يغادر شاب إلى أداء فريضة الحج ضمن 15 تائباً متعافياً من تعاطي المخدرات الذي أفقده وظيفته الحكومية، في مسعى منه نحو العودة جاهداً إلى حياته الطبيعية ووظيفته، خاصة أنه متزوج ويعول أسرة ليست بالصغيرة. وغادر الوفد إلى الديار المقدسة أمس لأداء فريضة الحج على نفقة مؤسسة الأوقاف وشؤون القصر بدبي، ومؤسسة دبي الإسلامي للشؤون الإنسانية التابعة لبنك دبي الإسلامي، بالتنسيق مع الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بشرطة دبي. وأكد الرائد الدكتور جمعة الشامسي من الإدارة العامة لمكافحة المخدرات أن التائبين المتوجهين لأداء فريضة الحج هم من الخاضعين لبرنامج الفحص الدوري “الرعاية اللاحقة” الذي تطبقه الإدارة، وهم من الذين أقلعوا فعلياً عن تعاطي المخدرات. ولفت إلى أن الاختيار لهذه المجموعة تم من خلال إرسال نصية قصيرة لكل الخاضعين للفحص الدوري، وعددهم 141 ملتزماً تحت الفحص في السنة الأولى، و91 متعافياً يخضعون للفحص المفاجئ خلال السنة الثانية، حيث أبدى نحو 30 متعافياً الرغبة في أداء فريضة الحج، إلا أنه تم اختيار 15 من بينهم هذا العام بعد التأكد من تعافيهم بشكل كامل، والتزامهم الدقيق بمواعيد الفحص. ووجه المتعافون الشكر إلى الإدارة العامة لمكافحة المخدرات وشرطة دبي، والمؤسسات التي ساهمت بتحمل نفقات إرسالهم إلى الحج، مؤكدين أنهم سيكونون على مستوي المسؤولية بشكل كامل وعند حسن ظن الجميع. وفي لقاء مع عدد من المتعافين الذين فضلوا عدم ذكر أسمائهم، أو تصويرهم، قال أحدهم (45 عاماً)، إنه سعيد جداً باختياره ضمن الحجاج هذا العام، لافتاً أنها لفتة طيبة من شرطة دبي لبث مزيد من الاهتمام والثقة بالمتعافين والمقلعين عن تعاطي المخدرات. وأكد أن تورطه في عملية التعاطي جاء نتيجة رفقة السوء، وحب الاستكشاف، لافتاً أنه رافق مجموعة من الشباب كانوا يتعاطون مخدر الحشيش، وأراد أن يجرب، وقال إنه في إحدى الجلسات فوجئ برجال المكافحة يقبضون عليه، وتم الحكم عليه لمدة أربع سنوات إلا أنه تم العفو عنه بعد عام ونصف العام لحسن السير والسلوك. وأشار إلى أنه استاء من نفسه كثيراً لحظة إلقاء القبض عليه متابعاً، وبعد تعافيه من الإدمان خلال فترة السجن، تأكد أن رجال المكافحة ساعدوه بالإقلاع عن تعاطي المخدرات، مشيراً إلى أنه خضع لبرامج إصلاحية عدة أسهمت في إعادته لجادة الصواب. وأكد متعاف آخر (28 عاماً) أنه بدأ تعاطي الحشيش وهو في عمر الـ 19 وكان ذلك يوم عيد ميلاد صديق له، مشيراً إلى أنه بقي يتعاطى أنواعاً مختلفة من المخدرات طوال 7 سنوات حتى اللحظة التي ألقي فيها القبض عليه. وقال “بمجرد دخولي السجن والاقتراب من المدمنين، تعرفت كيف أن هؤلاء فاقدين لحياتهم فقداناً كاملاً، ومن هنا عرفت أنه لا فائدة من تعاطي المخدرات وأنه لابد من تصحيح مسار حياتي، خاصة أنني حاصل علي درجة الماجستير في البيزنس وكنت مديراً لشركة، وحمدت الله أن فترة سجني لم تطل إلا لشهرين فقط بسبب العفو وعدت إلى عملي، وتزوجت وقررت عدم العودة لتدمير حياتي مجدداً، خاصة أن المخدرات كانت تكلفني نحو 60 ألف درهم سنوياً.