28 يناير 2012
لمياء الهرمودي (الشارقة) - تواجه منطقة الشارقة التعليمية نقصاً في عدد الاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين ، فضلاً عن عزوف المواطنين الذكور في الانخراط في هذه التخصصات التي تلعب دوراً كبيراً في ترسيخ قيمنا وعاداتنا في نفوس الطلبة.
وأوضحت إحصاءات منطقة الشارقة التعليمية أن هناك نقصاً واضحاً في عدد الاختصاصيين بمدارس البنين على وجه التحديد وبدرجة أقل في مدارس البنات، حيث يوجد 31 أختصاصياً اجتماعياً و 60 أختصاصية اجتماعية فقط، في حين يبلغ عدد المدارس الحكومية نحو 84 مدرسة تضم 41 ألفا و739 طالبا وطالبة , وهو ما يقل بنسبة كبيرة عن معايير وزارة التربية والتعليم والتي تشير إلى أن نصاب الأخصائي الاجتماعي الواحد يبلغ 250 طالبا من مجموع الطلبة الموجودين في المدرسة الواحدة.
وتبرز مشكلة النقص في عدد الأخصائيين النفسيين والذي يبلغ 3 أخصائيين نفسيين فقط موزعين على 84 مدرسة حكومية ويتابعون أكثر من 41 ألف طالب وطالبة، وذلك دون إدراج عدد الطلبة في مرحلة رياض الأطفال والذين يبلغ عددهم نحو 2395 طالبا وطالبة والذين هم بحاجة إلى متابعة مستمرة من قبل الأخصائي النفسي والاجتماعي.
وأشارت منى شهيل نائب مدير منطقة الشارقة التعليمية إلى أن المنطقة تقوم بشكل دوري على حصر الشواغر في بداية العام الدراسي وتقوم بمخاطبة الوزارة بالشواغر والنواقص بشكل رسمي حتى تقوم هي باتخاذ الإجراءات اللازمة، حيث يحتاجون حاليا إلى 23 اختصاصياً اجتماعياً منها 6 لمدارس الذكور و17 لمدارس الإناث. ولفتت منى شهيل نائب مدير منطقة الشارقة التعليمية إلى ان هناك نقصا شديدا في الأخصائيين الاجتماعيين المواطنين في مدارس البنين والذي ينعكس بشكل سلبي على أبنائنا الطلبة، فالطالب الذي يعاني من مشكلات اجتماعية أو نفسية يحتاج إلى شخص يلم بكافة عاداتنا وتقاليدنا وقيمنا ومعتقداتنا فهو يشعر بالإحراج عن الكشف بكل تلك الأمور وتفسيرها لشخص لا يملك هذه الخلفية وغير ملم بتفاصيل حياتنا الاجتماعية.
وأوضحت شهيل بان قلة الامتيازات والحوافز وانعدام الترقيات أهم أسباب عزوف الشباب عن امتهان مثل هذه المهن الشاقة والتي تحتاج إلى صبر وسعة الصدر كما أن الإغراءات المتوفرة في الوظائف الأخرى والتي لا تحتاج إلى بذل مجهود كبير تجذب الشباب إليها , بالتالي لا يقبل إلا القليل على هذه الوظيفة.
وعلى صعيد قلة عدد المواطنين الممتهنين لوظيفة الأخصائي الاجتماعي والنفسي وأثر ذلك على الطلبة أوضحت سميرة شهيل مديرة مدرسة النوف للتعليم الثانوي بان هذا له اثر كبير على الطلبة حيث يشكل فجوة بين الطالب والأخصائي خاصة عندما يكون غير ملم بعاداتنا وتقاليدنا وأفكارنا فلا يدرك أهمية أو مدى عمق المشكلة الاجتماعية أو النفسية الذي يعيش فيها الطالب. وطالبت بضرورة توجيه المواطنين على ضرورة إعادة النظر في هذه المهنة والتي لها دور هام في بناء وتوجيه أبنائنا جيل المستقبل.
وبدورها أشارت الأخصائية الاجتماعية نورة عبدالله إلى ضرورة وجود الأخصائي الاجتماعي والنفسي في المدرسة وما له من دور فاعل في عملية اكتشاف وحل المشكلات النفسية والاجتماعية والسلوكية ومتابعتهم صحيا واقتصاديا فكل تلك الأمور لابد من أن يلم بها الأخصائي الاجتماعي , إلا أن دور الاختصاصي النفسي يكون أكبر وأعمق في عملية الكشف عن المشكلات النفسية التي يتعرض لها الطالب وذلك عن طريق إخضاعهم لاختبارات خاصة والقيام بحل تلك المشكلات بسبل مدروسة وواعية.
ولفتت إلى أن المنطقة تعاني من نقص شديد في عدد الاختصاصيين النفسيين فوجود 3 اختصاصيين نفسيين موزعون على أكثر من 41 ألف طالبة وطالب معضلة تحتاج إلى حل ، فالطلبة بحاجة إلى عناية نفسية في ظل الظروف المتغيرة فلا بد من زيادة عددهم وتوزيعهم على المدارس بشكل شبه دائم.
ومن جانب آخر أشارت هبة الله محمد موجهة الخدمة الاجتماعية بمنطقة الشارقة التعليمية إلى أن مهنة الاختصاصي أو الاختصاصية الاجتماعية هي بمثابة المحرك الثاني للمدرسة بعد مدير المدرسة ذلك لما يقومون به من أدوار مختلفة مهنيا فهم يتعاملون مع الطلبة وأولياء الأمور وإدارة المدرسة والمعلمات وكل العاملين بالمدرسة بالإضافة للتفاعل مع المؤسسات المجتمعية. وقالت هبة الله محمد:” نحن نعاني من نقص شديد في الميدان التربوي فعلى الرغم من أهمية دور الاختصاصي الاجتماعي إلا أننا نفتقد للنصاب الذي يقوم بمتابعة الطالبات فعلى سبيل المثال 600 طالبة تتابعهن اختصاصية واحدة من كافة الجوانب الاجتماعية، والتحصيلية فضلا عن الأنشطة”. بينما توضح المعايير التي سبق وان أقرتها الوزارة بان نصاب كل اختصاصي لا يتجاوز 250 طالباً .
ولفتت إلى أن المنطقة التعليمية لا تألوا جهدا في تقدير الجهود التي تقدم من خلال معاني رمزية ولكن لابد أن تكون على مستوى الوزارة وسائل جذب لهذه المهنة ولا بد أن يخضعوا لاختبارات أو مقابلات كل فترة للحصول على الدعم النفسي لمواجهة المشاكل مع أولياء الأمور والتفاعل مع المؤسسات المجتمعية.
وبدوره أشار أشرف محمود العريان أختصاصي نفسي في منطقة الشارقة التعليمية إلى أهمية دور الاختصاصي النفسي في الميدان التربوي خاصة بعد التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والنفسية لدى الأفراد وظهور أنواع السلوكيات السلبية والمضطربة لدى الطلبة بصفة خاصة والحاجة إلى تدخلاته المهنية والمتخصصة بما يمتلكه من أدوات و برامج نفسية وعلاجية وإرشادية متخصصة للقيام بمثل هذه التدخلات المهنية سواء للطلبة ذوي المشكلات النفسية والسلوكية أو للطلبة الفائقين والموهوبين.
وقال أشرف محمود العريان:” لابد أن نعترف بوجود نقص في عدد الاختصاصيين النفسيين على مستوى منطقة الشارقة التعليمية ودبي وبقية الإمارات، حيث لا يتجاوز العدد من 3 إلى 4 اختصاصيين نفسيين في كل منطقة في حين كل منطقة حاجتها ماسة لوجود من 10 إلى 15 اختصاصيا نفسيا” .
وأكد العريان على أهمية وجود العنصر المواطن في مهنة الاختصاصي النفسي ذي خبرة مهنية في هذا المجال والذي سيساعد بشكل فعال في فهم طبيعة شخصيات الطلبة المواطنين لكونه يتفهم طبيعة الشخصية الإماراتية بصورة أكثر، مشيراً إلى أن ابرز أسباب عزوف الشباب عن هذه المهنة في وجهة نظره هو توفر الكثير من الأماكن الأخرى التي يحتاجون فيها إلى نفس مهنة الاختصاصي النفسي، ولكن بمميزات مادية أكثر، فضلاً عن جوانب الجذب الأخرى التي تتوفر في الوظائف البديلة.
وعلى صعيد أكثر المشكلات والتي تواجه هذه المهنة أشار إلى نقص عدد الاختصاصيين النفسيين المؤهلين والمهنيين ذوي الخبرة بالاختبارات والمقاييس وقلة عدد الاختبارات النفسية في الدولة المقننة قياساً بدول خليجية وعربية أخرى، لما لها من أهمية كبيرة في مجال عمل الاختصاصي النفسي في الدولة.
و أكدت سميرة شهيل مديرة مدرسة النوف للتعليم الثانوي أهمية دور الأخصائي الاجتماعي في اكتشاف أبرز المشكلات التي يعاني منها الطالب ، إلا أن كثرة الضغوطات تؤثر على متابعاته اليومية للطلبة.
وعلى صعيد تجربتي الشخصية فقد تم اكتشاف إعاقات متأخرة بين طالبات مدرستي لم تستطع الأخصائية الاجتماعية اكتشافها ولكن عند طلبي لأخصائية نفسية قامت بعمل جلسات نفسية مع الطالبات بالتالي تم اكتشاف نحو 5 حالات للإعاقة، فتأخر اكتشاف الإعاقة يؤثر سلبا على الطالب وذويه ومستواه وتحصيله الدراسي.
وجود الاختصاصي الاجتماعي والنفسي ضرورة
أكدت منى شهيل نائب مدير منطقة الشارقة التعليمية أن وجود الاختصاصي الاجتماعي والنفسي أمر هام وضروري في كل مدرسة بحد ذاتها فالانفتاح الذي يعاصره أبناؤنا اليوم وتنوع مصادر الفكر وغزو القنوات الفضائية بيوتنا وتنوع الثقافات التي تتدفق إلى أذهان وعقول الطلبة بات يشكل تحديات نفسية واجتماعية كبيرة في نفوسهم ,فضلا عن انشغال الأم بالوظيفة و الأب الحاضر الغائب يجعل من موضوع الاهتمام بالجانب الاجتماعي والنفسي للطالب أمرا هاما جدا سواء في مرحلة الرياض أو في المراحل الدراسية الأخرى.
الاستعانة بالمعلمين في «الإرشاد المهني» تعرقل الميدان التربوي
الشارقة (الاتحاد) - شرعت منطقة الشارقة التعليمية بتطبيق مشروع الإرشاد التعليمي المهني في أربع مدارس ثانوية مع بداية العام الدراسي الحالي، وذلك تماشياً مع خطة وزارة التربية والتعليم في أن يشمل المشروع نحو 20 مدرسة ثانوية على مستوى الدولة من خلال خطة تشغيلية مدتها ثلاث سنوات يتبعها في المرحلة الثانية مدارس الحلقتين الأولى والثانية من التعليم الأساسي.
ونظرا لقلة الأعداد التي تقدمت لشغل هذه الوظيفة، فان المنطقة التعليمية قامت بالاستعانة بالمعلمين للقيام بمهام الإرشاد الطلابي بتحويل تخصصاتهم بعد تأهيلهم من مدرسين إلى مرشدين، رغم الأثر الذي يخلفه ذلك في زيادة النقص الحاصل في عدد المعلمين في مختلف المناطق التعليمية.
ونوه سعيد مصبح الكعبي مدير منطقة الشارقة التعليمية إلى أهمية المشروع وأهدافه السامية التي تستهدف رفع مستوى الطالب وإرشاده باتخاذ الطريق المهني والعلمي الذي يتناسب مع قدراته ومهاراته، إلا أنه وبشكل منطقي فان تحويل عدد من المعلمين في الميدان التربوي إلى مرشدين قد يؤثر بشكل أو بآخر على سير العملية التعليمية، خاصة وأننا نعاني من نقص في عدد المعلمين والى الآن لم يتم سد تلك النواقص ونأمل أن تسعى الوزارة من أجل سد هذه الفجوة قريباً، وتعيين معلمين كبدلاء للذين تم تحويلهم إلى مرشدين.
وكشفت كنيز العبدولي مدير إدارة الإرشاد الطلابي بوزارة التربية والتعليم أن الوزارة طرحت مشروع الإرشاد التعليمي المهني بهدف مساعدة الطالب على اكتشاف قدراته الدراسية وميوله المهنية والتخطيط لمستقبله المهني بما يحقق توافقه الدراسي والشخصي، وكذلك مساعدته للتغلب على أية صعوبات قد تعترض مساره الدراسي أو تحول دون تحقيق أقصى إمكانات التعلم لديه، وذلك من خلال فعاليات إرشادية متنوعة، وباستخدام أدوات علمية محددة.
وحول أسباب الاستعانة بالمعلمين للقيام بمهام الإرشاد الطلابي بالرغم من النقص في عددهم في مختلف المناطق التعليمية، وعدم الاستفادة من خريجي الارشاد المهني في الجامعات قالت العبدولي: “اتجهنا إلى الاستعانة بالمعلمين الراغبين في القيام بمهام المرشد الأكاديمي المهني بالمدرسة في إطار الاستجابة لمقترحات المعلمين أنفسهم والذين كانوا يقومون بمساعدة الاختصاصي الاجتماعي في تنفيذ فعاليات إرشادية لطلبة الثاني عشر على وجه الخصوص”. وأضافت: “كما تم الإعلان عن الشواغر الوظيفة بالطرق الرسمية المتبعة، ولكن الذين تقدموا عبر الإعلان كانت أعدادهم قليلة جداً، ولاتزال متاحة أمام خريجي الإرشاد المهني للتقدم للوظيفة عند الإعلان عنها لاحقاً، خاصة وأن الوزارة لم تقم حتى الآن باستقطاب أية خبرات من خارج الدولة لهذا المشروع”.
وكشفت العبدولي عن أهم الأهداف التي تنوي الوزارة تحقيقها من خلال المشروع وهي مساعدة الطالب على التعرف على ذاته، ومساعدة الطالب على التعرف على الخدمات المهنية المختلفة ومتطلباتها وإكساب المتعلمين مهارات وضع الأهداف المهنية، بما يتناسب مع واقع سوق العمل وتبني ثقافة مهنية تعي قيم وأخلاقيات العمل.
وبدورها أشارت خديجة ياسين مديرة وحدة الإرشاد الطلابي في منطقة الشارقة التعليمية بأنه يجري حاليا تدريب 3 معلمات ومعلم ليصبحوا مرشدين أكاديميين وتم توزيعهم على أربع مدارس ثانوية في إمارة الشارقة وهي النموذجية للتعليم الثانوي ومدرسة فاطمة الزهراء للتعليم الثانوي ومدرسة واسط النموذجية للتعليم الثانوي ومدرسة الرفاع للتعليم الثانوي.