غدا في وجهات نظر..آثار قيد الدمار
السياسة الخارجية في الانتخابات الأميركية
في هذا المقال يستبعد جيفري كمب أن تلعب قضايا السياسة الخارجية دوراً كبيراً في السباق الانتخابي الأميركي، ما لم تتعرض الولايات المتحدة لهجوم خارجي على غرار 11 سبتمبر يعيد طرح السياسة الخارجية على طاولة النقاش ويبؤها مركز الصدارة في اهتمامات الأميركيين. وفي رأي الكاتب أن سبب ضعف الاهتمام الأميركي بقضايا السياسة الخارجية، يعود إلى جملة من الأسباب والعوامل؛ أولها ما يشعر به الناخبون الأميركيون حالياً من وطأة الانشغالات الداخلية، لاسيما تلك المرتبطة بمعيشهم اليومي مثل الوظائف والرعاية الصحية والسكن والمعاشات والتعليم. وثانيها يتمثل في خوض أميركا لأطول حرب لها على الإطلاق في أفغانستان، فرغم التأهب للانسحاب من هناك بمتم 2014، فإن النتيجة النهائية لن تكون بأي حال من الأحوال ذلك النصر المؤزر الذي كان يطمح له الغرب. أما السبب الثالث والأخير فهو التجربة العراقية التي حفرت في ذهن الأميركيين ذكريات مريرة، حيث لقي أكثر من أربعة آلاف جندي أميركي مصرعهم في حرب وُصفت بأنها كانت اختيارية، لكن النتيجة الفاشلة لتلك المغامرة لا تشجع على تكرارها. ومن ذلك يخلص الكاتب إلى أنه ما لم يتحسن الوضع الاقتصادي في أميركا وأوروبا، فستبقى كلفة التدخل العسكري في مناطق العالم المختلفة مرتفعة إلى درجة لن تشجع على المغامرة أو التفكير في استخدام القوة.
"خطوط حمراء"... أمام إسرائيل!
في هذا المقال يعلق الدكتور أسعد عبد الرحمن على الخطاب الذي ألقاه مؤخراً نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتحدث فيه عن "خطوط حمراء" يجب أن توضع لإيران، كما أعلن عن فشل الدبلوماسية الدولية وعدم جدوى العقوبات الاقتصادية في ردع إيران عن الاستمرار في برنامجها النووي. ويقول الكاتب إن العالم كله تقريباً، وعلى رأسه الولايات المتحدة نفسها، استنكر ذلك الابتزاز من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي. ثم يتساءل: وماذا عن إسرائيل؟! أليس هناك خطوط حمراء ينبغي وضعها لإسرائيل وسياستها اليمينية المتطرفة؟! وبعد أن يورد الكاتب مقالات وآراء إسرائيلية انتقدت خطاب نتنياهو، يقول إن الحديث عن "خطوط حمراء" أمام إسرائيل أكثر وجاهة من الحديث عن "خطوط حمراء" لأي طرف آخر مهما يكن موقفنا منه، لاسيما وأن الدولة الصهيونية تثبت يومياً استمرارها في ارتكاب جرائم جديدة غير مسبوقة على الأرض الفلسطينية. كما يستمر "الاستيطان" بوتيرة هي الأشمل والأوسع منذ بداية المرحلة الثانية من الاحتلال عام 1967، وذلك بهدف إجهاض مشروع الدولة الفلسطينية المستقلة، وفي ظل عجز دولي عن وقف الدولة العبرية عند حدها وإلزامها بوقف "الاستيطان" وإنهاء الاحتلال والقبول بقرارات الشرعية الدولية.
آثار قيد الدمار
في هذا المقال يعتبر الدكتور رياض نعسان آغا أن إيماننا المطلق بكون البشر أغلى من الحجر، لا ينبغي أن ينفي شعورنا بالفجيعة الكبرى بما تتعرض له كنوز سوريا التاريخية من تدمير وسرقات، ذلك أن كثيراً من مدن سوريا، مثل حلب ودمشق، مسجلة على لائحة التراث الإنساني، وهما مدينتان تتنافسان في القدم، ويحار الباحثون أيهما أعمق في التاريخ. وإن كانت دمشق بإجماع الباحثين أقدم مدينة تاريخية ما تزال مأهولة، فإن الدارسين لا يعرفون بالدقة متى بنيت حلب ومن بنى قلعتها حقاً. والمفجع -يقول الكاتب- أن حلب التي حظيت عبر العصور بمكانة فذة تتعرض اليوم للدمار. ومن فواجعنا كذلك أن نرى جامعها الأموي الكبير يحترق ويهدم وتمزق فيه المصاحف، وهو رمز الحضارة الإسلامية والأموية في حلب، وقد بناه الخليفة الأموي سليمان بن عبدالملك، ليضاهي الجامع الأموي الذي بناه قبله في دمشق أخوه الوليد بن عبدالملك. ويحار الكاتب حول من تنبغي مناشدته لإيقاف هذا التدمير، ويد القتلة التي يقطر منها دم الأطفال الذين يذبحون بالسكاكين لن تعرف حرمةً لموقع أثري، أو لمسجد أو كنيسة!
قوة الإسلام... ذاتية
في هذا المقال يؤكد محمد الباهلي وجود كثير من المسلمين يسيؤون للإسلام، بانتهاجهم نهجاً متطرفاً، وهي ظاهرة "الغلو" التي ولّدت حالةً من التطرف ناتجة عن التعصب الأعمى والجهل بتعاليم الإسلام وبحقائق الواقع وشروط العصر. لكن هذا التطرف، كما يرى الكاتب، لم يقتصر فقط على الجماعات الدينية المتشددة التي تكاثرت ولم تنجح في فهم الإسلام وممارسته بصورته المعتدلة، مثل جماعات التكفير والجهاد... بل كان للتطرف العلماني هو الآخر دور في هذا الموضوع، وبخاصة من بعض الجماعات التي نذرت نفسها لمهاجمة التقاليد الاجتماعية والرموز الدينية. ومراجعة سجل التطرف خلال العقود الثلاثة الماضية، كما يقول الكاتب، تكشف معالم نمطي الفكر وأخطائهما ومخاطرهما... وكونهما يلتقيان في دعم وتحفيز صناعة الخوف من الإسلام في الغرب، وفي توسيع الفجوة الخلافية داخل مجتمعات العالم الإسلامي وفي جرّها للصدام مع الآخر (الغرب).
انتهاك قبر دايان
في هذا المقال يعلق الدكتور إبراهيم البحراوي على الانتهاك الذي تعرّض له قبل أيام قليلة من الآن قبر موشيه دايان، وزير الحربية الإسرائيلي أثناء حرب أكتوبر 1973، وذلك على أيدي عدد من الإسرائيليين الذين كتبوا على القبر بخط كبير "وزير التقصير... باسم الضحايا الذين سقطوا". ودلالة هذا التصرف، كما يرى الكاتب، هي أن أجيالاً إسرائيلية جديدة غير مستعدة لابتلاع المنطق الذي تروجه أبواق الدعاية الرسمية في محاولة لتعديل صورة الهزيمة التي أنزلها العرب بإسرائيل خلال الأيام العشرة الأولى من الحرب قبل أن تتدخل الولايات المتحدة بجسر جوي راح ينقل الطائرات الحديثة المزودة بأحدث أجيال الذخائر آنذاك. بمعنى أنه في الذكرى التاسعة والثلاثين لنصر أكتوبر العربي، يتضح أن الأجيال الإسرائيلية الجديدة غير مستعدة لابتلاع أكذوبة أن حرب أكتوبر انتهت بنصر إسرائيلي.
"بايدن" والخطاب السياسي المسموم
في هذا المقال ينتقد مايكل جيرسون المواقف التي كشف عنها جو بايدن، نائب الرئيس الأميركي، في المناظرة التي جمعته الأسبوع الماضي مع بول ريان، مرشح الجمهوريين لمنصب نائب الرئيس، خاصة فيما يتعلق بموضوعات رئيسية في السياسة الخارجية الأميركية في الوقت الحالي، مثل الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي، والموقف من البرنامج النووي الإيراني، والانسحاب من أفغانستان... لينتقل جيرسون من ذلك إلى القول بأن أداء بايدن سيتذكره المراقبون ليس لمضمونه فقط بل لنبرته أيضاً؛ فرغم صراحة بايدن وشفافيته في بعض الأحيان وحماسه التلقائي في أحيان أخرى، فإنه هذه المرة -يقول الكاتب- تجاوز كل الحدود، فقد بدا عليه أثناء المناظرة حبه المفرط للظهور والاستعراض، والشماتة في خصومه، بالإضافة إلى أنانيته وعجرفته... ولو كان الأداء أمام مرآة خاصة لكان محرجاً، فما بالك بنقاش على الملأ. ووفقاً للكاتب فإن ذلك الأداء المخجل عقّد مهمة أوباما بشكل آخر، حيث ينظر صقور الحزب الديمقراطي إلى مواقف بايدن وتصريحاته على أنها إنجاز لا يضاهى في الخطاب السياسي. لكن، ولأن النموذج الذي يقدمه بايدن كفيل بإقصاء أوباما من السباق الانتخابي، كما يرى جيرسون، فإن اللوم سيقع على أداء الرئيس نفسه ويحمل مسؤولية الإخفاق، كما سيكون من الصعب على أوباما استعادة خطاب التعاون الحزبي في الوقت الذي يحتفي فيه الديمقراطيون ببايدن وطريقته الفظة.