29 يناير 2012
(أبوظبي) - عاد مؤخراً إلى أبوظبي طائر مرزة البطاح، الذي أطلقته هيئة البيئة في أبوظبي يناير الماضي من محمية الوثبة بعد أن تم تزويده بجهاز إرسال يسمح بتعقبه عبر الأقمار الصناعية، ليقضي كعادته فصل الشتاء في دولة الإمارات.
ومن المرجح أن يبقى الطائر في الدولة من شهرين إلى 3 أشهر قبل أن يعود مرة أخرى إلى كازاخستان، وذلك وفقاً للبيانات التي جمعها الباحثون بالهيئة عبر جهاز البث الأرضي والفضائي.
وقال الدكتور سالم جاويد مدير قسم المحافظة على الطيور في هيئة البيئة بأبوظبي، إن طائر مرزة البطاح هو من بين مجموعة كبيرة من أنواع الطيور المهاجرة التي تحط الرحال في المواقع الرئيسة في مختلف أنحاء الدولة لقضاء فترة الشتاء، حيث تتوافد إلى الدولة أنواع مختلفة من الطيور تتراوح بين الطيور المائية والطيور البرية، وبين الجواثم الصغيرة والطيور الجارحة الكبيرة وطيور النحام.
وأضاف جاويد لـ “الاتحاد” أنه يمكن خلال هذا الفصل مشاهدة هذه الطيور المهاجرة بشكل واضح، خصوصا على طول الساحل، حيث تحط العديد من الطيور المائية في المناطق الساحلية بهدف الحصول على الغذاء، والراحة وقضاء بقية فصل الشتاء. ويشمل هذا الطيور الصغيرة مثل الدريجة الصغيرة وصولاً إلى الطيور الكبيرة مثل طيور النحام الكبير.
وأوضح جاويد أنه من بين أكثر من 440 نوعاً من الطيور المسجلة في الدولة، هناك 70% منها من أنواع الطيور المهاجرة، علماً بأن هناك نوعين من الطيور المهاجرة، النوع الأول هو الذي يأتي إلى حد كبير خلال أشهر الشتاء من أوروبا وآسيا الوسطى لقضاء فصل الشتاء أو يتوقف في طريقه إلى مناطق إشتائه في أفريقيا، حيث إن بعض الطيور المهاجرة تبقي في الدولة لمدة 3-5 أشهر، إلا أن بعضها يعبر الدولة لإكمال مسار هجرته، والنوع الآخر هو عبارة عن مجموعة من الطيور المتكاثرة التي تزور الدولة في فصل الصيف، وبشكل رئيسي الطيور البحرية، والتي تأتي من المحيط الهندي للتكاثر.
وقال إن الأيام القليلة المقبلة ستشهد انتشار مراقبي الطيور في مختلف أنحاء الدولة في عدد من المواقع الرئيسية لرصد هجرة الطيور على مدى يومين كاملين، حيث سيقومون بتعداد وإحصاء أعداد الطيور في وقت واحد من مختلف المواقع المهمة في جميع أنحاء الدولة، ما يعطي مؤشراً على وفرة ومدى انتشار الطيور بشكل عام والطيور المائية بشكل خاص.
وكشف تعداد الطيور المائية، الذي أجرته هيئة البيئة – أبوظبي بالتعاون مع شركائها من الجهات المعنية خلال العام الماضي، أن أربع مناطق رطبة تعتبر من أكبر المواقع الرئيسية لتجمع الطيور في الدولة (وتشمل بوالسياييف، وخور البيضا، وخور الخوير، ورأس الخور) تتعرض لضغوط بسبب الأنشطة البشرية والتطور العمراني على السواحل، ما يؤدي إلى خطر فقدان موائل هذه الطيور.
يذكر أن التعداد الدولي للطيور المائية يقام سنوياً بالتنسيق بين هيئة البيئة - أبوظبي وجمعية الإمارات للحياة الفطرية والصندوق العالمي لصون الطبيعة ولجنة الإمارات لتسجيل الطيور وبلدية الفجيرة، حيث يتم خلاله عد وحصر الملايين من أنواع الطيور المائية في الدولة، الأمر الذي يسهم في جمع البيانات الأساسية عن موائل الأراضي الرطبة وأنواع الطيور المختلفة بالدولة.، إضافة إلى فهم المواقع الرئيسة واتخاذ الإجراءات المناسبة للحفاظ على الأنظمة البيئية.
كما يقدم معلومات عن حالة واتجاهات الطيور وحالة المواقع المهمة بشكل يتماشى مع تطبيق الاتفاقيات الدولية الموقعة من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة والتي تشمل اتفاقية التنوع البيولوجي، واتفاقية “رامسار” للأراضي أو المناطق الرطبة.