25 أكتوبر 2011 12:24
أكد عدد من الأطباء أن نسبة الرجال المترددين إلى مراكز التجميل الخاصة بلغ 20 %من إجمالي المراجعين الذين يطلبون جراحات تجميلية لإصلاح ما يعتبرونه عيوباً شكلية، في حين استحوذت النساء والفتيات على نسبة الـ 80 % ، وتركزت رغباتهن التجميلية في إبر البوتكس، ونفخ الخدود وشد الوجه، بالإضافة إلى تغيير حجم الثدي. وتعالت صيحات المختصين محذرة من تسبب اهتمام وسائل الإعلام بمتابعة الفنانات والمشاهير في زيادة الإقبال على التقليد، ومجاراة الموضة خاصة من قبل الفتيات الصغيرات، مطالبين الأطباء بعدم المبالغة في الاستجابة لمطالبهن. فيما فرق المركز الرسمي للإفتاء بين أمرين بخصوص عمليات التجميل، حيث أباحها للزوجة التي تقدم عليها من أجل إرضاء زوجها من دون أن تغير في شكلها، أما بالنسبة لغير المتزوجة أو المخطوبة فهو تزييف في حقيقة أمرها، ويدخل ضمن الخديعة.
قالت خبيرة التجميل ليلى خالد: الجمال مطلب كل امرأة، وليس عيباً أن نجمل أنفسنا، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار ما بات يدخل لبيوتنا من ممثلات وفنانات نتيجة الأفلام المدبلجة، التي تذاع على مدار الساعات على شاشاتنا، ولا أخفي أنني أنا أيضاً أجريت عملية تجميل لأنفي، حيث كنت خجولة جداً، ولم أكن أتمتع بثقة في نفسي، وكنت أحجب وجهي دائماً عن التصوير، وأفضل أخذ صور من الجنب، فقمت بعملية كللت بالنجاح، ولكني بقيت أعاني انتفاخاً لمدة 40 يوماً تقريباً، وكان الطبيب صادقاً حين أخبرني بأن أنفي لن يستقر على حالته الجديدة إلا بعد 6 أشهر.
وعبرت ليلى خالد عن سعادتها بعد العملية وتضيف في هذا الإطار: أنصح كل سيدة تعاني بعض العيوب بأن تقوم بتصليحها، فذلك قرار صعب، لكن له مردود نفسي كبير، وتستدرك ليلى في حديثها وتقول: ولكن هناك بعض الاستثناءات، فصديقتي تدخلت وطلبت شكل أرنبة أنف إحدى المطربات، مع أن تقاطيع وجهها لا تناسب ذلك الشكل، وأصرت على ذلك، وبعد العملية شعرت بالندم، وتحملت مسؤولية خطئها، خاصة أن الإصلاح بعد أي عملية تجميلية هو الأصعب، مشيرة إلى أنها ستقوم بعمليات أخرى على بعد أن تضع ولدها، فهي حامل في الشهر الثالث.
أما عن نظرتها لعمليات التجميل، وكيف تتعامل مع الوجه الذي أدخلت عليه تعديلات، فتقول: عمليات التجميل تضفي رونقاً على وجه المرأة، خاصة في حال بروز تجاعيد أو ظهور ثنايا تحت العيون، أو ملاحظة تضخم في الأنف أو تقوس فيه، فذلك يزيد المرأة ثقة في نفسها، وبالنسبة لي عندما أضع الماكياج على وجه سيدة قامت بعمليات التجميل، فإن ذلك يعطي نتيجة جيدة تحقق السعادة للطرفين، لكن نصادف بعض الحالات التي تغالي جداً في نفخ الشفاه، أو في رفع الخدود وشد الجفون فتشعر بأنك تتعامل مع دمية من سيليكون، أو وجه لا حياة فيه، كما تصادفنا حالات مراهقات نفخن شفاههن، رغم أنهن جميلات ولا ينقصهن شيء، وأنا ضد ذلك تماماً.
عمليات التجميل أصبحت مطلب العديد من السيدات والرجال على السواء، وعرف المجال إقبالاً كبيراً، عن ذلك يقول سمير العلي اختصاصي الأمراض الجلدية والتجميل:
مع ازدياد مشاركة المرأة في سوق العمل، أصبح الاهتمام بالشكل العام مطلباً ملحاً للغالبية من النساء، وبذلك هنالك إقبال كبير ومتزايد على إجراء العمليات التجميلية بشكل عام، أما عن طريقة تعامله مع المراجعين الذين يرغبون في إجراء عمليات تجميلية، فيقول: لا أوافق على إجراء أي معالجة إلا إذا وجدت ذلك ضرورياً، وبذلك هناك 20% من مراجعيي لا أقوم بأي إجراء تجميلي لهم، وبصفتي طبيباً ولست جراحاً، فالجزء الرئيس من مراجعات التجميل بعيادتي هو البوتكس والتجاعيد التعبيرية وبدائل الكولاجين للشفاه والخدود، ونسب الرجال لا تتعدى الـ %20 من المراجعين، والـ %80 من النساء الراغبات في البوتكس وتحديد الليزر.
رجال ومراهقات
وينصح العلي صغيرات السن طالبات التجميل بعدم البوح بذلك لأهلهن أو المقربين لهن إلى ذلك يقول العلي: أما بالنسبة للمراهقات، فمطلبهن الرئيس تحديد وتكبير الشفاه، وشخصياً كل ما أعمله في حدود الطبيعي، بحيث لا يظهر أن هناك تدخلاً طبياً، وهذه فلسفة التجميل بنظري، ودائماً أقول لكل واحدة منهن اعملي ما تشائين، لكن على ألا يعرف أحد ما سبب جمالك.
ويوضح العلي قائلاً: أنا طبيب ولست جراحاً والجزء الرئيس لما أقوم به هو معالجات البوتكس وحقن بدائل الكولاجين وإزالة شعر الوجه بالليزر، مؤكداً: يدوم البوتوكس لـ 80 بالمئة من النساء من 4 إلى 6 أشهر، و20 بالمئة تنتهي صلاحيته بعد شهرين، ويقول إن النتيجة تختلف من امرأة لأخرى، وللمحافظة على رونق الوجه بعد البوتكس وللاستمرار في النتيجة نفسها، يقول العلي: يجب أن تحافظ المرأة على ارتخاء العضلة، لهذا يجب أن تقوم بمعالجات البوتكس قبل انتهاء صلاحياته، ويجب الاستمرار في ذلك، للحصول على نتيجة جيدة، ويشير العلي إلى أن الطريقة المثلى هو إجراء معالجات البوتكس قبل نهاية المدة المحددة، ويعتبر قيام أغلب النساء بمعالجات البوتكس بعد انتهاء الصلاحية خطأ، فالحقن المتكرر في الوقت اللازم يعطي نتيجة أفضل، أما بالنسبة للفلير فيوضح أن أغلب النساء يدوم عندهن أكثر من 6 أشهر.
ويُذكر أن هناك أكثر من 100 نوعا من الفلير، وقد يستمر مفعوله على مستوى الشفاه من 6 أشهر وما فوق، وهناك من يطلب الفلير الدائم، لكن لا ينصح به أبداً؛ لأنه حسب الاخصائيين يسبب أضراراً لا يمكن إصلاحها.
وللدكتور العلي رأي آخر في تحقيق عمليات التجميل للرضا، موضحاً: الناس أنواع، والرضا بشكل عام نسبي، لكن الحمد لله أغلب مراجعيي يتحقق الرضا النفسي المطلوب لهم، ولكن هناك نسبة قليلة من المراجعات يكون ذلك مطلب أزواجهن.
أسباب نفسية
أما عن صعوبات ما يقوم به العلي، فيقول: ليس هناك أي صعوبات فيما أعمل من إجراء تجميلي “بوتكس وبدائل الكولاجين”، الصعوبات تتأتى من التوقعات غير المنطقية لبعض المراجعين فقط.
من جانبه، يقول البروفيسور عبد الحميد النشار استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة وجراحات الرأس وتجميل الأنف، وأستاذ بكلية الطب جامعة عين شمس، واستشاري في مستشفى خاص بأبوظبي: عمليات جراحة التجميل لم تُوجد لتغيير الشكل للأحسن فقط، وإنما لعلاج مشكلات نفسية واجتماعية عند المريض، فنجري غالباً أبحاثاً مع الأطباء النفسيين، بحيث إن هذا الجانب النفسي مهم جداً في هذه العمليات، التجميلية، فوجدنا أن هذه الشريحة من المرضى الذين يطلبون العمليات الجراحية، أغلبهم يعانون اضطرابات نفسية، وتوتر وعدم ثقة بالنفس.
يرجع النشار سبب انفجار التعاطي مع العمليات التجميلية إلى وسائل الإعلام قائلاً: الاهتمام الزائد من جانب وسائل الإعلام بالفنانات والمشاهير وما تتيحه الإنترنت من تنوع في المعلومات، يؤثر نفسياً على الشخصية، فكثير من المريضات يطلبن نمطاً معيناً بشكل كلي أو جزئي، فهناك من تريد أن تقترب ملامحها من فنانات أو مطربات شهيرات. ويضيف أن الطبيب المعالج عليه أن يدرس الحالة النفسية للمريضة بدقة وعناية كبيرة جداً، ومعرفة إن كانت تحتاج عملية تجميل في أحد مناطق جسمها أو تحتاج معالجة نفسية، بحيث تتوصل من خلالها إلى تقدير جمالها واسترجاع ثقتها بنفسها، وعلى سبيل المثال فإن هناك من تطلب جراحة أنف، والأنف له علاقة بحجم الوجه ككل والمسافة بين الوجنتين، ومساحة الجبين، وحجم الشفاه وارتفاع الفم، بل وطول قامة الإنسان، وكل وجه له خصوصيته يعطي ملامح الشخصية لكل فرد.
وبالفحص الإكلينيكي للمريض يمكن للطبيب الماهر أن يعرف إن كان المريض يحتاج إلى عملية جراحية أم يلزمه علاج نفسي يعلي من تقدير ذاته والالتفات إلى الأجمل في جسمه بدلاً من تغييره.
ويقول النشار، إنه في الآونة الأخيرة زاد الاهتمام بالعنصر الجمالي بشكل مفرط، فعنصر الحب والعاطفة أصبح مؤثراً بشكل لافت، بحيث أصبح الأغلب ينتظر من الآخرين أن يكونوا راضين عن مظهرهم، فأصبح السباق محموماً لتحقيق الرضى النفسي عن طريق العمليات التجميلية، مع العلم بأن هناك عمليات التجميل ضرورية لتحقيق رضا المريض النفسي، خاصة في بعض الحالات الملحة، مثل الإنسان الذي يعاني تقوساً في الأنف بشكل لافت، أو يعاني أنفاً كبيراً، وغيرها من المشكلات، في هذه الحال إذا طلب المريض إجراء العملية فيجب ألا يخرج الشكل عن الجمال الطبيعي، الذي يتناسق مع الوجه، فالوجه كالبصمة الخاصة بكل واحد، فليس من الطبيعي أن يكون كل الناس متشابهين، فبعض النساء أصبح يطلب الحاجب نفسه، والعين نفسها، فالجمال يكمن في الاختلاف، فالجراح يجب أن يكون له إحساس بالجمال، والوجه أعقد جهة في الجسم التي يمكن تغييرها بالعمليات التجميلية، وإذا تم تجميله يجب أن لا نغير خلقة الله.
في جراحة أجرتها إحدى السيدات خارج الدولة
عملية تجميل فاشلة والمستشفى يطلب إعادة الفحص
أبوظبي (الاتحاد) - تأتي عملية تصغير وتكبير الصدر في الدرجة الثانية بعد شد البطن، فالعديد من السيدات تقبل على هذه العمليات بنهم كبير، وهناك من يتحقق لها الرضا النفسي، وهناك من تندم على إقبالها على هذه العملية نتيجة ما يحدث من أخطاء.
وعن ذلك تقول سلامة سعيد موظفة 41 سنة، إنها قررت إجراء عملية تصغير الثدي، خارج الدولة، واتفقت مع صديقتها التي كانت ترغب في عملية شد بطن، وراسلتا المستشفى، وحجزتا الموعد وقررتا إجراء العملية.
وأضافت سلامة: لم أكن محظوظة أبدا في هذه العملية مع أن أغلب صديقاتي نجحت لهن بشكل كبير، وهن سعيدات اليوم، بحيث فوجـئت بعدما رجـعت إلى البلد وبعدما استرجعت عافيتي قليلا، حين تطلعت إلى صدري لأجد ثدياً كـبيراً وآخر صـغيراً، ولم يكن هناك تطابق في المقاس، وصعقت بالنتيجة.
وتتابع: راسلت المستشفى الذي أجريت فيه هذه العملية فاقترحوا علي الرجوع له من جديد للقيام بفحوص ومعاينة الثدي والتأكد من صحة حديثي، وبعدها يتقرر هل تجرى عملية أخرى أم لا، فقررت أن لا أتحدث في الموضوع مرة أخرى.
وللإشارة، فإن خطر العمليات لا يقتصر على مثل هذه الحالة، إذ أن هناك تكبير الثدى عن طريق وضع غلاف السليكون وداخله محلول من الملح يتم حقنه وملء هذا الغلاف به بواسطة إبرة، موضحة أنه حسب ما سمعت قد تتعرض السيدة لانفجار الثدي المفاجئ، وتزداد نسبة الخطر عندما تتعرض بالونة السليكون لتسريب المحلول الملحي، وعلى الفور ينخفض حجم الثدي الذي تم تكبيره، مما يسبب لها الحرج الشديد، أما المحلول الملحي فيتسرب داخل الجسم.
«الفلير» والخلايا الجذعية
أبوظبي (الاتحاد) - أشار مازن توفيق الجنابي استشاري الجراحة التجميلية في أحد المراكز الطبية في أبوظبي إلى أن الفلير أصبح يؤخذ من الخلايا الجذعية، إما من طالبة عملية التجميل نفسها أو من خلال الأجنة، بحيث تؤخذ هذه الخلايا ويتم تكثيرها في مختبرات خاصة، حيث يلجأ إليه الكثيرون للتقليل من التجاعيد، وتكثيف الشعر. ?وأوضح أن الرجال يشكلون نسبة قليلة من مجموع طالبي العمليات التجميلية في عيادته، وأغلبهم يطلب عمليات البتوكس، والفلير، وتحديد اللحية بالليزر، ورفع الحواجب، وشفط الذهون من الصدر.
وأضاف : بعض الفتيات المقبلات على الزواج يطلبن تكبير الثدي، حيث لايعلمن أن نموه يزيد نموه بعد الزواج والحمل، لكن بعضهن لا يقدر ذلك، مشيراً إلى أنه يحاول وضعهن في الصورة، لكن منهن من تصر على طلبها، مشيراً إلى أن عملية التكبير لا تؤثر على الرضاعة الطبيعية.?وأوضح أن صلاحية الثدي من تاريخ تكبيره تدوم 10 سنوات، وتبدأ بالارتخاء تدريجيا، مبيناً أن ما يعرف مجازاً باسم الانفجار الذي قد يتعرض له الثدي المكبر فإن ذلك لا يعتبر انفجارا بقدر ما يعتبر تسربا للماء والملح المعبأ به الكيس الذي يوضع في الثدي ويمتصه الجسم، وليست له عواقب جانبية.
من جهة أخرى قال الدكتور مازن الجنابي إن هناك بعض السيدات يعانين من هوس العمليات التجميلية، مشيراً إلى أن حالة سيدة خضعت لعمليات تجميلية عدة، وتم تشويه صورتها، لأنه تم شد جفونها بطريقة غير منطقية، وهي الآن تراجع الأطباء في محاولة للاصلاح.?وعن الفرق بين المرأة العربية والغربية في الإقبال على العمليات التجميلية، أكد الجناحي أن الغربية إذا أرادت التغيير فإنها تطمح أن تخضع لعملية تجميلية تظهرها على طبيعتها، دون أن تظهر بشكل غير طبيعي، في حين أن بعض العربيات ينظرن لجمالهن بشكل مبالغ فيه سواء من حيث الملابس أو الشكل، أو الماكياج، مرجعاً ذلك إلى الرجل العربي نفسه الذي يبحث عن الجمال المبالغ فيه ويدفع المرأة بالتالي للبحث عنه.
تجاوزات في بعض المراكز الخاصة
يرى خليفة الرميثي مدير إدارة الصحة العامة ببلدية مدينة أبوظبي، أن أعداد مراكز التزيين والتجميل النسائية والرجالية في مدينة أبوظبي تقارب (1500) مركز، متنوعة الفئات على حسب الأنشطة الممارسة فيها وموزعة على مناطق مدينة أبوظبي، وقد بلغت أعداد التراخيص الجديدة لعام 2011 ما يقارب (100) رخصة جديدة. ويشير الرميثي إلى أن بعض المراكز تلتزم بالشروط الصحية والقرارات التي تصدرها إدارة الصحة العامة بخصوص الممارسات وبعضها لا يلتزم بهذه الشروط، ومن أكثر المخالفات التي يتم ضبطها في مراكز التجميل هو عدم التخلص من المواد منتهية الصلاحية من مستحضرات التجميل، بالإضافة إلى وجود الخلطات غير المستوفية للشروط الصحيّة، وعدم احتوائها على البطاقة التعريفية أحياناً، وقد تكون خلطات عشبية أو كريمات غير معروفة.. وتخزين المواد بشكل خاطئ ما يجعلها عرضة للتأكسد وعدم الالتزام بنظافة الأدوات والمكان. وأحياناً يتم ضبط أجهزة ليزر والتي يمنع استخدامها إلا في العيادات التجميلية والجلدية المختصة، ويتم مصادرتها ومخالفة المركز أو الصالون عليها، بالإضافة إلى وجود أجهزة أخرى مثل أجهزة “التاتو” وأجهزة التقشير والتسمير والتخسيس، وأحياناً وجود إبر مجهولة المصدر وإبر البوتكس وغيرها من الأدوات التي تستخدم في خرق الجلد والتي يتم استخدامها من قبل أشخاص غير مختصين وليست تحت إشراف طبّي ما يؤدي إلى سوء استخدامها.
شروط الممارسة
ويضيف الرميثي: لوحظ تجاوزات في مجال التجميل وحقن البوتكس من طرف غير مختصين، مع أن هناك شروطاً ومعايير للقيام بذلك، ومن القرارات الصادرة من قبل إدارة الصحّة العامة هو منع استخدام الحناء السوداء لما لها من آثار سلبية على البشرة، إلا أنه يتم ضبطها في بعض المراكز خصوصاً في فترة المناسبات والأعياد، وتلزم إدارة الصحّة العامة مراكز التجميل والصالونات بفئاتها وأنشطتها المختلفة بضرورة تطبيّق الاشتراطات الصحيّة كافة فيما يخص مكان المنشأة والعاملين فيها وعلى أساسها يتم الموافقة على ترخيص المنشأة وبناءً على هذه المعايير والتي تهدف إلى المحافظة على الصحة العامة أبوظبي، حيث يشترط في العاملين، حصولهم على شهادات لياقة صحية صادرة من الطب الوقائي، وضرورة التزامهم بالزي الموحد والمحافظة على مظهرهم ونظافتهم الشخصية، ومنع التدخين داخل المراكز، والتزامهم بالشروط الصحيّة لمراكز التجميل والصالونات، ومنع ممارسة نشاط المساج والتدليك.
ويوضح الرميثي: جار حالياً تأهيل عدّة شركات متخصصة في مجال التثقيف الصحّي يتم اختيارها بناءً على معايير فنية ومالية وإدارية، ويتم ترشيحها لتدريب العاملين في مراكز التجميل والصالونات، بحيث يكون العامل ملما بالشروط الصحية كافة الواجب توافرها في مركز التجميل أو الصالون وكيفية التعامل مع الحوادث في حالة حدوثها، بالإضافة إلى التخلص من الممارسات السلبية كافة، وذلك للمحافظة على الصحّة العامة للأفراد والمجتمع ويكون الحصول على شهادة التدريب من شروط الموافقة على العمل في مراكز التجميل والصالونات.
كثرة الجراحات التجميلية قد تحول المرأة إلى «مسخ»
أوضح الدكتور عبدالحميد النشار أن أن كل امرأة بها جمال وما يلزمها فقط هو إظهار هذا الجمال، كما أن الحقن المبالغ فيه يضر بالشفاه، مضيفاً: يجب على المرأة أن لا تطلب الجمال اللحظي، بحيث تظل جميلة لبضعة أشهر ثم تتحول فيما بعد إلى “مسخ”.
وقال قد تتعرض الشفاه لاعوجاج أو تركز المادة في جهة معينة، أو تصبح جهة ناقصة عن الأخرى، حيث يبدأ الجسم في التفاعل مع هذه المادة، مما يخلف آثاراً جانبية، وقبحاً كبيراً للمرأة، كما أن هناك من تقوم بنفخ دائم للشفاه، وهذا يسبب خطراً كبيراً، ولا أنصح به أبداً.
وأشار إلى أن التوازن النفسي للمرأة يجعلها تقدر ذاتها، ويضيف في هذا السياق: إن كل النساء جميلات، ومعايير الجمال لا تكمن في المظهر فحسب، وإنما هي مجموعة مكونات وجزئيات وتفاصيل بسيطة تتجانس لتعطي جمالاً رائعاً وقبولاً كبيراً، فمثلاً أصبحت من معايير اختيار ملكات الجمال حول العالم، الثقافة والمستوى العلمي والقدرة على التواصل والإقناع، ودراية بالأمور السياسية، فهذه كلها تفاصيل تشكل شخصية المرأة، فيكون لها تأثيرها وإقناعها في الحياة الشخصية والعملية، مشيراً إلى أن كل امرأة تمتلك جمالاً طبيعياً، وإذا استثمرت ذلك، فإنها ستكون جميلة، فشخصية المرأة هي من تحدد قبولها في الحياة، فنصادف مثلاً امرأة متوسطة الجمال، لكنها جذابة جداً؛ لأنها تجيد الابتسامة والحديث ولها حضور وتأثير.
وسط تحذيرات من الآثار السلبية
عدم الثقة بالنفس تؤدي إلى مرض يربك التصرفات
يقول الدكتور عبداللطيف العزعزي، خبير التنمية البشرية وشؤون الأسرة، إنه يصادف العديد من هذه الحالات الراغبة في عمليات التجميل لذلك فهو يحاول مقاربة الموضوع من الناحية النفسية، من خلال محاضراته ومن خلال إصداراته أيضاً، موضحاً أن عدم ثقة الإنسان بذاته أمر خطير قد يتحول إلى مرض نفسي يسيطر على فكره وتصرفاته برمتها. بل قد يؤثر على مجرى حياته سلباً، فمثلاً عدم رضا الإنسان بشكله وهيئته التي خلقه الله عليها، وأنعم عليه بحسن القوام وتناسق الأطراف وشق له سمعه وبصره، و خلق له كل ما يجعله يتجاوب مع ما حوله بيسر وسهولة، أمر يدعو إلى التعجب وإلى التأمل في الطريقة التي يفكر فيها، فكثير من الناس يركز على أمور سطحية ويحقر من شأن نفسه ويطمس الجماليات، مع أن الله تبارك وتعالى يقول في محكم تنزيله: (لقد خلقنا الإنسانَ في أحسنِ تقويمٍ) (التين:4)، ومع هذا نسمع عن تلك العمليات التي يجرينها بعض النساء بل يجريها كثير من الفتيات لتغيير جزء ما في وجوههن، لا لوجود تشوه، وإنما لأنهن لا تُعجبهن وجوههن التي خلقن بها، ولذا كان عليهن لزاماً تبديلها للأحسن، هذا قصور في تفكير ورؤية الإنسان لنفسه، وعلى أي شيء يقيمها ويعطيها وزنها.
والعجيب في الأمر أن هناك فئة من هؤلاء كل همهن تغيير ملامح وجوههن لمجرد التغيير فقط أو للتشبه بمن يحبون، فخرجت موضة الاستنساخ لنري النساء متشابهات، وهذا يأتي من عدم الرضا والقبول وتقبل الذات كما هي.
محاكاة وتقليد
ويضيف العزعزي: أدهشني كثيراً ذلك المنظر الذي رأيته على شاشة التلفاز عندما كنت أشاهد برنامجاً على إحدى قنوات الفضائيات الأجنبية. فقد رأيت صوراً غريبة من صور تغيير ملامح الوجه بطريقة تشمئز منها الأنفس وتحقر فاعليها، رأيت شاباً في سن المراهقة وقد وضع مساحيق التجميل على وجهه وغرز فصاً من نحاس في شفته السفلى، والغريب في الأمر أنه كان يرتدي نظارة للغوص، فالأمر تعدى الفتيات إلى الفتيان.
والآخر كان يضع في شحمة أنفه إبرة خياطة وثبّت في شفته السفلى حوالي ثلاث حبات من الخرز، وقد نقش بالوشم على ذراعيه ما نقش من الزخارف الغريبة. ورأيت إحدى المراهقات وقد ارتدت شعراً صناعياً أصفر اللون وغيرت ما طاب لها في ملامح وجهها بالمساحيق الغريبة.
وأخرى نقشت بالوشم شكل السمكة حول عينيها، الأفاعيل في وجهها وشعرها حتى بدت مخلوقاً غريباً، والغريب في الأمر أنه عندما سألتهم المذيعة قائلة لهم: من أين أتتكم الثقة بالنفس لتظهروا بهذا المظهر أمام الناس؟ أجاب أحدهم قائلاً: “أنا لا أعيرهم بالاً ولا أهتم لما يقوله الآخرون عني، فأنا سعيد بشكلي الجديد ومقتنع بما أصنع”. أما إحدى الفتيات، فقد قالت: “اكتسبت ثقتي بنفسي من الخبرة”. فهل هذه ثقة بالنفس أم ماذا؟!
فإذا كانت هذه ثقة بالنفس، فماذا عن الآخرين الذي لم يفعلوا مثلهم؟! ويوضح العزعزي أن العالم بات قرية صغيرة وما يقوم به شبابنا رغم أنه مازال بعيداً على مثل هذه الأفعال والتغييرات، إلا أنه مطلوب من المراهقين عدم محاكاة وتقليد ما يجري نشره على شاشات التلفزيون أو على شبكة الإنترنت.
أنا قبيحة!
ويقول العزعزي، إن الجمال هو ما تبحث عنه النساء دائماً، فقد مرت علي حالات عدة كمستشار، منها فتاة جامعية حاصلة على الماجستير قالت لي: “أنا قبيحة وبالعادة أضع النقاب ليس تديناً وإنما لكي أخفي ذمامة وجهي”، ومن حسن الحظ أنها أثناء الجلسة لم تكن واضعة النقاب، فقد كان جمالها طبيعياً وليس فيه ما يعيب أو ما يلاحظ، وسيدة أخرى سألتها عن الشيء الذي لا يعجبها في شكلها فقالت: “عيوني صغيرة، وأنفي صغير، وشعري كيرلي”، فقلت لها: “أنا كرجل لا أرى هذه الأمور التي تتحدثين عنها، فالجمال تناسق مع الشكل وتكامل للصورة، وما أراه شكل جميل وليس فيه دمامة”، فقد كان سبب مشكلة هذه السيدة مقارنة أهلها بينها وبين أختها منذ الطفولة، فترسخ ذلك في العقل الباطن، والإنسان يرى نفسه من خلال نظارة مخزون العقل اللاواعي. ويضيف العزعزي: قصص كثيرة ومشاهد محزنة، وعبث يصل لدرجة التشويه في الخلق. ويوجز العزعزي رأيه في أسباب الإقبال على التجميل قائلاً: مقارنة الآباء والأمهات بين الأبناء في الصغر، والتعليق على الجمال كمقياس، مع أن الإنسان يقاس بأمور كثيرة منها الذكاء والعلم والفهم والفطنة واللباقة وحسن الأخلاق والعمل وروح المرح والابتسامة وغيرها. وقد قيل: “المرأة الجميلة غير ذكية”، وهذا ليس تعميماً، ولكنه يجعلنا نوسع النظر بمقياس الجمال، عدم الثقة بالنفس، عدم بناء الاعتزاز بالذات وتقبل النفس كما هي، عدم إشغال النفس بما يفيد، فالفقهاء يقولون: “النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل”.
مركز الإفتاء: تجوز للمتزوجة كي ترضي زوجها دون أن تغير في شكلها
أبوظبي (الاتحاد) قال مختار حمدات أحد المفتين في المركز الرسمي للإفتاء في الدولة الإمارات: نعتمد في الفتاوى فيما يخص جانب التجميل وإجازته من عدمه من خلال بعض النصوص، كقول الرسول عليه الصلاة والسلام: ( إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها وحد حدوداً فلا تعتدوها وحرم أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها)، ومن هذا الباب فإننا نفرق بين أمرين فيما يخص عمليات التجميل، فبالنسبة للمرأة المتزوجة التي تقبل على هذه العمليات من أجل إرضاء زوجها، وتحسين مظهرها، فذلك أمر مباح، بل مطلوب إذ سيزيد من حسنها ويعلي ثقتها بنفسها، لكن دون أن تغير في خلقتها، أما بالنسبة لغير المتزوجة أو المخطوبة، فإن المسألة بها تغرير وتزييف في حقيقة أمرها، إذ ستظهر بصورة غير حقيقة، ويدخل ذلك ضمن الخديعة.
وأضاف: نظراً لتسارع تطور عمليات التجميل وانفجارها في المجتمع صعب الحد فيها بفاصل، وتصنيف بعضها بين الحلال والحرام، فلذلك ظل الباب مفتوحاً على الاجتهادات الشخصية والقياس على ما هو متواجد من نصوص شرعية. وقال مفتى آخر بالمركز: الإقبال على العمليات التجميلية أخذ طابع المفاجأة، والتسارع، وهو من الأشياء غير المألوفة، بحث تأخذ حكماً شرعياً بشكل مباشر، ونظراً لطبيعة تسارعها فإنها لم تترك المجال لمناقشة كل مستجداتها، ليخلص العلماء إلى حكم شرعي فاصل فيها، وليس هناك وقت للبث النهائي فيها، وبالتالي أصبحت هناك أسئلة حائرة تنتظر الجواب.
وأوضح أنه لابأس من هذه العمليات إن كانت لإصلاح التشوهات، خاصة إذا كانت المرأة بحاجة إلىها أو قامت بها من أجل زوجها، وبطريقة تخلو من المحارم الشرعية، ودون أن تعرض نفسها للمخاطرة، على المدى البعيد والقريب.
وشدد على أنه إذا كان من أجل التبرج وتقليد الآخرين فهذا محرم.
عمليات التجميل مباحة عند الضرورة
يقول الدكتور سيف الجابري مدير إدارة البحوث في دائرة الشؤون الإسلامية بدبي: عمليات التجميل التي انتشرت بين المسلمين في هذا الوقت بالذات، ولم تكن موجودة في السابق، ولكنها اليوم تنتج عن طمع الإنسان في هذه الدنيا، ولو فهم هذا الإنسان وبالذات المسلم بأنه كرم بأحسن هيئة، تصديقا لقول ربنا سبحانه وتعالى: “وخلقنا الإنسان في أحسن تقويم”، فسوف يؤمن بأنه في أجمل صورة خلقية خلقه الله عليها؛ لذلك أوجب الشرع، المحافظة على خلق الله، وعلى الجميع أن يلتزم ولا يغير خلق الله.
ويضيف الجابري: إذا كانت هناك ضرورة للتجمل لا يمانع الشرع في كون إجراء عمليات التجميل في حدود استقامة العضو المتأثر، أما ما تقوم به النساء في هذا الزمن سواء صغيرات أو كبيرات السن فهو نوع من التقليد الأعمى لمتابعة الموضة ومجريات ما يعرض من جمال، في تغيير شكل الإنسان في وجهه من نفخ الشفاه والعنق والصدر وغير ذلك فهذا كله لا يجوز؛ لأنه إدخال فعل خارجي على أصل خلقة الله، وهذا الجسم هو أمانة عند هذا الإنسان يحاسب عليه يوم القيامة، فالرسول صلى الله عليه وسلم لعن الواصل والموصلة والمفلجة، وغيرها من التشويهات اللافتة للنظر والملعون هو المطرود من رحمة الله سبحانه، فالتبرج الزائف وإنفاق المال الكثير على التجمل من غير ضرورة يحاسب عليه الله، فالحرص على الآخرة أغلى من الحرص على الدنيا، كما أن هذه الإشكالية وقع فيها الرجال أيضاً، بحيث أصبحوا يقومون بعمليات التجميل كما تقوم بها النساء، فالرجولة لها معاني كثيرة، إذ قال تعالى “من المؤمنين رجال”، فالرجال يوصفون بالرجولة والرجولة لها معان، فلا يجوز إدخال هذه التجميلات الزائفة على الرجال أيضاً؛ لأنها تقلل من قيمة الرجل، ويضيف الجابري: قال الله تعالى: “وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ” سورة البقرة” (281).
توازن الجسم والنفس
قال الدكتور عبدالحميد النشار، استشاري جراحة تجميل الأنف إن جمال الوجه له أبعاد مهمة في تناسق الجسم ككل، وإن المرأة في حاجة إلى الجمال الطبيعي، فإذا كانت هناك ضرورة لذلك لما تستدعيه بعض التشوهات، فإن ذلك مهم لتحسين الحالة النفسية، مثل عدم تناسق الأنف مع الوجه، وعلى المرأة أن تحافظ على نظارة بشرتها وتأخذ كمية كافية من السوائل، وتمارس الرياضة، فالجلد أيضاً يتنفس، وللحفاظ على نظارته يجب تناول الخضراوات والفواكه الغنية بالمعادن والفيتامينات، وينصح النشار بالمشي، فهو مفيد جداً في توازن الجسم والنفس على السواء، أما طبيعة الأكل السريع والمشبع بالدهون وتناول السكريات فيؤدي ذلك إلى زيادة الوزن، مشيراً إلى أنه من المتعارف عليه أن نسبة مرضى السكري والسمنة كبيرة في الإمارات، بالإضافة إلى هشاشة العظام نتيجة عدم التعرض للشمس، وهذا كله يؤثر على جمال البشرة، ما أدى إلى الإقبال الكبير على عمليات التجميل والبحث عن الحلول السريعة، وكثير من النساء ترغب في تخسيس وزنها بشكل سريع، وهذا خطأ.
كما أننا لا ننصح بالحمية القاسية، فذلك يؤدي إلى ترهل الجلد وحدوث مضاعفات، مثل ترهل الوجه، فالوزن يجب أن يتم حسمه تدريجياً، ولتحقيق الرضا النفسي يجب على السيدات أن يولين عنايتهن بالأنشطة الاجتماعية والمشاركات الخيرية وغيرها من طرق التواصل التي تساعد كل فرد على انخراطه في المجتمع وشعوره بالرضا التام عن نفسه.
تغيير غير مناسب
أوضح الدكتور النشار أن هناك من تزيل الحاجب وترسم واحداً فوقه، وهذا يؤدي إلى عدم تحركه بالشكل الطبيعي، وفي هذا الصدد يقول النشار: فلو أزلنا الحاجب الطبيعي ورسمناه بالقلم أو بـ”التاتو”، فبعد فترة سينبت الشعر من جديد.
ومن المتعارف عليه أن الحاجب عبارة عن عضلة، بحيث لا يتحرك بالشكل الطبيعي، تماشياً مع قسمات الوجه، فإذا استشعرت كل امرأة ما فيها من جمال طبيعي واعتنت به، ستبدو أكثر جاذبية من رسم الحواجب على شكل معين، فما يتماشى مع عين، قد لا يتماشى مع بقية العيون، وما يناسب امرأة قد لا يتناسب وقسمات أخرى، فأبشع تغيير هو ما تغيره المرأة عن شكلها الطبيعي.
المصدر: أبوظبي