13 أكتوبر 2012
إيهاب الرفاعي (المنطقة الغربية) – نجح مواطن من المنطقة الغربية في زراعة الزنجبيل داخل مزرعته المائية الكائنة في مدينة ليوا، إلى جانب نجاحه في زراعة أنواع أخرى من الخضروات والبطاطس بدون التربة التقليدية.
وأوضح صالح محمد المنصوري في تصريحات لـ”الاتحاد” أن نتائج التجربة الأولية التي أجراها على زراعة الزنجبيل داخل التربة التقليدية لم يكتب لها النجاح، على عكس النتائج التي تحققت من زراعة الزنجبيل داخل المزرعة المائية حيث كانت نسبة النجاح في أول محاولة للزراعة عالية جداً، وهو ما أعطاه دافعاً قوياً لمواصلة زراعتها ولكن بمساحات أكبر، خصوصاً أن الزنجبيل يعتبر من المحاصيل الاقتصادية التي يمكن أن تحقق عائداً اقتصادياً كبيراً وربحاً مادياً عالياً من زراعتها.
وتناول المنصوري تجربته في زراعة الزنجبيل، مشيراً إلى أنه قام بتقطيع الزنجبيل العادي وقام باستخلاص البراعم “العيون” منه، قبل أن يقوم بتجفيفها تحت أشعة الشمس وبعدها يتم زراعتها في بيئة معتمة، وبعد ظهور البراعم يتم نقلها إلى البيئة المائية الدائمة ومتابعتها بالمغذيات حتى تكتمل دورة زراعتها التي تستغرق من 4 إلى 8 أشهر، ويفضل زراعتها خلال شهر سبتمبر.
وأكد أن النبات لا يحتاج إلى أي إضافات أخرى باستثناء المغذيات التي تتوافر في مغذ محلي يضم كل العناصر الغذائية الموجودة في التربة الخصبة.
وأشار إلى أن اختلاف طبيعة المناخ الملائم لزراعة الزنجبيل في موطنه الأصلي وطبيعة المناخ داخل دولة الإمارات كانا من أكبر التحديات التي واجهته عند بدء التجارب ولكنه تمكن من التغلب على هذه المشكلة من خلال توفير بيئة أقرب ما تكون من البيئة الطبيعية للنبات عبر الزراعة المائية، وهو ما أسهم في نجاح التجربة، مضيفاً أن تجربته لم تخل من التحديات والصعوبات ولكن هذه المعوقات يمكن تفاديها وتجاوزها بسهولة خاصة إذا ما أصاب النبات بعض الآفات الفطرية وهو ما حدث معه أثناء الزراعة وتغلب عليه برش النبات بمبيد فطري مناسب نجح في القضاء على هذه الآفات ليكمل النبات دورته بنجاح.
وقال المنصوري إنه يقوم حالياً بزراعة دونم من مزرعته بالزنجبيل ويتوقع أن يكون المحصول 750 كيلوغراماً، لافتاً إلى أن تجربته الأخيرة اعتمدت على زراعة كيلوغرامين من البراعم، وحققت إنتاجاً بلغ 15 كيلوغراماً.
وأضاف المنصوري أنه يعتبر مزرعته المائية معمل أبحاث لزراعة أنواع جديدة غير مألوفة زراعتها في التربة الإماراتية أو مناخ الدولة، مبيناً أن أغلب تجاربه كتب لها النجاح، بعد أن تمكن من زراعة أنواع مختلفة من الخضراوات. كما نجحت زراعة التين داخل المزرعة بشكل كبير، ويقوم حالياً بتجارب لزراعة الموز في المزرعة المائية، ورغم أن التجربة مستمرة ولم تكتمل بعد، إلا أن النتائج الأولية مبشرة وستحقق نقلة نوعية إذا ما نجحت التجربة، خاصة أنها ستكون فرصة استثمارية كبرى نظراً لما ستحققه من عائد مادي واقتصادي للمزارع في حالة نجاح زراعتها.
وأكد صالح المنصوري أن زيارة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية لمزرعته كانت أكبر حافز له وقدمت له الدعم المعنوي الكبير الذي استمد منه القوة لمواصلة تجاربه الزراعية داخل مزرعته وتحقق لأغلبها النجاح، مضيفاً أن مزرعته مفتوحة لجميع السكان والأهالي ومن يرغب في الاستفادة من تجربته.
ويعد نبات الزنجبيل من العائلة الزِّنجبارية، وهو أصلاً من نباتات المناطق الحارة، يحتوي على زيت طيار، له رائحة نفاذة وطعم لاذع. يكثر في بلاد الهند الشرقية والفلبين والصين وسريلانكا والمكسيك.
وللزنجبيل فوائد عديدة ومتعددة، سواء في مجالات الطب او غيرها من المجالات الاخرى، حيث يستعمل منقوعه قبل الأكل كمهدئ للمعدة وعلاج النقرس، كما أنه هاضم وطارد للغازات، ويستعمل لتوسيع الأوعية الدموية، وزيادة العرق والشعور بالدفء وتلطيف الحرارة، وتقوية الطاقة الجنسية، ويستعمل لانتفاخ البطن ومغص الحيض والغثيان.
كما يستخدم كتوابل في تجهيز الأطعمة ومنحها الطعم المميز ويضاف إلى أنواع من المربّيات والحلوى، ويضاف إلى المشروبات الساخنة كالسحلب والقرفة.
افادت دراسة حديثة أن الزنجبيل قد يساعد في تخفيف آلام الصداع الناتجه عن التوتر النفسي، وأوضح الباحثون أن فعالية الزنجبيل تكمن في قدرته على تقليل إنتاج مركبات (بروستاجلاندنيز) المسببه للألم في الجسم، فضلاً عن كونه راخياً للأعصاب والعضلات، حيث يساعد على الاسترخاء وتخفيف التوتر، لذلك فهو يسهم في تخفيف آلام الصداع الخفيفة :ولكن مزجه مع البابونج وزهرة الزيرفون يعطي مشروباً أقوى وأكثر فعالية في إزالة الصداع والتشجيع على الاسترخاء.