مسرح بني ياس يستعد لـ «أيام الشارقة المسرحية»

قــرّر مســرح بني ياس في أبوظبي أن يشارك هذا العام ضمن عروض مهرجان أيام الشارقة المسرحية الذي سيقام خلال الفترة من السابع عشر حتى السابع والعشرين من مارس المقبل، بعمل مسرحي من تأليف جمال سالم بعنوان “بهلول والوجه الآخر”. وقد أحال مجلس إدارة مسرح بني ياس مهمة إخراج العمل إلى المخرج الدكتور حبيب غلوم، الذي شرع في اختيار الممثلين الذين سيؤدون أدوار الشخوص في المسرحية، واتفق على أن يتولى الفنان فيصل الدرمكي مهمة مساعد المخرج، والفنان عبدالله بوشامس إدارة الإنتاج، والفنان وليد الزعابي تصميم الديكور، وسيقدم العمل باللغة العربية الفصحى. وضمن هذا التوجه اجتمع مخرج المسرحية بعدد من المسرحيين الشباب في أبوظبي الاثنين الماضي في قاعة المسرح الوطني بأبوظبي لتفحص النص، ومناقشة رؤيته حول منهجه في إخراج النص، وإمكانات اختيار الشخصيات التي ستؤدي الأدوار في المسرحية. وحضر الاجتماع الممثل علاء النعيمي، والمخرج فيصل الدرمكي، والممثل عبدالله بوشامس، وآخرون، وطرح حبيب غلوم مفاهيمه حول اللغة واللهجة في المسرحية، وطبيعة الديكور الذي سيتم تنفيذه، وعن حركة الممثلين في المسرح، وعن التخيلي والواقعي الذي سيقدم من خلالهما القصة، وعن الأداء الداخلي الذي أطلق عليه بالمسرح الأسود، وثمن عطاء مسرح بني ياس في أبوظبي. النص ويحتوي النص المسرحي على خمس عشرة شخصية هم “بهلول” و”خنساء” زوجته و”القاضي ورئيس الشرطة وزوجته ومساعد رئيس الشرطة والتاجر ووزير الوالي، وشخصيات أخرى هي بائع البرتقال وبائع البخور والمؤذن والكاتب ورجل 1 و2 و3. وجاءت في مقدمة النص المسرحي كلمة تلخص فكرة المسرحية سبق وأن كتبها جمال سالم، ويقول فيها “من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر”، هذه المقولة التاريخية تتكرّر في كل زمان ومكان، ونحن اليوم نرفع اليكم سؤالاً متشابهاً، من منا بلا قناع؟ عفواً.. هذا ليس تساؤلاً، بل إقرار بواقع، هذه المسرحية، هي ببساطة متناهية صرخة لكل منا بأن يكون نفسه، بأن ينزع قناعة الذي يتقنع به أمام الناس، لك أن تتخيل أنك تعيش بقناع يغطي عيوبك، هذا ما حدث لصاحبنا بهلول، ترى ما الذي اكتشفه في العالم الآخر. ويقدم جمال سالم صورة هذه الشخصية “بهلول” التي تعيش حياة ما بين العفوية والبساطة، مع ذكاء خارق، كي يتخلص من مشاكله بطريقته الخاصة، كونه يضعف دائماً أما زوجته التي تسيِّطر عليه، وقد حاول المستحيل لينال رضاها، ويطمح أن يكون مضحك الوالي ليقينه بمقدرته على التمثيل والخداع. هُنا لا بد للممثل الذي سيؤدى هذا الدور أن يعيش شخصيتين فيؤدي دوراً مركباً ما بين كونه ممثلاً في نص “بهلول والوجه الآخر”، وممثلاً في نص داخلي يؤديه بهلول نفسه أمام الوالي. ويقابل هذه الشخصية المركبة شخصية “خنساء” زوجة بهلول سليطة اللسان التي ترهقه بطلباتها، وشخصية رئيس الشرطة الرجل المداهن، الذي يطمح في التقرب من الوالي، والتاجر الرجل الشريف الذي يتعرَّض لتآمر رئيس الشرطة للاستفادة منه، والقضاء عليه لمنعه من الوصول إلى الوالي. اختيار النص والأخراج وعن أسباب اختيار نص مسرحة “بهلول والوجه الآخر” وإعادة إخراجه من جديد بعد أن سبق وأخرج من قبل المخرج حسن رجب، وعرض في الدورة الثامنة لأيام الشارقة المسرحية لمسرح الشباب القومي للفنون في دبي، وحصل على جائزة أفضل عمل متكامل، التقت “الاتحاد” مع مخرج المسرحية حبيب غلوم، وقال “اخترت النص المسرحي “بهلول والوجه الآخر” لأنني عايشت العمل منذ بداية كتابته الأولى، ووجدت أن هناك مجموعة من المفاصل التي يمكن أن أقدمها على المسرح بطرق مختلفة، وكنت في القاهرة عندما حضر جمال سالم لتسلم جائزته عن النص المسرحي، وكنت معه في تلك اللحظة”. وأضاف “لقد تكلمت مع جمال سالم كثيراً حول هذه المسرحية، وأهمية تقديمها، واقترحت تقديم هذه المسرحية قبل أن تقدم من قبل فرقة المسرح القومي بثلاث سنوات، وقد تم فعلاً اختيار بعض الممثلين على مستوى الإمارات للمشاركة باسم الدولة في تظاهرة مسرحية خارج القطر، ومن ضمن الشخصيات الزميل مرعي الحليان، ولكن لظروف معينة توقف إنجاز العمل، وتم اختيار عمل جاهز غير “بهلول”، وبعد مرور 3 سنوات اقترح الأخ مرعي على حسن رجب أن يخرج العمل، وبالفعل تم هذا الشيء”. وحول مشاهدته للعمل بإخراج حسن رجب، قال “لحُسن الحظ أنني لم أشاهد هذا العرض وإلا فإنني سأقع تحت رؤياه الخاصة، ولذلك أمتلك الآن حرية اختيار الرؤية الفنية التي أخرج فيها العمل”. وأضاف “مع تيقني من أسلوب حسن رجب وكفاءته، ولذلك تشجعت على خوض التجربة من جديد لأنني سأعمل بمنهج آخر، وهو ما يسمى بالمسرح الأسود”، والدليل على ذلك الكثير من الأعمال العالمية والمحلية والعربية قد أخرجت برؤى مختلفة”. وأشار إلى أن هناك شخصيات تم اختيار أبطالها مبدئياً، وقال “ما زلنا في إطار استكمال أسماء الممثلين الذين سيؤدون دور الشخصيات الأخرى، مع محاولتي الالتزام قدر المستطاع أعضاء فرقة بني ياس”. من جانب آخر قال الممثل المسرحي علاء النعيمي المرشح لأداء الدور الرئيسي في المسرحية، وهو دور بهلول “اعتزازي بهذه الشخصية بسبب تركيبتها المركبة أولاً، وثانياً لأن نص مسرحية “بهلول والوجه الآخر” سبق وأن فاز بجائزة تيمور للإبداع المسرحي في مصر عام 1995، وعرضت المسرحية في الدورة الثامنة لأيام الشارقة المسرحية من قبل فرقة المسرح القومي، واعتبر إسناد الدور الرئيسي لي تحدياً شخصياً لي، كون هذه الشخصية قد مثلت من قبل فنان متميز، وهو الفنان المسرحي مرعي الحليان، وأجد أن ارتقائي بهذه الشخصية سينبع من خصوصيتي في أداء الدور المنوط بي”. وقال “سوف أضيف خصوصيتي كممثل بمساعدة مخرج العمل الدكتور حبيب غلوم الذي من المؤكد أنه يمتلك نظرة مختلفة ورؤية مغايرة لما يريد العمل المسرحي أن يقوله”. وعن شخصية بهلول قال النعيمي “إنها شخصية بسيطة ومعقدة في الوقت نفسه تتصل وتمتد إلى مناطق شمولية وإنسانية كبيرة ومهمة، حيث إن النص يبرز - كما ذكر المؤلف - أقنعة تغطي عيوب الناس، وبالضرورة فإنه يشير إلى ما يظهر ما بعد نزع تلك الأقنعة”.