15 أكتوبر 2011 23:16
عمر شبانة (دبي)- خلال أحد عشر يوماً، وأحد عشر عرضاً مسرحياً، تلتها إحدى عشرة ندوة نقدية تطبيقية، تضمنها مهرجان دبي لمسرح الشباب الذي اقيم خلال الفترة من الأول وحتى الثاني عشر من الشهر الجاري، استطعنا متابعة مجموعة من عناصر العمل المسرحي وتفاصيله التي تم التركيز عليها بوصفها مشكلات يعاني منها مسرح الشباب في الإمارات، من أبرزها ما يتعلق بالنص والتأليف، وأداء الممثلين، واستخدامات الديكور والمؤثرات الصوتية والإضاءة، الأمر الذي رصدناه مع عدد من المتابعين المتخصصين في جوانب مختلفة من العملية المسرحية.
فلسفة اللون
أول العناصر التي رصدناها كانت الإضاءة واللون، وتحدثنا بشأنها مع الفنان المسرحي والتشكيلي الدكتور محمد يوسف الذي تحدث عن فلسفة اللون في استخدام الإضاءة والسينوغرافيا عموماً في أي عمل مسرحي، قائلاً “إن لكل لون رمزيته التي ينبغي فهمها ومراعاتها، ولا يجوز استخدام الألوان على نحو عشوائي، كما هو حاصل في كثير من العروض، حيث يجري في كثير من الأحيان استخدام ألوان معاكسة تماماً لما تنطوي عليه روح العرض من المعاني والدلالات، وبالتالي فالأمر يتطلب دراسة لعناصر العمل كلها حتى نستطيع أن نقرر أي إضاءة وأي ألوان نستخدم، وضمن إيقاعات وتوازنات (هارموني). فليس من الملائم استخدام السواد القاتم مع موضوع ينطوي على الفرح، أو العكس. وهنا يجب أن نشير إلى أن كل ورشات العمل التي تقام في هذا المجال يبدو أنها لاتزال غير كافية، وما زلنا بحاجة للمزيد من الدراسات المتخصصة في مجال اللون والإضاءة”.
وفي مجال استخدامات الإضاءة أيضاً تحدث المسرحي السوداني يحيى الحاج الذي جرى تكريمه في المهرجان هذا العام حول خلط في هذه الاستخدامات، إضافة إلى حديثه عن الاشتغال على الممثل، فقال هناك معايير معروفة لاستخدام الإضاءة في أي عمل مسرحي لا يتم الالتزام بها، نتيجة غياب الدراسة والخبرة، وهناك قواعد لتوزيع الضوء ورسم السنوغرافيا عموماً، لكننا نرى قدراً من الارتجال في استخدام هذه العناصر.
الممثل
وبخصوص الممثل ودور المخرج في الاشتغال عليه، يقول الحاج “في هذا الجانب نلمس القليل جداً من هذا الاشتغال، فهناك الكثير مما ينبغي على الممثل القيام به قبل الصعود إلى الخشبة، هناك تدريبات وتمارين على كل الحركات بما فيها البهلوانيات واليوجا وسواها، حتى نستطيع أن نرى لغة الجسد. وفوق ذلك لا بد من الاشتغال على تعبيرات الوجه وملامحه، لتمييز شخصية عن أخرى، لأننا كثيراً ما نجد شخصيات بلا ملامح محددة”.
تناقض
الفنان المخرج الأردني غنام غنام المنسق الإعلامي في الهيئة العربية للمسرح بالشارقة، توقف عند عدد من النقاط التي قال إنها تلفت الانتباه في هذا المهرجان، منها الإضاءة والديكور وغيرها لكن الأهم هو الاشتغال على حركة الممثل، فهناك كما يقول “ما يشبه الغياب لهذا الجانب في غالبية المسرحيات التي شاهدناها، إذ إن حركة الممثلين على الخشبة تتسم بقدر كبير من النمطية والتقليد، وليس هناك تجديد على هذا الصعيد، خصوصا فيما يتعلق بحركة الجسد والوجه وتعبيراتهما، وكذلك الصوت الذي يحتاج إلى عمل كثير كي يستقيم أداء الممثلين الصوتي بشكل صحيح”.
وهنا يطرح السؤال كما يقول “حول دور الورشات المسرحية المتخصصة التي تقام في مجالات عدة، وما الذي أنتجته طوال سنوات؟ وهناك مسألة أخرى لا بد من التوقف عندها انطلاقا من هذا المهرجان، إذ يبرز السؤال ما إذا كنا أمام مهرجان لمسرح الهواة أم لمسرح الشباب؟ وهناك فرق بالطبع، ففي حين أن الهواة هم يتعلمون الأساسيات في الفن، ويحاولون أن يكتسبوا معرفة نظرية وعملية، فإن المفروض أن الشباب لديهم تجارب وخبرات يحتاجون من يساعدهم في تطويرها. أما في موضوع الإضاءة والعناصر الفنية الأخرى فهناك دائما كما لاحظت انزياحات حد التناقض بين ما هو واقع على الخشبة وما ينبغي أن يكون، حيث نجد أن النص في مكان، والإخراج في مكان آخر، نرى النص يتطلب تمثيلًا هادئاً فيأتي صاخباً، وهكذا يفشل العرض في تقديم التوازن المطلوب بين عناصره المختلفة.