يوماً ما».
وحاولت هاليب نفي أن تكون رمزاً في بلدها، بعد النتائج المشرفة التي حققتها خلال مسيرتها، وتربعها على صدارة التصنيف العالمي في وقت سابق، وقالت: «أن أكون أيقونة في بلدي، هذا يعتمد كيف ترون ذلك، أنا لا أضغط على نفسي، أتطلع أن أكون عادية، كما أنا دائماً، إنها مسؤولية، من الجيد أن أشكل مصدر إلهام للأطفال من خلال نتائجي».
هاليب (28 عاماً) عادت للمشاركة في بطولة دبي للعام الثاني على التوالي، بعد أن أخفقت في مواصلة مسيرتها العام الماضي، بالخسارة أمام السويسرية بيلندا بنشيتش، التي فازت باللقب لاحقاً، ولكنها عازمة على أن تكون مشاركتها الحالية في 2020 مختلفة، بعدما شقت طريقها بقوة إلى نصف نهائي بطولة أستراليا المفتوحة، أولى بطولات جراند سلام للموسم الحالي، كما سبق لها أن تُوجت بكأس ويمبلدون في عام 2019، ولقب دورة رولان جاروس في 2018.
هاليب، أول رومانية تصل نهائي ويمبلدون، أرادت إيصال رسالة قصيرة مركزة، تتلخص في أن هدفها من المشاركة في بطولة دبي 2020 هو اللقب، وقالت: «عقب بطولة أستراليا، لم أفعل الكثير، عدت إلى المنزل، وقضيت أسبوعين مع عائلتي وأصدقائي، وأعدت شحن بطارياتي من جديد، وحضرت إلى هنا من أجل اللقب». وتابعت: «سعيدة بعودتي إلى دبي هذه المدينة الرائعة، التي من السهل الاعتياد عليها، لقد بدأت تحضيرات الموسم هنا، أنا هنا لأبذل قصارى جهدي كل يوم، وسنرى إلى أي مدى يمكنني الذهاب، بالتأكيد لدي ذكريات رائعة منذ حصولي على لقب 2015، وكل مباراة صعبة ولذلك أتطلع للفوز بالمباراة الأولى».
المعروف أن القرعة منحت هاليب علامة تميز مبكرة، تقديراً على إنجازاتها، وتحفيزاً لها دون ترتيب، فجنبتها خوض مباريات في الدور الأول، حيث تلاقي التونسية أنس جابر التي فازت على الأميركية اليسون ريسكين، في اللقاء الذي جرى أمس.
ولم تنس هاليب، أن تتطرق إلى عودة البلجيكية كيم كليسترز، بعد 8 سنوات من إعلان اعتزالها عام 2012، مؤكدةً أنها «مكسب للتنس»، وقالت: «تدربنا معاً، وكانت تلعب بشكل جيد، في كل مرة يمكننا أن نتعلم من الأبطال الكبار، كما لعبت ضدها قبل أن تعتزل في بطولة بريسبان، ولكن الأمر مختلف، لأني كنت لاعبة في بداية الطريق، أذكر أني خسرت منها في المجموعة الأولى 6-0، ولم أتمكن حتى من لمس الكرة، ولكن في المجموعة الثانية تحسن أدائي وخسرت 6-4».
وأضافت: «حصولها على بطولة جراند سلام، بعد إنجابها طفلتها أمر رائع، إنها بطلة كبيرة، أنا متأكدة أنها تعرف كيفية التعامل مع هذه العودة مرة أخرى، وأنها ترى الحياة بطريقة مختلفة، بعد أن أنجبت أطفالها الثلاثة، إنها مصدر إلهام لنا جميعاً».

بداية رائعة لأُنس جابر
خطت التونسية أُنس جابر «المصنفة 45 عالمياً» خطوة رائعة في البطولة بتغلبها على الأميركية أليسون ريسك، المصنفة 18 عالمياً، بمجموعتين مقابل واحدة في أولى مباريات اللاعبتين أمس بالدور الأول، وضربت موعداً «صعباً» مع الرومانية سيمونا هاليب، المصنفة الثانية عالمياً، المتأهلة مباشرة إلى الدور التالي من دون لعب. ونجحت أُنس في الثأر من خسارتها من اللاعبة ذاتها في المرة الوحيدة التي التقيتا فيها، وكان ذلك في بطولة ميامي 2018، وانتهت لمصلحة اللاعبة الأميركية بمجموعتين دون رد، وردت بقوة في النسخة الحالية محققة الفوز بمجموعتين مقابل واحدة، جاءت نتائجها 7-6 بمجموعة كسر التعادل، و1-6 و6-3 في المباراة الماراثونية التي استغرقت ساعتين و12 دقيقة (132 دقيقة كاملة).