11 أكتوبر 2012
استضاف منتدى الثلاثاء في بيت الشعر بالشارقة مساء أمس الأول الشاعرة خلود المعلا في أمسية قرأت فيها تنويعات من شعرها، كما شهدت الأمسية حوارا حول تجربتها الشعرية، بحضور عدد من الشعراء والنقاد والإعلاميين والمهتمين ومحمد البريكي مدير بيت الشعر بالشارقة.
وفي تقديمه للشاعرة قال الشاعر اللبناني وسام شيا “لا يمكن ان اختزل وأوجز تجربتها الثرية بروائع القصائد التي تشبه إلا ذاتها” وأضاف “حاولت ان انتقي من معجمها بعض الشواهد للدلالة على غنى تجربتها فشعرت وكأنني فتحت أمامي باب مد ونافذة مدى؛ فمراكبها ملأى بالدر النفيس والوقت لا يتسع للإبحار أو الانتقاء”. وذكر شيا أن المعلا ابنة أم القيوين صدحت بصوتها الشعري في العديد من المنابر في مختلف الأقطار ممثلة بلدها الإمارات خير تمثيل وحازت جوائز وشهادات تقديرية لعطائها المميز وكانت أصدرت العديد من المجموعات الشعرية التي “كرستها اسما لا يمكن اغفاله في أي محفل ابداعي وهي الصوت الشعري الرائع الذي يحمل في طياته نقاء الندى في لحظات العزيع وانعتاق الريح وقت العصوف”.
من بعد، قرأت المعلا على الحضور من مجموعتها الشعرية الموسومة “دون أن ارتوي” والتي صدرت ضمن منشورات مجلة دبي الثقافية السنة الماضية؛ واستهلت بنص “حرة تماما” ومنه نقرأ:
امارس شغفي بعرض السماء
هكذا
حرة تماما
انظر من نافذتي الضيقة
فأرى الكون كاملاً
تنجلي اسرارة الكبرى
هكذا..
ومن ثم قرأت “خط العودة” حيث تقول:
أميل بروحي أحيانا توجساً من أرقي
أستند إلى ما لا أراه من وميض الروح
أقترف حلما عوالمه لا حد لها
أحرك جسدا في الخفاء
اجتاز الحدود التي يرتبها الآخرون
اتعدد في المرايا
كي لا أكون وحدي
أرسم خط العودة
فأجدني خارج المكان
ونوّعت المعلا في نصوصها فقدمت بعض النماذج المكتوبة على طريقة “قصيدة الومضة” ومنها “وجع مستديم” حيث تقرأ:
كلما سقطت دمعة في الذاكرة
توجع القلب
توجساً
مما سيسقط غداً.
الشاعرة التي سبق لها أن قدمت للمكتبة مجاميع شعرية عدة منها “هنا ضاع مني الزمن” (1997) و”أنت وحدك” (1999)؛ و”هاء الغائب” (2003) ثم “ربما هنا” (2008) وجدت تجاوبا ملفتا من جمهور الأمسية وفي فقرة المداخلات قالت إنها تكتب لأنها تشعر برغبة للكتابة وليس لشيء آخر.
وأضافت في اجابتها على سؤال حول اعتمادها شكل قصيدة الهايكو اليابانية “لا أريد ان استعرض عضلاتي اللغوية ولكن متى ما شعرتُ ان لديّ رغبة للكتابة استجيب لها ولا أتقيد بشكل أو موضوع القصيدة وانطلق بتلقائية”.
وفي الجزء الأخير من الأمسية قرأت المعلا مجموعة أخرى من نصوصها منها نص بعنوان”بجناح واحد”:
أفكر في الوجوه التي غادرتني
أسافر في جهاتي السبع
متخلية عن ذاكرة لا عقارب لها
أفكر في ما وراء الوجود
في ما ليس بوسعي استيعابه
أفمر ظوو فينا لا يقبله القلب.
المصدر: الشارقة