تشكل المواصلات البحرية والجوية الشريان الرئيسي للوصول إلى جزيرة دلما الواقعة على بعد 120 ميلا بحريا غرب العاصمة أبوظبي والتي تقع ضمن مجموعة من الجزر يصل عددها إلى 50 جزيرة· من أهمها جزر صير بني ياس وأبو الأبيض والياسات العليا والياسات السفلى وزكوه وشرعوه وأرزنة وداس ودينيه ومروح وقرنين·
وتوقفت المواصلات البحرية عن الجزيرة خلال الأسبوع الماضي ثلاثة أيام بسبب رداءة الطقس وسرعة الرياح وارتفاع موج البحر إلى أكثر من 15 قدما في العمق· وتواصلت الجزيرة مع أبوظبي عن طريق رحلة جوية واحدة· مما أثر على العديد من المواطنين والموظفين العاملين في الجزيرة وخارجها· ولم يستطع مندوب ''الاتحاد الذي كان في مهمة عمل في الجزيرة من مغادرتها لمدة ثلاثة أيام·
وجزيرة دلما من الجزر المأهولة بالسكان منذ ستة آلاف سنة ويقطنها حاليا أكثر من ستة آلاف نسمة يعملون في مهن الصيد والزراعة والتجارة· وتصل مساحة الجزيرة التي تعتبر تربتها صالحة للزراعة إلى 42 كيلـــــو مترا مربعا تحتل المناطـــق الجبلية أكثر من 60 % من المساحة وتصل أعلى قمة جبل فيها إلى 98 مترا عن سطح البحر ·
ويوجد في الجزيرة ميناء بحري رئيسي هو ميناء المغرق في جبل الظنة ويبعد عن الجزيرة 22 ميلا بحريا كما يوجد مطار حديث يستقبل طائرات الركاب الصغيرة·
وتعتبر وسائل النقل البحري هي الشريان الحيوي للجزيرة لنقل البضائع والركاب من وإلى الجزيرة ويعاني أهالى الجزيرة احيانا من شح وسائل النقل لسوء الأحوال الجوية· وطالب أهالي الجزيرة بتحسين وسائل النقل البحري وتطويرها خصوصا البحرية التي يعول عليها السكان كثيرا في نقل الركاب والبضائع·
ويقطع الطراد السريع للركاب المسافة من أبوظبي إلى ميناء المغرق في ساعة وخمس عشرة دقيقة والدوبة في ساعتين ونصف تقريبا إذا كانت أحوال البحر حسنة·
النقل البحري
ويوجد في الجزيرة دوائر حكومية يعمل بها الكثير من أبناء الجزيرة ومدارس حكومية ومستشفى ونقاط أمنية وشرطية·
وقال عبدالله المحيربي من مركز الخدمات الحكومية المتكاملة ''إن حل مشكلة المواصلات بالجزيرة يكمن في توفير جهات منافسة في مجال النقل البحري والجوي سواء لجهات حكومية أو خاصة ''·
واضاف كان في السابق لدينا حوامات سريعة تقطع المسافة في ساعة ونصف وبحمولات تصل إلى 150 راكبا وهي غير موجودة الآن· واعتبر المحيربي أن النقل البحري لم يتطور والمشاكل نفسها منذ سنوات· وقال '' لم نشاهد تطورا يذكرأو جهودا لحل مشكلة النقل البحري وهي الوسيلة المفضلة والأكثر استخداما للوصول إلى المناطق الاخرى''·
الطائرة
وأشار يوسف عبدالرحمن الحمادي مسؤول جوازات مطار دلما إلى تسيير رحلة جوية واحدة من وإلى الجزيرة تقلع يوميا في الساعة الثانية و45 دقيقة وتصل إلى مطار دلما في الساعة 3,30 بعد الظهر لتعود إلى أبوظبي بعد العصر· وتقطع الطائرة المسافة من الجزيرة إلى ابوظبي في 45 دقيقة· وأضيف مؤخرا رحلة يومي الخميس والسبت لمواجهة تزايد حركة الأهالي لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في أبوظبي ونقل طالبات الجامعة من العين إلى الجزيرة مرورا بأبوظبي·
وقال مسؤول الجوازات عندما تسوء الأحوال الجوية يفضل الأهالي السفر بالطائرة لذلك يكون هناك ضغط على الرحلات الجوية المغادرة إلى أبوظبي والقادمة· واشار إلى أن المواصلات البحرية تعتمد على حالة البحر وجمعية دلما التعاونية ''ماقصرت '' وزودت اسطولها بحوامتين واحدة للركاب والثانية لنقل السيارات والبضائع· وقال ''علمنا أن هناك دوبة جديدة سوف تدخل الخدمة قريبا''·لافتا إلى أن اهالي الجزيرة يطمحون للأفضل·
واعتبرت فاطمة حسين الحوسني مديرة مدرسة أميمة بنت عبد المطلب للتعليم الأساسي والثانوي المواصلات من أهم عوامل الاستقرار وازدهار المدن· وأشارت إلى تطورالجزيرة على يدي المغفور له باذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''طيب الله ثراه''· وقالت''تحولت الجزيرة من مكان للصيادين إلى منطقة تضم العديد من المشاريع الإسكانية ومراكز للخدمات الحكومية ومدارس ومستشفى ومراكز للأمن والسلامة ومراكز تجارية وصناعية· وأعربت الحوسني عن أملها في أن يعطي المسؤولون المزيد من الاهتمام لوسائل النقل خصوصا النقل البحري وتوفير أسطول جديد من الحوامات والطرادات يلبي طموحات أهالي الجزيرة وإيجاد حل جذري لمشكلة النقل التي تعتبر الجسر الرابط بين الجزيرة وبقية مدن الدولة·
النقل الجوي
واثنت لولوه درويش مديرة مركز الخدمات الحكومية المتكاملة بالجزيرة على فكرة النقل الجوي لمساهمته في حل مشكلة المواصلات·لكنها قالت ''إن وصول الطائرة إلى الجزيرة بعد الظهر ثم العودة إلى أبوظبي في المساء يعتبر توقيتا غير عملي للذين يرغبون في مراجعة الدوائر أو قضاء احتياجاتهم في أبوظبي· وأشارت إلى أن هذه الفترة تكون فيها كافة الدوائر مغلقة مما يضطر المراجع إلى المبيت في فندق أو العودة · وقالت ''نأمل من المسؤولين في الطيران المدني إعادة النظر في التوقيت على إن تغادر الطائرة إلى ابوظبي في الصباح ثم العودة في المساء من أجل مصلحة الجميع''·
الخط المباشر
واقترح فتحي محمد عبدالله مسؤول آثار في الجزيرة بأن تعود المواصلات البحرية كما كانت في السابق وإعادة فتح الخط المباشر من أبوظبي إلى دلما كما كان في السابق حيث كانت تعمل على الخط حوامة تتسع لـ 120 راكبا تتحرك من الجزيرة في الساعة السابعة والنصف وتصل ابوظبي الساعة التاسعة والنصف صباحا والعودة في اليوم نفسه· وقال ''بخصوص النقل البحري الحالي فإن الباصات التي تقل المسافرين من ميناء المغرق إلى ابوظبي دائما تكون غير مكيفة · وأكد على أن أسطول النقل البحري للجزيرة بحاجة لبواخر قوية تعمل في جميع الظروف·
أسطول النقل البحري
وأشارعبدالله حسن الحوسني نائب رئيس مجلس إدارة جمعية دلما التعاونية ''المالك لوسائل النقل البحري للجزيرة '' إلى أن اسطول النقل يتكون من دوبتين من الحجم الكبير'' دانة وتبلغ حمولتها 500 طن'' و''مسمح وتبلغ حمولتها 350 طنا'' وتستخدم لنقل الركاب والبضائع والسيارت والمعدات الثقيلة بأنواعها'' ·كما يضم الأسطول طرادين للمواصلات السريعة وهما ''جلفار 1 ويتسع لـ40 راكبا وسعر التذكرة 25 درهما'' وجلفار2 يتسع لـ 15 راكبا وسعر التذكرة 40 درهما· كما خصص طراد للطوارئ ''دلما 4 يتسع لـ 15 راكبا ويؤجر للشخص أو لأسرة بـ 500 درهم· وكشف الحوسني عن تصنيع دوبه ثالثة يتم استلامها في شهر ابريل المقبل كاضافة جديدة لأسطول النقل البحري·
عدد اليوم
