السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شارع السيف جادة للفنون جميعاً

شارع السيف جادة للفنون جميعاً
28 فبراير 2008 04:46
تحول شارع السيف في دبي خلال شهر كامل، شهر التسوق في دبي الذي أقيم ما بين 24 يناير و24 فبراير الجاري، إلى جادة كرنفالية للفنون كلها، فقد قام مجلس دبي الثقافي بتنظيم مجموعة كبيرة من الأنشطة الثقافية والفنية، ومن بين هذه الأنشطة استوقفتنا المعارض التشكيلية التي شارك في إحيائها عشرات الفنانين الإماراتيين والعرب والأجانب، وأطللنا على تجارب في التصوير والحرف اليدوية، إضافة إلى تجربة روائية شابة، وفي جولتنا هذه نلقي الضوء على عدد من التجارب التي وقفنا على عملها المباشر أمام الجمهور الكبير الذي حظيت به الفعاليات· الجولة شملت معارض تشكيلية لعدد من الفنانين الإماراتيين، فمن الأجانب توقفنا عند أعمال الفنانة كاري وورهول، كما اطلعنا على أعمال الخزف للسوري نوار دعاس، وبعد ذلك كانت جولتنا بين تجارب فناني الإمارات من المصورين والمصورات والرسامين ذوي الاتجاهات المختلفة، والأساليب المتنوعة، وهنا وقفة مع أبرز ما شاهدنا وأجرينا من لقاءات· بدأنا بالفنان حسين حيدر الذي يعرض مجموعة من الأعمال التصويرية التي تمت معالجتها على الكمبيوتر، لتبدو كما لو أنها أعمال رسم بالماء حينا وبالزيت حينا، وهو يقول إن أعماله تمر في مراحل عدة، تبدأ بالتصوير، حيث يقوم باستخدام كاميرا الديجيتال، ثم تأتي مرحلة العمل على الكمبيوتر، إذ يساعده الكمبيوتر على إعادة تشكيل الصورة، فهو يستخدم الضوء كما لو كان لونا، بحيث يتم تجريد شخوصها من أشكالهم والإبقاء على ظلال أو مقاطع منهم، وبهذا فالفنان يعمل على الصور لتكون عملا فنيا وليس مجرد صورة فوتوغرافية، ويضيف إنه يشتغل على شخصيات ومواد من البيئة المحلية، لكنه يعمل على اختزال ملامحها أو تجريدها كليا· وفي جناح التصوير أيضا تشارك الفنانة الإماراتية فاطمة سعيد المنصوري، التي تعمل في حقل المحاماة، فقد اختارت الفنانة فن التصوير الفوتوغرافي لتقديم أعمالها الإبداعية التي تمزج فيها بين حبها للطبيعة والأماكن التراثية، إلى جانب ميلها إلى العفوية والبساطة، وذلك من خلال شغفها بتصوير ملامح الأطفال والناس في حياتهم العامة، معتبرة أن الفن الحقيقي هو الفن الصادق البعيد عن التكلف والقادر في نفس الوقت على الوصول إلى الجميع دون الحاجة إلى شرحه وتفسيره، مؤكدة عدم رغبتها في استخدام التقنيات الحديثة لإدخال تحسينات على الصورة الفنية الفوتوغرافية، إلا في الحالات الخاصة التي تتطلب ذلك ودون مبالغة· وفي المرسم الحر ثمة فنانون هواة يرسمون في الهواء الطلق، يهدف إلى إتاحة الفرصة للهواة الشباب لتقديم أعمالهم للجمهور للتعرف عليها أولاً، كما هي فرصة لتبادل الأفكار والخبرات والمهارات الفنية، خاصة وأن أغلب المشاركين في هذه النوعية من الفعاليات من جنسيات مختلفة، مما يضفي الكثير من الحماسة والتميز على مجموعة الأعمال التي يتم تنفيذها والتي تعكس بشكل أو بآخر خصوصية جادة الفنون على شارع السيف وما توحيه من أفكار جديدة للمبدعين الشباب، ومن هؤلاء الفنان الشاب عبد الرحمن المعيني يعمل بالريشة والألوان، ويرسم بأسلوب الزخرفة أعمالا جدارية تنطوي على مساحات من الأشكال الهندسية المتداخلة، وهي أشكال تتجمع لتصنع العمل الكلي المكون من مربعات ودوائر ومثلثات، فيما الشكل الكلي دائري تقريبا، هذه التكوينات المتداخلة والتفاصيل الصغيرة تقوم على علاقات التجاور والانفصال في الآن نفسه· أن تجربة الرسم في الهواء الطلق أمام الجمهور تشكل حالة فنية خاصة، قد لا تتوفر لها الظروف والأجواء المناسبة في مكان آخر، في حين توفر جادة الفنون البيئة المناسبة والتفاعل المطلوب من ناحية الجمهور الذي كثيراً ما يتوقف ليتابع هذه الأعمال، حتى أن البعض لا يتردد في إبداء ملاحظاته واقتراحاته، ويضيف قائلا: ما زلت أعتبر نفسي هاوياً بالفطرة في مجال الرسم، ولم أفكر يوماً بدارسة الرسم أكاديمياً لقناعتي أن الموهبة والتجربة الفنية هي الأساس، معتمداً على البيئة المحلية وما تقدمه لي من أفكار واقتراحات فنية، خاصة وأنني أميل إلى استخدام الألوان الصارخة والمتعطشة إلى الماء، كالأزرق والبرتقالي والأخضر وغيرها· وفي القسم التراثي نجد أعمال الفنان الإماراتي إبراهيم ميرزا آل رحمة التراثية، وهي مجموعة من المجسمات الخشبية التي يقوم بعرضها في محله الصغير في سوق الحرف مذكراً الأجيال الجديدة بتراث الآباء والأجداد، وهو يصف قائلاً إن لديه ورشة صغيرة يقوم فيها بتنفيذ هذه الأعمال التراثية، بعد أن لاحظ قلة الاهتمام بالتراث من قبل الجيل الجديد الذي بالكاد يعرف بعضاً من تفاصيل الحياة التي عاشتها الأجيال في السابق، كما أنها المرة الأولى التي يقوم فيها بعرض هذه الأعمال في جادة الفنون التي تذكره ببيته القديم الذي كان قريباً من شارع السيف، ويقول إن الفنانة الدكتورة نجاة مكي قد شاهدت مجموعة المجسمات الخشبية وشجعته كثيراً على المشاركة وإبراز هذا التراث الذي عاصره وما زال يحتفظ في ذاكرته بكامل تفاصيله، لهذا السبب فهو يجد الكثير من المتعة عندما يقوم بتنفيذ البيوت الشعبية والخيم الشتوية ومجموعة الكراسي والأبواب القديمة، مستخدماً نفس المواد التي كانت تستعمل في الماضي كالقصب والخشب وجريد النخل· ومع تقدمه في العمر وإحالته إلى التقاعد، فإنه ما يزال يشعر بالحنين إلى الماضي، ويصرّ على تذكر المنزل القديم الذي كان يسكنه لسنوات طويلة، وكذلك الخيمة الشتوية والعريش، ولهذا السبب قام بإهداء قرية التراث في الشندغة مجموعة من أشغاله اليدوية، في الوقت الذي ما زال فيه يتذكر رحلات البر والقنص التي كان يقوم بها مع أصدقائه وزملائه في الصحراء· وهو يتمنى على جيل الشباب الاهتمام بالتراث أكثر، والعودة إلى مجموعة العادات والتقاليد الحميدة في مجتمعنا، بدل الركض وراء الماديات والأمور السطحية التي أراها للأسف لدى الكثير من الشباب والشابات في هذه الأيام· الروائي الوحيد في جادة الفنون هو سلطان إسماعيل الزعابي الذي يعرض روايته الأولى (عندما تطمح المرأة ويغضب الرجل) في إحدى الخيم العربية الممتدة على طول الجادة، وقد تحدث قائلا إن كونه الروائي الوحيد هنا يعطيه شعوراً بالخصوصية والتميز، خاصة وأن معظم المشاركين يميلون إلى الحرف والفنون التشكيلية، وأضاف أن هدفه هو تقديم عمل أدبي راق يعكس الحياة الاجتماعية وهموم ومشاكل الناس بشكل مغاير ومختلف عن الأطروحات السابقة، وكذلك تقديم بعض الحلول والرؤى الخاصة للشباب، مشيراً إلى أن بداياته الأدبية كانت في مجال كتابة القصة القصيرة باللغة العامية، وبانتقاله إلى الدراسة الجامعية انتقل إلى الكتابة باللغة الإنجليزية بهدف تقوية مهاراته اللغوية، حيث نالت هذه القصص التي قام بتوزيعها على نطاق ضيق اهتمام القراء، مما دفعه للتفكير جدياً في كتابة عمل روائي طويل·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©