موظفون يطالبون بتأخير «الدوام» تجنباً لمخاطر الضباب

طالب عدد من الموظفين القاطنين في مناطق بعيدة عن مقار أعمالهم، الجهات المسؤولة في المؤسسات الحكومية والخاصة بالدولة، ضرورة تأخير موعد الدوام الصباحي لمدة ساعة على الأقل، خلال الأيام التي تشهد فيها البلاد ضباباً كثيفاً، تجنباً للتعرض لمخاطر الحوادث المرورية. وأكد الموظفون أنهم يضطرون للبقاء في المنازلهم، حتى ينقشع الضباب، وتبدو الرؤية واضحة في الشوارع، ثم يتوجهون إلى مقار أعمالهم التي تبعد مسافات طويلة عن مساكنهم، إلا أن بعض المسؤولين، يرفضون منحهم عذر تأخير بسبب الضباب أو الظروف المناخية الطارئة التي تشهدها الدولة أحياناً، ما يدفع البعض إلى المغامرة بأرواحهم. وقال المواطن محمد سلطان، من سكان أم القيوين، ويعمل في الشارقة، إن عدم وجود قرار أو تعميم يجيز للموظف التأخير عن العمل في مثل هذه الظروف، ساهم في زيادة أعداد الحوادث، والتي نتجت عنها حالات وفاة وإصابات بالغة، لافتاً إلى أن الدولة شهدت في السنوات الماضية حوادث مميتة نتيجة موجات الضباب التي تغطي معظم الإمارات. وأضاف أن معظم مناطق الدولة شهدت في اليومين الماضيين حوادث مرورية خلال فترة الصباح الباكر، بسبب الضباب الكثيف، ما أدى إلى ازدحام الشوارع وعرقلة حركة السير في بعض الطرق، نتيجة توجه جميع الموظفين إلى مقار أعمالهم في توقيت واحد. وأكد أن أسباب الحوادث المرورية التي تقع على الطرقات الخارجية للدولة خلال فترة الضباب، ترجع إلى قيادة الموظفين بسرعات زائدة، من أجل الوصول إلى مقار أعمالهم في الوقت المحدد. وتساءل المواطن عيسى أحمد من سكان رأس الخيمة، لماذا لا يتم إصدار تعميم يسمح للموظفين القاطنين بعيداً عن مقار أعمالهم بتأخير الدوام الصباحي ساعة تقريباً في حال وجود ضباب كثيف، حفاظاً على سلامتهم وسلامة الآخرين من مخاطر الحوادث المرورية؟. وأشار إلى أن معظم العاملين في أماكن بعيدة عن مساكنهم، يعانون كثيراً أثناء الضباب، خصوصاً في وقت الصباح الباكر، أثناء توجه الجميع إلى مقار أعمالهم، لافتاً إلى أن الجميع يسعى للوصول في الوقت المحدد، تجنباً للمساءلة والخصم من الراتب. وقال المواطن حميد عبدالله مقيم في أم القيوين، ويعمل بدبي، إن بعض المسؤولين، يبرز حرصهم على سلامة الموظفين من الوقوع في الحوادث المرورية، أثناء قيادة المركبة في فترة الضباب، فيؤكدون عليهم ضرورة عدم قيادة المركبة بسرعة زائدة أثناء الضباب، والسماح لهم بالتأخير حتى ينقشع الضباب، لافتاً إلى أن وعي المسؤولين وتفهمهم للتغيرات المناخية التي تمر بها الدولة، يعزز من إنتاجية الموظف في العمل. وطالب المواطن خالد الشحي من رأس الخيمة الجهات المعنية بإصدار قرار، يسمح للعاملين في أماكن بعيدة عن مقار سكنهم، بمسافة تتجاوز الـ 50 كيلو متراً، بالتأخر عن عملهم لمدة ساعة تقريباً، أثناء تقلبات الطقس مثل الأمطار الغزيرة والضباب الكثيف والعواصف، تجنباً للوقوع في الحوادث المرورية، والتسبب في خسائر بشرية ومادية. وأوضح أن معظم الموظفين يعانون كثيراً إصرار بعض المسؤولين والمديرين بإلزامهم على الحضور قبل بدء الدوام، غير مدركين ما قد يسببه هذا الإصرار على الموظف من آثار سلبية. من جهته، أكد الرائد سعيد عبيد عران مدير إدارة المرور والدوريات بالقيادة العامة لشرطة أم القيوين، أنه على الرغم من وقوع حوادث مرورية في الدولة نتيجة الضباب الكثيف، إلا أن الجهات الأمنية مستمرة في توعية مستخدمي الطريق بخطورة القيادة بسرعات عالية أثناء الضباب أو التغيرات المناخية. وأشار إلى أن الدولة شهدت في السنوات الأخيرة حوادث مرورية دامية نتيجة الضباب الكثيف، وأسفرت عن وفاة العديد من الأشخاص، الذين كانوا متوجهين إلى مقار عملهم. وأضاف أنه في حال وجود ضباب كثيف يجب على الموظف الاتصال بجهة عمله وإبلاغها عن تأخره عن الحضور إلى العمل لفترة زمنية محددة، بسبب الضباب، لافتاً إلى أن المسؤولين والمديرين في المؤسسات والدوائر الحكومية والمحلية والخاصة لن يعرضوا أي موظف للمخاطر من أجل الدوام. وطالب الرائد سعيد عبيد السائقين بالالتزام بقواعد وأنظمة السير والمرور المطبقة في الدولة، وأخذ الحيطة والحذر وعدم تجاوز السرعات المحددة على الطرقات، وعدم استخدام الإشارة التحذيرية أثناء القيادة في الضباب، تجنباً لإرباك قائدي المركبات الأخرى، والاكتفاء بتشغيل إضاءة المصابيح، والتأكد من نظافة الزجاج، ليتمكن السائق من الرؤية بوضوح. وكانت إدارة المرور والدوريات في شرطة أم القيوين طالبت مستخدمي الطرق الداخلية والخارجية بأخذ الحيطة والحذر أثناء القيادة أثناء الضباب، والالتزام بخط السير، وعدم التجاوز أو القيادة بسرعات عالية، نظراً لانعدام الرؤية الأفقية في بعض المناطق، حفاظاً على أرواحهم.