يتيح التسوق الإلكتروني فرصة أمام الأمهات كثيرات الانشغال بأطفالهن وأعمالهن والتزاماتهن الأخرى، اتخاذ أفضل قرارات الشراء بناء على وعي أكبر بالمنتج نظراً للمعلومات الإلكترونية المتوافرة حول المنتجات. ومؤخراً، أعلن عن أحد المواقع الذي انطلق من دبي كأكبر مجتمع إلكتروني لتسوق الأمهات والرضع في المنطقة. وهو متخصص بتقديم منتجات الأمومة والطفولة من الإمارات إلى البلدان المجاورة. ويتيح الموقع إجراء مقارنات سريعة وسهلة حول الأسعار والمواصفات والمعلومات الأساسية للمنتجات. آراء ومواصفات عن أهمية الوقت بالنسبة للأمهات، ولاسيما العاملات منهن كونها أماً لـ3 أبناء بينهم توأمان. تقول منى عطايا الرئيس التنفيذي للموقع «نرغب في أن نمنح أطفالنا الأفضل، ولكننا نتقيد غالبا بالظروف المحيطة والتي تمنعنا من الحصول على ما نريد بسهولة. ونحن نسعى من خلال الموقع إلى تقديم مجموعة واسعة من المنتجات بخيارات تراعي مختلف الفئات». وتشير إلى أن الجديد في الموقع أنه يتيح للمتسوقات فرصة المقارنة بين ما يصل الى 12 منتجاً حول السعر واللون والوزن وسواها من المواصفات. وكذلك يتضمن الموقع آراء المستهلكات والتي تشكل مصدراً إضافياً للمعلومات يفيد الأمهات في المنطقة. ويبين لهن المنافع المتعلقة بمواصفات محددة والعكس. وتتطرق عطايا إلى أهمية المقارنة واستعراض آراء العميلات، لأن ذلك يشعر المتسوقات بأنهن الجزء الأساسي للقرار في عملية الشراء. «أنا كنت محظوظة لأن عائلتي كانت معي عندما أنجبت توأمين، وقدمت لي المشورة والدعم، لكن هذا لا ينطبق على الجميع. لذا فإن المناقشات عبر مواقع التسوق من شأنها أن تساعد الأمهات الجدد على الشعور بأنهن لسن وحيدات عند اتخاذ قرارات الشراء لأطفالهن». وتذكر أن الموقع المذكور يقدم طيفاً من السلع تزيد عن 15,000 منتج، تغطي احتياجات الأمهات والأطفال والرضع. وتضيف «نحرص على أمن الموقع وسهولة استخدامه. مع تأكيدنا على توفير خيارات دفع سهلة إما عن طريق بطاقة الائتمان أو عبر PayPal أو نقداً عند التسليم السريع من يوم إلى 3 أيام داخل الدولة، ومن 7 إلى 10 أيام خارج الدولة». وتشمل المنتجات تجهيزات حضانة الأطفال من الملابس والاكسسوارات المنوعة، والألعاب التعليمية، والكتب، والأثاث، وعربات التنقل الآمن. جولة سريعة تذكر ريتا مونس، التي تصف نفسها بأنها مدمنة على التسوق الإلكتروني، أن عملية الشراء عبر الإنترنت قد تكون أحيانا كثيرة أقل كلفة من سواها. وتضيف «أنا شخصياً أفضل أن يكون لدي الوقت الكافي لانتقاء البضائع التي تلائمني وتلائم أسرتي مع إمكانية الاطلاع على الأصناف والأسعار المختلفة». وهذا برأيها ما لا يمكن تحقيقه بالسهولة نفسها عند اللجوء إلى أسلوب التسوق التقليدي. إذ باتت تنزعج من الازدحام المروري والبحث عن موقف لسيارتها في كل مرة تغير وجهتها للتنقل بين مراكز التسوق. وتقول «مع الوقت وجدت أنني أستمتع في القيام بجولة سريعة على مواقع التسوق، ولاسيما أن الصفحات الإلكترونية تخصص حيزا مهما للإعلان عن التنزيلات أو العروض الموسمية. وهذا كل ما أطمح إليه بأقل قدر من العناء والنفقات الإضافية». وبالأسلوب نفسه تدافع فاطمة المعمري عن التبضع الذي يتم بكبسة زر مما يتيح المزيد من الوقت للقيام بأمور والتزامات معيشية أخرى. وتوضح «فيما مضى كنت أخصص عدة أيام في الشهر للنزول إلى السوق واختيار الملابس والأحذية لي ولزوجي ولأبنائي. كان الأمر يبدو عادياً، ولكني كنت أشعر بالارهاق لأني أقوم بذلك بعد دوام العمل وأحياناً كثيرة من دون أن أحقق النتيجة المرضية. أما اليوم بعد انتشار مواقع الإنترنت المخصصة لعرض أحدث تشكيلات الموضة، فقد اختلف الأمر». وهذا جعلها تتجه شيئا فشيئا نحو النمط الجديد من التسوق والذي وجدته أنسب لظروفها وأفضل لجهة رضاها عن السلع التي تنتقيها على مهل. أكثر عصرية تعلق مروة خليل على سهولة التسوق عبر الإنترنت ولاسيما للأشخاص الذين يعرفون جيداً كيفية انتقاء المواقع الآمنة. وتشرح وجهة نظرها بالقول «صحيح أن الأمر يسير، غير أنني لا أنصح من ليس له خبرة كافية في التعامل مع النت بالقيام بمثل هذه المشتريات. والسبب أن أسلوب التسوق الإلكتروني يتطلب خبرة ودراية في عملية الاختيار». وتلفت إلى أنها على الرغم من قيامها بعدة عمليات شراء ناجحة، غير أنها في كل مرة تقوم بها بطباعة أرقام البطاقة الائتمانية لإتمام عملية السحب من حسابها، تشعر بالتوتر. «ولا أرتاح إلا بعدما تصلني البضاعة وأتأكد أن المبلغ الذي دفعته هو بالضبط ما تم سحبه من رصيدي». أما ولاء راشد التي تعمل في أحد المصارف، فتنظر إلى الشراء عبر الإنترنت من وجهة نظر عملية. قائلة «من الطبيعي مع تطور أساليب العيش، أن تبدأ المرأة بالتعامل الجدي مع الانترنت. فهذا العلم الذي اكتسح العالم، لم يكن إلا لتسهيل أمورنا وجعل حياتنا أكثر عصرية وراحة». وعن نفسها، فهي لا تفرق بين التسوق التقليدي والتبضع الإلكتروني، إذ تقوم بالاثنين معاً بحسب ظروفها. وتوضح «مع أنني أعشق التجول في المراكز التجارية والاطلاع على واجهات المحال التي تغريني للشراء، غير أن طبيعة عملي بدوامين تضطرني معظم الأحيان إلى تصفح مواقع التسوق وانتقاء ما يعجبني من سلعها سواء لأسرتي أو كهدايا للأصدقاء». حالة نفسية من جهة أخرى، كان لابد من التوقف عند آراء الرجال الذين يعتبرون أمر التسوق عبر الإنترنت من اختصاص النساء أكثر. ومعظمهم يقول إن هذا النوع من التبضع الإلكتروني يستهدف المرأة بالدرجة الأولى. ويذكر علي عبد الخالق، وهو متزوج حديثا، أن زوجته تكثر من الجلوس على جهاز الكمبيوتر بحكم وظيفتها كسكريتيرة في إحدى الشركات. ويضيف «لذلك فهي تدخل إلى مواقع تسوق كثيرة بقصد الاطلاع على أحد الابتكارات في عالم الديكور والموضة. ومع أنها لا تقوم بعملية شراء إلا بعد استشارتي، غير أنني لا أستسيغ هذا النوع من التسوق». والسبب برأيه يعود إلى الحالة النفسية، موضحا «عندما أتسوق من أي متجر وأقوم بالدفع النقدي، أشعر بالأمان. أما عبر الانترنت، فلا أجد أن عملية الشراء ترضيني». ويؤكد أن رأيه الشخصي قد لا ينطبق على شريحة واسعة من الناس، ومع ذلك ليس متحمسا للفكرة لا من قريب ولا من بعيد. على النقيض، يتحدث مروان الشماع الذي يشجع على الشراء الإلكتروني لأنه أمر بديهي بالنسبة له. «فمن المعيب أن نكون في عصر التكنولوجيا التي ملأت الدنيا وشغلت الناس، وأن نستمر في الكلام عن خشيتنا من التبضع بواسطة الإنترنت». وهو يقوم من وقت لآخر بالشراء من الوكالات الأجنبية في الخارج لأنه يجد أسعارها أرخص. ويوضح «طالما أنني أعرف ما أريده جيدا، فإن النماذج التي أراها على النت تمكنني من حسن الاختيار». ويرى أن أمر اتخاذ القرار لجهة التبضع الإلكتروني لا يحتاج إلى الكثير من الوقت عند الرجال، بعكس المرأة التي تترد كثيرا قبل الضغط على زر الشراء. ويعلق «لا أستغرب أن النساء يحققن أعلى نسبة في هذا النوع من التبضع، لأن معظمهن يستعملن بطاقات الإتمان الخاصة بالأزواج».