19 أكتوبر 2011 09:53
تأتي «حملة الرداء الأحمر الإنسانية»، على مدى عام كامل، لتشمل آلاف النساء داخل وخارج الإمارات، كمبادرة حضارية خلاقة على طريق المبادرات الإنسانية التي تعد امتداداً لجسور الخير والعطاء لأبناء الإمارات وقيادتهم الحكيمة، تستهدف الحرص على زيادة وعي المرأة بأهم أسباب الأمراض القلبية، وأفضل سبل الوقاية، التي تعد من أكبر مسببات الوفيات في الدولة.
(أبوظبي) - لكن لماذا التركيز على قلب المرأة؟ وهل أن قلب المرأة أكثر عرضة للمرض أو الإصابة مقارنة بالرجل؟ وإذا كان الأمر كذلك، فهل هناك أسباب أو عوامل بيئية أو ثقافية معينة تدفع إلى التفكير في مثل هذه الحملة؟ وما أهمية عامل الوقاية والتوعية إزاء أمراض القلب بشكل عام والمرأة بصفة خاصة؟
الدكتور رشدي خلف الله، أستاذ واستشاري الأمراض الباطنية والقلب، بجامعة بنها، يقول: ربما يسود اعتقاد شائع بأن قلب المرأة محصن ضد أمراض القلب والأوعية الدموية مقارنة بالرجل، وهذا صحيح إلى حد معين، وهذه الوقاية النسبية تعود إلى تأثير الهورمونات التي تحمي المرأة حتى سن معين، فـ «الإستروجين» يملك خاصية التأثير في مسببات تصلب الشرايين وهشاشة العظام، ويعمل على خفض الكوليسترول المنخفض الكثافة «LDL» ورفع الكوليسترول عالي الكثافة «HDL»، مما يعوق عملية تصلب الشرايين وتضيقها، وتتساوى المرأة مع الرجل بحلول سن اليأس»سن الأمل»، بل قد تسبقه في معدل الوفيات بعد سن الستين، نظراً لأن المعدل النسبي لعمر المرأة يزيد على مثيله في الرجل، كذلك لأن المرأة تعيش ثلث حياتها تقريباً في مرحلة سن اليأس».
سن اليأس
يضيف الدكتور خلف الله: «يعرف أن معدلات الإصابة بأمراض الشرايين التاجية بصورة منتظمة يتزايد بازدياد عمر الإنسان، وخاصة عند الرجال، كما يحدث تغير واضح عند المرأة وتتزايد إصابتها بأمراض الشرايين التاجية عند سن الخمسين تقريباً، وتؤكد الدراسات الحديثة التأثير الوقائي للعلاج بالإستروجين ضد الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، خاصة ضد احتشاء عضلة القلب، ومن الممكن تفسير خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية أيضاً بوجود عوامل الخطر المختلفة الأخرى، مثل العامل الوراثي والتدخين، وارتفاع ضغط الدم وعدم ممارسة الرياضة، وارتفاع نسبة الكوليسترول بالدم، مع زيادة الوزن، والضغوط النفسية والعصبية، كما يلاحظ أن الضغط الشرياني الانبساطي يرتفع لدى المرأة في هذا السن، خاصة إذا كان سن اليأس مبكراً، فإن ذلك يزيد من احتمالات الإصابة بأمراض الأوعية الدموية وخاصة الشرايين التاجية، وللعلاج الهرموني تأثير إيجابي مهم في تقليل عدد الوفيات، إذا كان منشأها القلب والأوعية، كما أن التأثيرات الأخرى على الأوعية مثل الإصابة بأمراض الأوعية التاجية أو انسدادها، فتكون ضعيفة عند النساء اللاتي عولجن بعد سن اليأس بالإستروجين، مقارنة بالنساء الأخريات اللواتي لم يستعملن الإستروجين».
تخثر الدم
يقول الدكتور خلف الله: «إنَّ سن اليأس يسبب ارتفاع نسبة الفيبرينوجين في الدم، وعامل التخثر السابع، اللذان يعتبران من عوامل الخطر للإصابة بالقلب والأوعية الدموية، ويجب الحذر من استعمال تلك الهرمونات عند النساء ذوات التاريخ المرضي السابق والحافل بتخثرات الأوردة بصورة خاصة والشرايين بصورة عامة، ويجب الامتناع عن تناول العلاج التعويضي عن طريق الفم إلا بإشراف الطبيب».
الدهون
يضيف الدكتور خلف الله: «غالباً ما تنسب أمراض القلب والأوعية الدموية إلى شذوذ في التخلص من الكوليسترول المنخفض الكثافة، ويعد معدل الكوليسترول العالي الكثافة، من العوامل المحدِّدَة للخطر، وتكون المرأة قبل سن اليأس محمية نسبياً ضد أمراض القلب والأوعية الدموية، ويعود فضل هذا إلى ازدياد إنتاج الكبد لمستقبلات الأبوبروتين، ونلاحظ بعد ذلك ارتفاع نسبة الكوليسترول الكلي، والكوليسترول منخفض الكثافة، والأبوبروتين «B» والدهون الثلاثية، ويعتمد التأثير النهائي للعلاج الإستروجيني في جرعات دوائية معينة على معدلات الكوليسترول المنخفض الكثافة، وعلى العلاقة بين زيادة فعالية الإزالة وزيادة الإنتاج له، وهي تتعلق بالعوامل الوراثية لكل امرأة».
فالدراسات الحديثة تظهر نقصاً واضحاً يقدر بنصف عدد الوفيات من أمراض القلب والأوعية، وتظهر النتائج انخفاض عامل الخطر بنسبة 20% عند النساء اللواتي استعملن الإستروجين واللواتي دلفن إلى سن اليأس بصورة تلقائية، وإلى انخفاض قدره 30% عند السيدات اللواتي تعرضن لاستئصال المبيضين وعولجن بالهرمونات التعويضية، لكن أي علاج لا يكن إلا تحت الإشراف الطبي الدقيق، ووفق التاريخ المرضي لكل حالة».