13 أكتوبر 2012
سلمان كاصد (الاتحاد) - مخرج مسرحي وسينمائي، له بصماته في عالم الإبداع الإماراتي، يطمح إلى أن يكون اسما مؤثرا في عالم المسرح والسينما، له أعمال مهمة اشتغل فيها المسرح والسينما وبخاصة مسرحياته “عيناها” و”حاول مرة أخرى” و”حرقص”، وفي مجال السينما “حنة” و”ما تبقى” و”عربة الروح”. كما فازت أعماله المسرحية ومنها “خذ الأرض” بجائزة التأليف المسرحي وغيرها الكثير، وعرضت له مسرحية “هواء بحري” فرقة قصور الثقافة المصرية، وقد فازت بالمركز الثاني بمهرجان الاسكندرية المسرحي بمنافسة شديدة مع سبع فرق مسرحية مصرية.
صالح كرامة العامري الاسم الذي يذكرنا بأنه أول من أخرج فيلما إماراتيا طويلا، رجل دؤوب يعرف كيف يؤدي دوره في العمل الإبداعي، وكيف لا يكون كذلك؟ وهو المخرج الذي نال العديد من الجوائز المحلية والعربية واشتركت أعماله في أهم المهرجانات العالمية.
صالح كرامة العامري يقود الآن إدارة مسابقة أفلام الإمارات في مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي في دورته السادسة.
من هذه الزاوية المهمة، نحاور العامري لنكشف عن رؤاه لمستقبل المسابقة أولاً، ولنعرف منه كيف يفكر في مفاصل جديدة تضاف إلى واقع المهرجان ككل، وعليه فإن العامري يمتلك عناصر كثيرة تجعله يفكر بشكل مختلف في دفع هذه المسابقة نحو آفاق أوسع.
علامة مضيئة
وفي حوار مع “الاتحاد”، قال صالح كرامة العامري: “إن مهرجان أبوظبي السينمائي في دورته السادسة يشكل علامة مضيئة في خارطة المهرجانات العربية والدولية لعدة أسباب، وهي أولاً: موقعه الخاص في المنطقة كونه إضاءة ثقافية من نوع جديد تضطلع بها أبوظبي، مما يجعل المهرجان ذا نكهة خاصة، بعد أن أصبحت أبوظبي منارة علمية ومعرفية مهمة، تشخص إليها الأبصار من كل بقاع العالم”.
ويواصل العامري: “وهُناك دليل واضح على ذلك عبر مشاركة وجوه عالمية كبيرة في نشاطات المهرجان، واحتفاء الثقافة السينمائية العربية بمشاركتها السنوية فيه”.
وأضاف: “لقد احتفى المهرجان اليوم بشخصية مديره علي الجابري كونه أوَّل مدير لقيادة فريق العمل في المهرجان، وهو يتحمل مسؤولية إبداعية مهمة لم نعهدها من قبل، هذا بالإضافة إلى دخول كادر كبير من المواطنين في ميدان قيادة المهرجان، عبر لجان التحكيم والمسؤولية الإدارية لمفاصل المهرجان”.
ويرى صالح كرامة العامري أن هُناك مجموعة كثيرة من الاقتراحات والمشاريع التي تتصل بالمهرجان وفعالياته سوف تتحقق على المدى القريب، ومنها إصدار مجلة نقدية مواكبة للمهرجان يديرها نقاد عرب من الذين يحضرون إلى المهرجان، ويساهم فيها النقاد والصحفيون والكتاب لتحليل الأفلام وعرضها للجمهور، كما يرى العامري أن تنفيذ المهرجان لورش تدريبية وتحديداً في الإضاءة مفتوحة للمتخصصين والسينمائيين، ومن يسبق إدراج اسمه فيها كي تكون أكثر تنظيماً، هذه الاقتراحات على مستوى المنجز المستقبلي”.
عالم السينما
كذلك يرى العامري أن إصدار كتب تخص عالم السينما صار أمراً مهماً يرافق فعاليات العروض في المهرجانات السينمائية العالمية، ولهذا من الضروري أن يتوجه المهرجان مستقبلاً لهذا الحقل.
وعلى مستوى إدارة صالح كرامة العامري لمسابقة أفلام الإمارات تحدث عن ذلك، ملخصاً رؤيته بأن المسابقة قد حققت قفزة نوعية لما نشاهده من منجز سيقدم للجمهور ليحكي قصة نشأة وخطوات السينماء في المنطقة والإمارات بخاصة.
وعن مساهمات هذا العام يقول العامري: “قدم إلى المسابقة عدد كبير من الأفلام وصل إلى 184 فيلماً قصيراً، وتم اختيار 44 فيلماً بين الوثائقي والروائي القصير والطلابي، وتم استحداث محطات مهمة لعرض أفلام ذات وقع خاص نحتفي بمخرجيها، ولكي نري العالم ما أنجزه هؤلاء الشباب، وأجد أن ميزة محطات قد تسلط الضوء على عمل قد أنتج قديماً، لم يحالفه الحظ بأن يدخل المسابقة من قبل، وربما حاز عدة جوائز ولم يسعفنا الوقت لمشاهدته، لذا، فإن إعادته في المهرجان تعني الاحتفاء به ومن الممكن استضافة مخرجه ليتحدث عن تجربته في إخراج الفيلم وجهوده السينمائية فيه.
المخرجات الإماراتيات
وتحدث العامري عن ما لفت نظره في أفلام مسابقة هذا العام، وهو وجود مجموعة من المخرجين بدأوا يتحسسون طريقهم إلى عالم السينما بشكل مدروس وتقني ومعرفي مهم، مما يجعلك تنتظر الكثير من هؤلاء.
وقال: “هُناك مجموعة من المخرجات الإماراتيات، وبالتحديد خريجات الإعلام من استطعن أن يقفن خلف الكاميرا، وهذه ظاهرة متطورة تدل على مدى التحضر والمعرفة السينمائية التي بدأت تدخل العالم النسوي”.
وتحدث العامري عن كيفية اختيار لجان التحكيم ومدى موضوعية هذه اللجان لفحص الأعمال المقدمة في مسابقة أفلام الإمارات، وقال: “إن لجان التحكيم أصبحت معروفة على مستوى العالم العربي، ويتم اختيارها من أسماء لها مصداقيتها وثقافاتها السينمائية، ونثق بأفلامها وبحياديتها وعليه أجد أن هذه اللجنة التي تشكلت في مسابقة أفلام الإمارات تعد لجنة متقدمة ولها إسهاماتها الثقافية المهمة”.