المهدي الحداد (الرباط)
أخلف أولمبيك أسفي الموعد، وتوقف اضطرارياً بمحطة دور الثمانية لكأس محمد السادس للأندية الأبطال، عقب هزيمته إياباً بملعبه أمام اتحاد جدة السعودي بهدف نظيف، ليغادر البطولة، بعدما أضاع فرصة ذهبية لدخول التاريخ، ولم يستفد من تعادله الإيجابي ذهاباً بهدف لمثله، تاركاً بطاقة العبور للاتحاد، الذي سيلاقي مواطنه الشباب في نصف النهائي.
وطغى التسرع وسوء التركيز على أداء لاعبي أولمبيك أسفي في المباراة، والتي سيطروا فيها على مجمل الفترات، وهددوا مرمى الحارس القرني منذ البداية، عبر الثنائي الهجومي خابا ومورابيط، لكنهم افتقدوا للمسة الأخيرة والفعالية في إنهاء المحاولات، عكس الاتحاد الذي فرض انضباطه التكتيكي، وأجاد الهجمات المركزة والخطيرة، ليستغل إحداها القناص البرازيلي رومارينهو، ويسجل الهدف الوحيد في الدقيقة 49، بعد أن لدغ الكرة بكعب قدمه في المرمي، قبل أن يتراجع الفريق للوراء لتأمين النتيجة مع المرتدات السريعة، التي كادت أن تأتي بالهدف الثاني أكثر من مرة عبر ليوناردو ورومارينهو، ورغم تغييرات أولمبيك وهجومه الكبير في آخر الدقائق إلا أنه لم يفلح في التعادل، بعدما صمد الدفاع السعودي، وفشل زملاء العميد مورابيط في استثمار بعض الفرص، ليعلن الحكم عمار الجنيبي عن نهاية القمة بحسرة وبكاء مغربي، وفرحة سعودية بانتزاع التأهل.
وساد الحزن والألم على جمهور الفريق في مدينة أسفي الصغيرة، والتي كانت تحلم بمواصلة المغامرة العربية، وبدا الجميع في حالة صدمة عقب الإقصاء غير المتوقع من أغلبية المشجعين، كون «القرش» نادراً ما يسقط بميدانه، ويستسلم في هكذا مباريات تميل فيها الكفة لصالحه، في وقت اعتبر فيه النقاد أن النادي لا يملك خبرة البطولات الخارجية، وغير معتاد على الضغط، ولم يستطع تحمل الأصوات المرتفعة، وسقف المطالب العالية بحيازة اللقب، وعانى من فقر التركيبة البشرية وغياب لاعبين مخضرمين، عكس الاتحاد الذي انتصر وتأهل ببصمة الأجانب.
وقاطع مدرب أولمبيك أسفي، محمد الكيسر، المؤتمر الصحفي بعد المباراة، ولم يقو على مواجهة الصحفيين والانتقادات، وترك مهمة التعقيب لمساعده محمد خربوش، والذي قال عن الإقصاء: «يبدو أن الاتحاد درسنا جيداً، وأغلق الأبواب في وجهنا، هو فريق متمرس وبأسماء عالمية، سجل هدفاً في وقت حساس بعد خطأ دفاعي، ورغم ذلك كنا قريبين في أكثر من مناسبة من التسجيل، لن نختبئ وراء الأعذار، ولا توجد مبررات للإقصاء، تحملنا الضغط كثيراً وحاولنا الاشتغال على الجانب الذهني، عموماً أشكر اللاعبين الذين قدمواً مجهوداً كبيراً منذ بداية البطولة، ونعتذر للجماهير الغاضبة والحزينة، وأدعو الكل لطي هذه الصفحة بسرعة، والتركيز على مباريات الدوري».
بينما أكد المدرب المؤقت لاتحاد جدة، بيتر هامبورج، أنه توقع الخطة التي سيلعب بها الخصم، ووضع لها الخطة المضادة ونجح فيها، مشيراً أنه فخور بلاعبيه الذين لعبوا بشكل جماعي، وأدوا بصورة متكاملة واستحقوا العبور.