19 فبراير 2010 20:19
شهد بيت العود العربي، مساء أول أمس الخميس، الحفل الفني لطلبة آلة العود وآلة القانون، وتم تقديم هذا الحفل الموسيقي بإشراف الفنان نصير شمه، بحضور أهالي الطلبة المتفوقين وعدد من محبي موسيقى هاتين الآلتين العريقتين في تاريخ الموسيقى العربية، وكانت المفاجأة الجميلة حضور الفنان المحبوب زياد الرحباني، الذي حياه الفنان شمه في ختام الحفل قائلا: “أرحب بالفنان الموهوب زياد الرحباني، وزياد اسم لا يحتاج إلى تعريف لأن تجربته من أهم التجارب الموسيقية، ليس فقط مع السيدة فيروز، وإنما كل تجربة قدَّمها كانت منعطفا في حياته وحياة محبيه. أنا أعتبر الموسيقى موسيقى ليست شرقية ولا غربية، وأنا سعيد بأن يكون زياد بيننا، ويطلع على تجاربنا المتواضعة”.
ثم تحدث الفنان شمه مرحبا بالحضور، وقدم كلمة موجزة عن المعهد جاء فيها: “شرفتم هذا الحفل الخاص بالمتميزين 99% وهم من طلبتنا الذين جاؤوا من خارج المعاهد الموسيقية، وقد ابتدأوا من الصغر وأصبحوا يقدمون مهاراتهم، كما أن هناك ورشة في بيت العود يشرف عليها ويديرها عمر فوزي، وهذا يعني أن المشروع يدير نفسه بنفسه، وسوف يفتتح قريبا، بعد العود، القانون، الناي، السنطور، الجوزة، وسنقبل الأطفال من سن السبع سنوات، هم الأكثر مواهب، بل يستوعبوا من خمس سنوات، سوف أقدمهم في حفلتي في باريس 10 /9 “.
في هذا الحفل قدم الطلبة المتفوقون 13 معزوفة على آلة القانون، وآلة العود منفردتين أو بشكل مجموعات مشتركة، والمعزوفات التي قدمت كانت من تأليف نخبة من أعلام الموسيقى العربية والأجنبية، منهم محمد عبد الوهاب في مقطوعتين: “أمل حياتي” و”دارت الأيام”، أدتهما مجموعة القانون في فقرتين منفصلتين، وكذلك رياض السنباطي في مقطوعتين: “القلب يعشق كل جميل” أدتها مجموعة القانون، “افرح يا قلبي” أداها الثلاثي شيرين تهامي، وبشار عبد الستار وحسين الشيخ على العود والقانون والناي.
ثم أدى محمد دحي معزوفة “كابرس” من تأليف عبقري العود جميل بشير، كما أدى محمد عصام معزوفة “شقاوة أصبع” من تأليف سيد رجب، أما الثنائي عزة زعرور وهزاز إبداح فقد أدتا معزوفتين: “يا ستي يا ختيارة” من التراث و”لاموني يللي غاروا مني” من تأليف الهادي جويني، كما أدى الثنائي زينة وبسام عبد الستار “فالس شت عربان” من تأليف جميل بيك الطمبوري، وقدم الموسيقي فيصل الساري معزوفة لمدة عشر دقائق من تأليف جون سيرانو. وضم الحفل أربع معزوفات من تأليف الفنان نصير شمه، الأولى “النخيل” أداها كريم عهدي وهو ابن 8 سنوات، والثانية “لو كان لي جناح” أداها إياد الخالدي، المقطوعة الثالثة “جدارية الحياة” أداها على القانون والعود محمد طبارة وأديب حماته، وكانت الرابعة “على جناح فراشة” معزوفة الختام أداها أحمد الشيخ، 9سنوات ونصف، ورافقه في أدائها أستاذه الفنان أحمد شمه. وأوضح الفنان نصير شمه: “هذه الحفلة من الحفلات التحفيزية التي تزيل هاجس ملاقاة الجمهور، وهنا يمكن التغاضي عن الخطأ، أما على المسرح فغير مسموح بالخطأ، إننا نقدم التجارب المتميزة، مما يؤهل الطالب للأفضل، وقد قمنا بإصدار نشرة “العازف” لتزيد في تعميق الثقافة العامة، وسوف نفتح خلال شهر فيللا كبيرة بحيث يكون المكان واسعا ويستوعب كل الطلاب والآلات الجديدة، وسيكون عندنا عدد كبير. إن مشوار الموسيقى ليس سهلا”.
وأكد شمه: “هناك في 4/4 سأقدم تجربة جديدة للعود مع الأوركسترا السيمفونية من مؤلفات غربية: “روسيني”، “باكانين”، “رورديكو” بقيادة أوركسترا فينا، ومن مصر بقيادة أحمد الصعيدي، وهي نشاطات سيشهدها قصر الإمارات في أبوظبي، وهناك عمل كبير سيقدم في دمشق أيضا”.
ومن محبي الموسيقى وجمهور الحضور فاديا خلف، مدرسة في إحدى الجامعات في أبوظبي من تونس تقول: “عندما أدخل إلى بيت العود أشعر بالراحة، هذه الحفلات تعمل على التعويد على سماع وتذوق الموسيقى، ويزيد الاهتمام من الأهالي لمتابعة إن كان عند أبنائهم مواهب أن يهتموا بهم، كما أن الغربيين هنا في أبوظبي يأتون ويتعرفون على الموسيقى الشرقية، بيت العود في أبوظبي وحيد من نوعه، عندما يأتي لعندنا زوار من الغرب يكون أحد أهداف زيارتهم، أنا في تونس تعلمت العزف على العود، لكن لا يوجد معهد خاص هناك لتعليم موسيقى العود”
المصدر: أبوظبي