21 أكتوبر 2011 11:14
تجربة تفاعلية، وحراك ثقافي حققه مهرجان أبوظبي السينمائي 2011، في كل الاتجاهات، لم يقتصر على ذلك، بل فتح بابا للانخراط في تجربته وعيشها من الداخل لفئة الشباب من المتطوعين والموظفين المؤقتين، بحيث وضعهم في تماس مع كبار الفنانين، ومع جمهور عريض من مختلف الجنسيات بألسن مختلفة، تجربة ستجعلهم يفاخرون بها، كونهم ساهموا في رسم معالم هذا الحدث الكبير، إذ يوفر لهم فرصة لقاء صناع السينما ومشاركتهم أفكارهم وذلك من خلال الجلسات الحوارية، وفرصة للقاء مجموعة من الصحفيين، ويختلف المتطوعون عن الموظفين المؤقتين بحيث توكل لهذه الفئة الأخيرة مسؤولية أكبر في القيام بواجباتهم الموكولة إليهم أحسن قيام.
حول دور هؤلاء الموظفين المؤقتين في مهرجان أبوظبي السينمائي 2011، وعن ماهية مساهماتهم في إنجاح هذه الدورة، وعن المهام الموكولة إليهم، تقول حنين عبدالرحمن سعسع خريجة الجامعة الأميركية بالشارقة تخصص اتصال جماهيري، موظفة مؤقتة في المهرجان السابق وموظفة رسمية في هذا المهرجان، ومسؤولة عن توظيف المتطوعين والموظفين المؤقتين: عملت كموظفة مؤقتة في المهرجان السابق، ما أتاح لي فرصة الاحتكاك مع كثير من الصحفيين على الخصوص، حيث كنت مسؤولة عن جزئية إصدار البطاقات الصحفية، وهذه التجربة أضافت لي الكثير من المهارات، ونسجت من خلالها شبكة علاقات، وبكونها قريبة من تخصصي فإنني قاربتها بحب كبير.
ليونة وحكمة
وتوضح حنين أنه بعد انتهاء المهرجان قررت إدارته تمديد عقدها لتصبح موظفة رسمية معهم، وفي المهرجان الحالي أوكلت لها مهمة اختيار الموظفين المؤقتين، بالإضافة إلى مهامها الأخرى، وتضيف: توسعت هذه السنة أكبر في عملي، كما أن الشعور بالمسؤولية يمنحنا الدافع للعمل أكثر، بحيث نعمل على التنسيق مع الصحفيين والفنانين، ونستخرج البطائق الصحفية، ونتعامل مع كل الجنسيات، ونحاول أن نمتص كل المعيقات ونرفعها، في وقت وجيز، وبمرونة عالية، لأن كل موظف يعتبر واجهة المهرجان، بحيث يجب إرضاء جميع الأطراف بليونة وحكمة، وتيسير سبل وصولهم للمعلومة، ومرات نسأل عن أشياء ليست من مهامنا، لكن مع ذلك نساعد في إيجاد أجوبة لها.
أما عن الصعوبات التي يجدها الموظف المؤقت فتقول حنين: ليست هناك صعوبات تذكر إلا تأخير بعض الصحفيين في طلب البطاقات الصحفية، وهذا يربك قليلا، لكن نقدر شغف كل واحد منهم ونقدم لهم كل المساعدات المطلوبة وفي الوقت المناسب.
معايير الانتقاء
أما عن معايير قبول الموظفين المؤقتين فتقول حنين سعسع: تم الإعلان عن الرغبة في موظفين مؤقتين قبل شهور، في بعض الجرائد، وكذلك على الموقع، كما عرضنا احتياجاتنا لبعض التخصصات، وبالتالي تم الترشيح لذلك، وبعدها حددنا المقابلات المباشرة التي على إثرها تم القبول، ولم نحصر المشاركة في جنسية معينة، بل كان الباب مفتوحا لكل من يتقن اللغة العربية ويتحدث اللغة الإنجليزية، أما عن الشواغر فهي كانت لوظائف لها علاقة بما نقوم به لفائدة الجمهور وله ارتباط بالسينما كتصوير الفيديو مثلا، والمسؤولين عن المقابلات الصحفية، والمسؤولين عن البطاقات الصحفية، والمشرفين عن لجان التحكيم، وهكذا..
وتوضح حنين أن أغلب الموظفين المؤقتين هن إناث إلا موظف واحد وهو إماراتي الجنسية. مشيرة إلى أن عمل بعض الموظفين المؤقتين سيستمر إلى ما بعد المهرجان، ومنهم من ستنتهي مهمته مع إسدال ستار المهرجان.
اكتساب الخبرات
يعد سيف علي أحمد عوض الشاب الوحيد الذي يشغل وظيفة مؤقتة في مهرجان أبوظبي السينمائي، بحيث عمل في السنة الماضية كمتطوع، ونظرا لجديته في العمل، وشغفه بما يقدم من خدمات تطوعية فإن إدارة المهرجان منحته شرف المشاركة مرة أخرى كموظف مؤقت، عن هذه الوظيفة وما يقدمه للجمهور يقول سيف، طالب اتصال جماهيري في جامعة الإمارات في العين: فعلا إنها تجربة رائعة، وأنا سعيد بهذه المشاركة، خاصة وأن عملي في المهرجان لا يتقاطع مع دراستي في الجامعة، وهذا سيفيدني كثيرا في مجال دراستي، بحيث تراكمت لدي خبرات كبيرة من خلال تجربتي في التطوع السنة الماضية في المهرجان، وقد ساعدتني هذه السنة، بحيث كنت أساعد على طبع الوثائق، وكان ذلك ضمن الجسم الصحفي، وأكسبني ذلك مهارات إضافية في التعامل مع الناس وطرق التواصل مع مختلف الجنسيات.
كما حققت لي التجربة الوقوف عن قرب على تجربة الصحفيين وكيفية الوصول إلى المعلومة، حيث كان يحصل الجميع على نفس الوثائق، لكن كل واحد منهم يتناول الموضوع من جهته بطريقته ومن وجهة نظره.
ويوضح سيف أنه درس ثلاث سنوات في كلية الهندسة، وغير اتجاه دراسته لعدم قناعته بها، إلى ذلك يضيف: أدركت بعد ثلاث سنوات من الدراسة أن ميولي غير ما أدرسه، وكان هذا التوجه نتيجة عدم توجيه صحيح ومدروس، بحيث تم تسجيلي في الجامعة دون دراية سابقة بما سأدرس، وبعد هذه المدة انخرطت في كلية الإمارت في العين اتصال جماهيري، وأنا اليوم أبحث عن كل ما يصقل مهاراتي في هذا الاتجاه، ويشير سيف إلى أن أغلب الطلاب يدرسون تخصص العلاقات العامة، بينما البنات يخترن الصحافة في أغلب الأحيان.
أما عن دوره في المهرجان يقول سيف: تدربنا على العمل في المهرجان من خلال برنامج معين، وتلقينا أيضا تدريبات وتوجيهات شفهية، وذلك للقيام بالعمل بطريقة مثلى، ويعبر سيف عن سعادته بالمشاركة في هذا العمل. ويضيف: شعرت بمسؤولية أكبر عندما حصلت على وظيفة مؤقتة، وهذا اعتبره ترقية في حد ذاتها، واعتراف لما قدمته في السابق، وهذا يحفزني للعطاء أكثر، ومن أجل ذلك فإنني أُقدم للمهرجان كل يوم من العين، ودوامنا يبدأ من الساعة العاشرة صباحا إلى العاشرة مساءً.
سرية تامة
من جهتها، تقول صوفيا شهاب أستاذة جامعية وموظفة مؤقتة في مهرجان أبوظبي السينمائي، إن هذه الوظيفة جعلتها في تماس مع كبار الممثلين والمخرجين، وصناع السينما في الإمارات على الخصوص إذ تشغل مهمة منسقة لجنة تحكيم مسابقة الفيلم الإماراتي، ما منحها فرصة الوقوف على تجربة الشباب في هذا الإطار، إلى ذلك تقول صوفيا: تلقيت تدريبات قبل انطلاق المهرجان، وتعرفت على البرنامج العام لذلك، وطبيعة عملي وما سأقدمه من خدمات لهذه اللجنة، ثم استقبلنا كل التدريبات والتعليمات للعمل على تسهيل عمل اللجنة من تواصل، وتوفير معلومات، وتسهيل تواصلهم مع باقي الجهات إذا اقتضى الأمر ذلك.
أما عن ماهية عملها فتقول إنه يتحدد في التالي: قبل انطلاق المهرجان كان دوامنا عادي كباقي الدوائر الحكومية، أما بعد رفع ستار المهرجان، فعملنا ينطلق من العاشرة صباحا، ولا ينتهي إلا بعد العاشرة ليلا، بحيث يجب أن نحضر كل الفعاليات، والمناقشات، والمحاضرات، وكل تحركات اللجنة بحيث نرافقهم لحضور كل الأفلام، وهذا الأمر منحني فرصة الاطلاع على كثير من التجارب سواء بالنسبة للشباب الإماراتي، أو لرواد السينما في هذا البلد.
وتضيف صوفيا: وبالفعل استطعت تكوين حصيلة مهمة جدا عن الإمارات وعن موهبة شبابها في هذا الإطار وذلك في ظرف وجيز، وتعرفت أيضا على موروثها الثقافي عن قرب بسرعة وعمق.
أما عن سير عمل اللجنة، فتقول صوفيا إن عملها يجب أن يحاط بسرية تامة، وتعبر عن احترامها لهذه اللجنة التي تدير التحكيم بكل موضوعية، وتضيف في نفس السياق: أعجبت فعلا بهذه التجربة وأنا سعيدة بها، بحيث وقفت على نزاهة عملها، ومعايير اختيار الأفلام الناجحة، أما عن لغة التواصل بين أعضاء اللجنة، فأكدت أنها لغة فنية تتوحد في نتيجة واحدة حول استقراء عمل معين من الناحية الفنية والجمالية والموضوعية ورسالته وكل الجوانب.
كما توضح شهاب عن وظيفتها خولتها معرفة كواليس اختيار الأفلام الناجحة، موضحة أن هذه الوظيفة أشفت فضولي المعرفي وأجابت على العديد من الأسئلة التي كانت معلقة في ذهني لفترات.
عالم ممتع
تتحدث دانا عقل مهندسة صناعية وموظفة بجامعة الحصن، وموظفة مؤقتة، ومنسقة ثلاث لجان تحكيم منهم لجنة أفلام الهواة الآسيوية، وعالمنا وهي خاصة بالبيئة والقائمين عليها من مصدر في أبوظبي، ولجنة الأفلام القصيرة، قائلة عن تجربتها في مهرجان أبوظبي السينمائي: هذا عالم ممتع بالنسبة لي، يبتعد تماما عن مجال عملي، به حراك وتفاعل، ورغم أن ساعات عمله طويلة، إلا أننا لا نشعر بذلك نظرا لكثرة انشغالاتنا، فالعمل في مجال البيئة جعلني أتعرف على مجالات أخرى جديدة، وهذا التنوع في الإشراف على هذه اللجان جعلني اطلع على تجارب مختلفة، بالإضافة لذلك فإن عملنا وسط هذا الزخم من الممثلين والصحفيين بمختلف جنسياتهم سيشكل إضافة بالنسبة لنا.
نقاشات مثمرة
تقول هلا كرنز، مصممة جرافيك من مواليد أبوظبي، ومسؤولة عن التنسيق بين الصحفيين والفنانين، عن تجربتها: فتحت لي هذه التجربة بابا واسعا للتعرف على تجارب أخرى، وعلى خلق نقاشات مثمرة مع مختلف الجنسيات، وتوضح هلا أن أهم ما تعلمت هو إدارة ضغوط العمل، بحيث يلزمها إيجاد حلول لبعض الصعوبات في ظرف وجيز.
المصدر: أبوظبي