19 أكتوبر 2011 10:52
أعلنت وزارة الخزانة البريطانية أمس أن الحكومة جمدت أصول خمسة إيرانيين يشتبه بتورطهم في المخطط الذي هدف لاغتيال السفير السعودي عادل الجبير في الولايات المتحدة. في حين طالبت واشنطن طهران تسليم أو محاكمة غلام شكوري على أراضيها، وهو أحد عناصر الحرس الثوري الإيراني (الباسدران) المتورط بمخطط اغتيال الجبير، معلنة موافقتها على زيارة طلبتها طهران للقاء المعتقلين المتورطين بالمؤامرة.
وذكر بيان وزارة الخزانة البريطانية أن من بين الذين شملهم قرار التجميد شخصين متهمين في القضية وهما منصور أرباب سيار (56 عاما) وغلام شكورى الذي يعرف بأنه عضو في قوة القدس التابعة للباسدران.
كما ذكر البيان أسماء الميجور جنرال قاسم سليماني وهو قائد قوة القدس الذي يشتبه في أنه أشرف على المخطط، وحامد عبد الله، وعبد الرضا شاهلي. وكانت أميركا قد جمدت أصول نفس الأشخاص بعد اكتشاف المخطط الأسبوع الماضي.
من جهتها طالبت الإدارة الأميركية أمس الأول إيران بأن تسلم أو تحاكم على أراضيها شكوري. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر “وفق الاتفاق الدولي حول الأشخاص الذين يحظون بحماية، أمام الحكومة الإيرانية أن تختار بين تسليم هذا الشخص أو القيام بنفسها بملاحقات في القضية”. وأبدت الخارجية الأميركية من جهة أخرى تجاوبا مع طلب إيران تنظيم زيارة قنصلية لمنصور عرب بسيار، المشتبه به الآخر المعتقل في الولايات المتحدة.
ورد مارك تونر المتحدث باسم الخارجية الأميركية أن واشنطن لم تتلق طلبا من طهران في هذا الصدد. وكرر أن لقاء مباشرا حصل بين إيران والولايات المتحدة الأسبوع الفائت في شأن هذه المؤامرة. لكنه أوضح أن هذا الاتصال الذي طلبته الولايات المتحدة ونفت إيران حصوله “لم يؤد إلى رد إيجابي جدا”.
وأضاف تونر أن طهران طلبت من واشنطن الأحد تسهيل القيام بـ”زيارة قنصلية” لمنصور عرب بسيار، ووجهت “رسالة في هذا الصدد الى الحكومة الاميركية” عبر السفارة السويسرية التي تمثل المصالح الأميركية في طهران منذ عام 1980.
ولفت تونر ألى أن اتفاق فيينا حول العلاقات القنصلية لا يضفي طابعا إلزاميا على هذه الزيارات في حال كان الشخص المعني يحمل جنسيتين، إحداهما جنسية البلد الذي يعتقل فيه، الأمر الذي ينطبق على عرببسيار. لكنه تدارك أن الخارجية تتبنى سياسة تسهيل هذه الزيارات، “وسنطلب بالتأكيد أن يتم هذا الأمر”.
وقال حول مشاورات الرئيس الأميركي باراك أوباما مع الشركاء الدوليين في تشديد العقوبات المفروضة على طهران “بالتأكيد باتت الحكومات الأجنبية على علم بضخامة هذه المؤامرة”.
وفي نفس الشأن أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس الأول أن بلاده لا تعتزم “إجراء تحقيق” حول الاتهامات الأميركية لعناصر من الباسدران بمؤامرة اغتيال السفير السعودي في واشنطن. وقال في مقابلة مع قناة الجزيرة “لماذا علينا إجراء تحقيق، كل يوم تطلق الولايات المتحدة اتهاما جديدا بحق إيران، هذا الموقف من جانب الولايات المتحدة غير صحيح، إذا اعتقدوا أنهم من خلال ممارسة الضغط سيحصلون على نتائج فإنهم مخطئون”.
وفي السياق نفسه أعلن وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري أن بلاده “ليست متفاجئة بسلوك” إيران بخصوص محاولة اغتيال الجبير، معربا عن “تضامن” الرباط الكامل مع الرياض.وقال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البريطاني وليام هيج الذي يزور الرباط “نحن لسنا متفاجئين بهكذا سلوك من جانب الإدارة الإيرانية وعدم احترامها سيادة دول العالم الحر”.
من جهته قال الوزير البريطاني إن بلاده تواصل “مشاوراتها” في واشنطن حول الطريقة المناسبة “للرد على هذا الحادث”. وأضاف أن “ما تكشف مقلق للغاية، الولايات المتحدة تتعامل مع هذه القضية بجدية ونحن أيضا”.
المصدر: عواصم