يسعى اتحاد الكرة السوري للتعاقد مع المدرب التركي مصطفى ديزني لتولي مهمة تدريب “النسور الحمر، خلال الفترة القادمة، التي تسبق خوض الأدوار التمهيدية لتصفيات كأس العالم 2014 بالبرازيل. وعلمت “الاتحاد” أن رئيس اتحاد الكرة السوري فاروق سرية أجرى اتصالاً هاتفياً مع ديزني تمت خلاله مناقشة رغبة الجانب السوري بالتعاقد معه لقيادة المنتخب الأول، وتم الاتفاق معه أن يزو العاصمة دمشق خلال اليومين القادمين، لمناقشة كافة تفاصيل العقد. وأشار سرية في اتصال هاتفي مع “الاتحاد” إلى أن المشاورات مع المدرب سوف تحسم هوية المدرب القادم للنسور، وتتجه النية للاعتماد على الكادر الفني المرافق له بالكامل، حيث حسمت القيادة الرياضية، عبر المكتب التنفيذي، وهو أعلى سلطة رياضية في سوريا، بالاتفاق مع اتحاد الكرة على إنهاء حالة التعايش، بين كادر أجنبي ووطني، وذلك بعد خروج النسور الحمر من الدور الأول للنهائيات الآسيوية، وما سبقها من مشكلات فنية، رافقت مسيرة استعداده، وتناوب على قيادة المنتخب السوري أربعة مدربين خلال أربعة أشهر، خاصة مع فشل تجربة التعاون بين المدرب الوطني أيمن حكيم والروماني فاليريو تيتا، خلال نهائيات الدوحة. وتأتي خطوة الاتحاد السوري استكمالاً للخطوات التي اتخذها اتحاد الكرة للحد من تبعات خروج النسور، فبعد الاجتماع العاجل الذي عقدته القيادة الرياضية، مع رئيس اتحاد الكرة وعقد الثاني لمؤتمر صحفي، رشح من خلاله ملابسات الخروج، وأسبابه، وخطة عمل الاتحاد خلال المرحلة القادمة، وذلك لامتصاص ردود فعل الشارع والإعلام الرياضي التي طالب بعضها باستقالة اتحاد الكرة. وحرص فاروق سرية على إبراز أهمية الأداء الذي قدمه “النسور الحمر” في نهائيات كأس آسيا لكرة القدم المقامة حالياً في ضيافة الدوحة، على الرغم من خروج المنتخب من الدور الأول، كما أن النتائج تعتبر بمثابة الانتصار التاريخي، لأنها تضمنت الفوز على الأخضر السعودي، بصرف النظر عن الخسارة أمام الساموراي، ونشامى الأردن. وقال سرية إن ما حققه المنتخب في الدوحة، هو الخطوة الأولى في الطريق الصحيح، مستنداً إلى عدة نقاط هامة، لخصها في الدعم غير المسبوق من الحكومة والقيادة الرياضية، والمؤازرة الكبيرة من الجمهور والجالية السورية في الخليج، كذلك التأييد الإعلامي الذي سبق النهائيات والذي لم يتأثر ببعض المشككين والمتشائمين. وأفصح سرية عن حقيقة تفرد الروماني تيتا بالقرارات الفنية خلال معسكر الإمارات، وأثناء خوض النهائيات، حيث اعتبر أن ذلك من صلاحيات المدرب، وقال طالبنا ببعض التعديلات، لكن تيتا تمسك بقناعاته، واجتمع معه قبل لقاء اليابان، وطلب منه تعديل خطة اللعب، وإشراك اللاعب سنحاريب ملكي، لكن تيتا رفض، لأنه صاحب القرار، وهو المسؤول، وأمام إصرار الأخير اعترف سرية بأنه التزم بعدها الحياد، لأن الأمور قد تتطور سلباً، وعليه يحمل مسؤولية رحيل تيتا، كما غمز البعض لدور الاتحاد عبر إدارة المنتخب برحيل الصربي ديكوفيتش، وأشار إلى دور المدرب الوطني الإيجابي، حيث أكد أن الحكيم قدم كل ما يجب لإنجاح مهمة تيتا، حيث أبدى رأيه في بعض الأمور لكن تيتا تمسك برأيه. ورداً على المطالبين باستقالة الاتحاد قال: حينما نفشل سأكون أول من يقدم استقالته فالفترة التي عملنا بها حتى الآن لم تتجاوز الخمسة أشهر، وهي غير كافية للحكم على عمل الاتحاد وإن لدى اتحاد الكرة تصورا للمتطلبات المرحلة القامة، وسيكون الاتحاد منفتحا على جميع الآراء والخبرات التي تصب بمصلحة المنتخب، ونفى أن يكون هناك فيتو على بعض الأسماء، بل طالب بحضور الجميع وإبداء رأيهم وخبرتهم في تقديم المشورة لوضع الكرة السورية على طريق التطور. الأبرز هو ما تردد حول خلافات ما طفت على السطح بين القيادة الرياضية، واتحاد الكرة من خلال بعض القرارات التي اتخذها المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضة العام “أعلى سلطة رياضية” والتي أبعدت أعضاء الاتحاد عن إدارة المنتخبات، كذلك فيما يتعلق بتشكيل لجنة من قبل المكتب التنفيذي، تضم خبرات كروية مشهود لها لدراسة واقع ومتطلبات المنتخبات الوطنية مما اعتبره اتحاد الكرة تدخلا في عمله، وعليه كانت السرعة في تشكيل لجنة من الخبرات الكروية برئاسة الدكتور مروان عرفات الذي يتفق مع سرية على العناوين العريضة لعمل اللجنة التي تبصر النور خلال الأيام القادمة. وفي نفس السياق فقد ساهم انطلاق دوري المحترفين بمرحلته السابعة في تهدئة أجواء خروج المنتخب السوري من النهائيات، والتي فسره البعض بمحاولة اتحاد الكرة صرف نظر الإعلام والمتابعين لأسباب الخروج.