السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يوسف وهبي ابن الباشا عشق الفن ليحصد لقب «عميد المسرح العربي»

يوسف وهبي ابن الباشا عشق الفن ليحصد لقب «عميد المسرح العربي»
28 أكتوبر 2011 03:14
مرت الذكرى التاسعة والعشرون لرحيل عميد المسرح العربي يوسف وهبي في هدوء شديد، رغم أنه واحد من الفنانين القلائل الذين يزداد توهجهم بمرور الزمن، خصوصاً وأن الكثيرين من الفنانين عبر أجيال مختلفة يعتبرونه جامعة فنية كبيرة للإبداع، لأنه جمع بين التأليف والإخراج والإنتاج والتمثيل بمهارة فائقة سواء في اللون التراجيدي أو الاجتماعي أو الكوميدي وهو ما أهله ليحمل العديد من الألقاب. (القاهرة) - حرص وهبي طوال مشواره على أن ترتقي أعماله بالمستوى الثقافي والاجتماعي للجمهور ومنها أفلامه التي عكست الواقع في حقبة الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي ومنها “ابن الحداد” و”ابن الفلاح” و”الأفوكاتو مديحة” ولم يقتصر نشاطه الفني على مصر، ولكنه امتد الى مختلف الأقطار العربية لتعريفها فن التمثيل. نشأ يوسف عبد الله وهبي المولود في 14 يوليو عام 1898 في محافظة الفيوم، “90 كيلو مترا غرب القاهرة”، في بيت من بيوت علية القوم ذوي الشأن المادي والأدبي، لأب كان يعمل مفتشاً للري بالفيوم وهو صاحب فكرة حفر ترعة عبد الله وهبي بالفيوم، والتي حولت آلاف الأفدنة من الأراضي الصحراوية إلى أراض زراعية. كما أنشأ أكبر مسجد بالفيوم في ذلك الوقت وكان الأب يريـد للابن أن يصبح فلاحاً مثله ولكن عشـقه للتمثيل الذي شغف به لأول مرة في حياته عندما شـاهد فرقة الفنان اللبناني سليم القرداحي في سوهاج، دفعه بعيداً تماماً عن هذا الطريق ووسط دهشة عائلته كلها التحق بالسيرك للعمل كممثل وهو ما أغضب والده وقام بطرده، خصوصاً وأن أصحاب مهنة التمثيل لم يكن معترفا بشــهادتهم أمام محـاكم الدولة في ذلك الوقـت ثم ألحقه بالمدرسة الزراعية في محاولة منه لإصلاحه وتهذيبه، ولكن يوسف لم يسـتجب وهـرب إلى إيطاليا لتعلم المسـرح بإغراء من صديقه محمد كريم ولم يعد إلى مصـر إلا بعد أن وصـله خبر وفاة والده الباشا عام 1921 والذي ترك له ولأخوته ثروة كبيرة. معربة ومقتبسة وبميراثه عن والده كون فرقة “رمسيس” المسرحية التي ضمت عدداً من عمالقة التمثيل ومنهم حسين رياض وأحمد علام وفتوح نشاطي ومختار عثمان وعزيز عيد وزينب صدقي وأمينة رزق وفاطمة رشدي وعلوية جميل، وقرر تقديم شيء مختلف عما كان يقدمه مشاهير المسرح في ذلك الوقت أمثال علي الكسار ونجيب الريحاني وقدم من خلال فرقته أكثر من 300 رواية مؤلفة ومعربة ومقتبسة من روائع الأدب الفرنسي والإيطالي والإنجليزي مخالفاً بذلك ما كان يقدم من مسرحيات. وكانت أولى مسرحياته “المجنون” التي عرضت على مسرح راديو عام 1923، وأتبعها بـ “كرسي الاعتراف” التي نقلها لاحقاً إلى الشاشة الفضية مثلما فعل مع مسرحيات أخرى منها “راسبوتين” و”المائدة الخضراء” و”بنات الشوارع” و”أولاد الفقراء” ومن بين روائعه المسرحية “عطيل” و”سر الحاكم بأمر الله” و”يوليوس قيصر” و”الدنيا مسرح كبير” و”بيومى أفندي” و”هاملت” و”أولاد الفقراء” و”اليتيمان” و”نحن وأنتم” و”غادة الكاميليا” و”حدث ذات ليلة” و”الجريمة والعقاب” و”المجنون” و”عريس في علبة” و”شجرة الدر” ويؤكد كثيرون أنه أول من أدخل فكرة الموسيقى التصويرية قبل رفع الستار وهي التي لم تكن معروفة إلا في أكبر المسارح العالمية. أول فيلم ناطق وكون مع المخرج محمد كريم عام 1930 شركة سينمائية باسم “رمسيس فيلم” بدأت أعمالها بفيلم “زينب” في نفس العام، وفي عام 1932 أنتج “أولاد الذوات” الذي كان أول فيلم عربي ناطق، علماً بأنه اقتبسه عن إحدى مسرحياته الناجحة، وقام بكتابة سيناريو وحوار الفيلم ولعب بطولته وأخرجه محمد كريم، وفي عام 1935 كتب فيلمه “الدفاع” وأخرجه بالتعاون مع نيازي مصطفى، وفي عام 1937 قدم فيلمه الثالث “المجد الخالد، وكان فيه المؤلف والبطل والمخرج، وأعقبه بتأليف ثلاثة أفلام أخرجها توجو مزراحي وهي “ليلة ممطرة” و”ليلى بنت الريف” و”ليلى بنت المدارس”. وعقب نجاحها الكبير كتب عام 1944 فيلم “غرام وانتقام” الذي أخرجه بنفسه ولعب بطولته أمام الراحلة أسمهان، وحصل على لقب “البكوية” عقب حضور الملك فاروق أول عرض للفيلم في دار سينما ريفولي وأتبعه بـ 30 فيلماً قام بإخراجها، ونحو 40 أخرى قام بتأليفها وشارك في بطولة أكثر من 60 فيلماً منها “اعترافات زوج” و”غزل البنات” و”مفتش المباحث” و”المجد الخالد” و”الحب الكبير” و”ليلة ممطرة” و”إشاعة حب” و”المهرج الكبير” و”عريس من إسطنبول” و”سفير جهنم” و”البحث عن فضيحة” و”رجل لا ينام” و”شنبو في المصيدة” و”ميرامار” و”زمان يا حب” و”إسكندرية ليه؟” الذي قدمه عام 1979، وجسد فيه شخصية اليهودي العجوز الذي يعشق مصر بعد أن عاش كل حياته فيها، وكانت المرة الأولى التي يقوم فيها ممثل بأداء شخصية اليهودي بعد ثورة 1952. كما شارك في عدد من المسلسلات منها “كيف تخسر مليون جنيه” عام 1978 و”أيام لا تضيع” عام 1980، و”صيام صيام” عام 1981 وأدى جميع مشاهده فيه على الفراش لشدة مرضه. نقيب للممثلين وانتخب يوسف وهبي نقيباً للممثلين عام 1953 وعمل مستشاراً فنياً للمسرح بوزارة الإرشاد وحصل على وسام تقدير من مجلس قيادة الثورة ، ووسام الاستحقاق من الطبقة الأولى عام 1960، وجائزة الدولة التقديرية عام 1970، ودرجة الدكتوراه الفخرية عن مجمل عطائه للفن عام 1975 ووسام “الجراند اوف سيسيه” من ملك المغرب، كما منحه بابا الفاتيكان وسام “الدفاع عن الحقوق الكاثوليكية” وهو أول مسلم يحصل على هذا الوسام. سكتة قلبية مفاجئة لم يرزق يوسف وهبي بالأولاد وقضى أيامه الأخيرة وحيداً تقريباً ومن دون أن يطرق بابه أحد، باستثناء الأوفياء من أصدقائه وتلاميذه ومنهم عمر الحريري وأمينة رزق، ودخل مستشفى المقاولون العرب في الأول من أكتوبر عام 1982 إثر إصابته بكسر في عظام الحوض نتيجة سقوطه في الحمام، وتوفى أثناء تلقيه العلاج في 17 أكتوبر من نفس العام إثر إصابته بسكتة قلبية مفاجئة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©