10 أكتوبر 2012
نظم اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي مساء أمس الأول في مقره بالمسرح الوطني بأبوظبي أمسية قصصية للقاص ورسام الكاريكاتير خالد الجابري، ضمن برنامج “سلسلة حوار” الذي يقدمه الاتحاد خلال نشاطاته الثقافية.
وفي تقديمه للقاص الجابري، قال الشاعر المصري وليد علاء الدين “إن خالد الجابري قاص من نوع مختلف، لقصه خصائص وسمات يمكننا أن نقول إنها سمات وخصائص الجابري نفسه، ذلك الهدوء والتأمل الفلسفي والروح الشفافة في لغته، بالرغم أنه لا يهتم ولا يحفل باللغة، بل هو يعول على الخيال، إذ نرى جملته قريبة من الجملة الخبرية أو ما نطلق عليها بالمباشرة “الصحفية” ولهذا ترى انسجاماً بين موضوعته وبناء جملته”.
وأضاف علاء الدين “إن اختيارات خالد الجابري لأحداث قصصه تتم بعمق الرؤية والفهم لما يريد أن يقول، ولهذا فإنه يتوجه بكتابة نصه الساخر في محاولة منه إلى أن يخلق نصاً ذا أجواء مختلفة تعبر عن عالم مليء بالسخرية هو أيضاً”.
وأشار علاء الدين إلى المجاميع القصصية التي كتبها الجابري، وهي ابتسامة الموتى والحياة الثانية وإلى روايته الرحالة، وجهده الإبداعي الذي توج بعدد من الجوائز الأدبية ومشاركته في عدد من المعارض التشكيلية، وإصداره قصصاً قصيرة مصورة بعنوان “آلة الزمن وقصص أخرى”.
واستهل خالد الجابري الأمسية، فقرأ نصين قصصيين من مجموعتيه وهما قصة “صابر ياشوق” و”اندفع فحسب”.
وتحدث الجابري عن سمات كتابته في القصة والرواية ومحاولاته الجديدة في كتابة الرواية الساخرة واهتمامه بالسينما وشغفه بها ومشروعه السينمائي الجديد الذي كتب سيناريو لفيلم جديد سوف يقدمه لمهرجان دبي السينمائي المقبل.
تحدث خالد الجابري عن قصة الخيال العلمي التي يكتبها، وفي حديثه عن سبب اختيار قصة “صابر يا شوق” ليقرأها في هذه الأمسية قال “اخترت القصة لأنها تعبر عن موضوع الخيال العلمي، وهي قريبة من نفسي، وفيها من البوح والذكريات الجميلة عندي، خاصة اسم “شوق” وهي تحمل تجربة ذاتية، وكونها تعبر عن شخصيات في حياتي”.
وحول علاقة السينما بما يكتب في الأدب القصصي، قال الجابري “السينما هي فن بصري وهي تجمع القصة والرواية، ولكوني ما زلت مبتدئاً فإنني أطمح أن أقدم الجديد”، وعن الفيلم الذي يشتغل عليه قال: “الفكرة تتلخص في صراع الذات الإنسانية حين يتصارع الإنسان مع نفسه، ولهذا أحاول أن أقدم هذه الثيمة بشكل إيحائي وبصري”.
وعدد الجابري خصائص فن الكاريكاتير كونه يعبر عن السلبيات أكثر من المقالة، وهو سريع التغلغل والوصول إلى البنية الاجتماعية وامتلاكه حساً كوميدياً، وعن نتاجاته في هذا الفن وكيفية توالدها قال: الفكرة هي الأساس إذ تشكل ثمانين بالمئة من العمل، أما التنفيذ فلا يشكل سوى عشرين بالمئة، وأجد أن الكاريكاتير يمتلك نكهة خاصة فهو فن البساطة والموقف، ولهذا ترى الناس يحبون هذا الإبداع القصصي.
وعن علاقة تخصصه كمهندس ميكانيكي بالقصة والرواية والكاريكاتير، أشار الجابري إلى أنه استفاد من المعرفة وقال “في بعض الأحيان تدخل الأدوات الميكانيكية في الكاريكاتير، وربما تؤثر على الحكاية”. وقال الجابري “الآن أكتب رواية ساخرة” ويعرف نفسه بأنه إنسان حالم ومازال حالماً.
وعن تقنياته في كتابة الرواية يقول الجابري “أكتب الرواية بتقنية القصص القصيرة وعلى شكل فقرات، وكأن المقاطع مختلفة عن الأخرى”. وعن أي الفنون تلك التي يزاولها، والتي تستطيع أن تعبر عنه شخصياً، قال “أعتقد أن الكاريكاتير هو الذي يعبر عني، أما القصة والرواية فإنهما تعبران عن الجانب الفلسفي والرؤيوي الذي أؤمن به”.
المصدر: أبوظبي