15 أكتوبر 2011 09:53
سعيد ياسين (القاهرة) - طوال تاريخ الفن المصري، استطاعت قلة من الفنانات اللاتي بدأن حياتهن كراقصات إثبات جدارتهن في التمثيل، سواء في الأعمال التي احتوت على أحداث درامية فقط أو تخللتها مشاهد أو استعراضات راقصة، وفي المقابل لم تستطع الكثيرات منهن إثبات جدارتهن حين اتجهن إلى التمثيل وتم حصرهن في أدوار غلبت عليها مشاهد الرقص واستخدام إمكاناتهن الاستعراضية فقط.
يأتي اتجاه غالبية الراقصات إلى التمثيل للهروب من كبر السن وتداعيات الزمن وما يخلفه من سمنة وترهلات في القوام، وللرغبة في البقاء في دائرة الضوء على اعتبار أن عمر الممثلة أطول بكثير من عمر الراقصة.
وبالنظر إلى راقصات الجيل الحالي، نجد أن فيفي عبده بدأت حياتها كراقصة، وقامت بأدوار صغيرة في السينما منذ نحو 40 عاماً في أفلام «السلم الخلفي» عام 1973 و»مع حبي وأشواقي»، وبمرور الوقت زادت مساحة التمثيل في أعمالها الفنية، كما حدث في فيلم «نساء صعاليك» و»المزاج»، إلى أن وصلت إليها البطولة المطلقة في أدوار المرأة القوية المسيطرة، كما في أفلام «امرأة وخمسة رجال» و»الغجر» و»الصاغة» و»ضربة جزاء» ومسرحيتي «حزمني يا» و»ادلعي يا دوسة»، وبعدما زاد وزنها بشكل ملحوظ اتجهت إلى الدراما التلفزيونية وباتت مطلوبة من الفضائيات بعد نجاحها في مسلسل «الحقيقة والسراب»، ولعبت بعده بطولة عدد من المسلسلات الرمضانية ومنها «الست أصيلة» و»طائر الحب» و»سوق الخضار» و»أزهار» و»قمر» و»كيد النسا» الذي أذيع في رمضان الماضي.
لوسي ودينا
واشتهرت لوسي في بدايتها كراقصة، وشاركت بالتمثيل في عدد من الأعمال، منها أفلام «حالة تلبس» و»البحث عن سيد مرزوق» و»كيد العوالم»، لكن نجاحها الحقيقي كان من خلال دورها في مسلسل «ليالي الحلمية» الذي فتح لها الطريق لزيادة مساحة أدوارها التمثيلية، كما حدث في فيلمي «ليه يا بنفسج» و»سارق الفرح»، قبل أن ينتج لها زوجها سلطان الكاشف فيلم «كرسي في الكلوب»، وركزت نشاطها مؤخراً على الدراما التلفزيونية، حيث شاركت في بطولة مسلسلات «سلطان الغرام» و»الباطنية» و»مذكرات سيئة السمعة» و»سمارة» الذي عرض في رمضان الماضي.
أما دينا، فاتجهت إلى التمثيل مؤخراً، ورغم أن نشاط فيفي ولوسي الراقص تراجع قليلاً، فإن دينا لا تزال تجمع بين الاثنين، وزادت مساحة أدوارها التمثيلية التي يستغل فيها المخرجون قدراتها الراقصة، كما حدث في فيلم «عليَّ الطرب بالتلاتة» أمام محمد عطية وسعد الصغير، وفي مسلسل «ريا وسكينة»، كما شاركت كممثلة في مسلسلات «أوراق مصرية» و»ينابيع العشق» و»عفاريت مراتي» و»قيود من نار».
كاريوكا وسامية
وتعد تحية كاريوكا من أكثر الراقصات اللاتي برعن في التمثيل، الذي اتجهت إليه في الرابعة عشرة من عمرها، وشاركت في بطولة أفلام كبار مطربي الأربعينيات من القرن الماضي، وقدمت أكثر من 130 فيلماً تراوحت أدوارها فيها بين البطولة المطلقة والأدوار الثانية، ومنها أفلام «شباب امرأة» و»إحنا التلامذة» و»خللي بالك من زوزو» و»كيدهن عظيم» و»الكرنك» و»الصبر في الملاحات»، وقبلها «لعبة الست» مع نجيب الريحاني.
أما سامية جمال، التي انضمت لمجاميع الراقصات في فرقة بديعة مصابني فكانت أول فرصة للظهور لها في السينما من خلال تابلو راقص في فيلم «انتصار الشباب» عام 1941، أما أول فرصة لها في التمثيل فكانت من خلال دورين محدودين في فيلمي «الحب الأول» و»قتلت ولدي»، وشهد فيلم «أحمر شفايف» أول بطولة مطلقة لها في السينما، وشاركت في بطولة 55 فيلماً من أبرزها «أمير الانتقام» و»عفريته هانم» و»الرجل الثاني» و»سكر هانم» و»ساعة الصفر» علماً بأنها اعتزلت التمثيل عام 1972 بعد فشل فيلمها «الشيطان والخريف».
إنتاج وجوائز
وبدأت نجوى فؤاد أيضاً حياتها كراقصة وشاركت بأدوار صغيرة في فيلمي «توحة» و»المليونير الفقير»، قبل أن تزداد مساحات أدوارها وتحصل في بعضها على جوائز، كما في «سبع الليل» و»حد السيف» الذي تولت إنتاجه أيضاً ولا يزال عطاؤها مع التمثيل مستمراً، حيث شاركت في بطولة مسلسلي «ولاد الليل» و»حكايات المدندش»، إلى جانب فيلم «خلطة فوزية» أمام إلهام شاهين.
وكان عدد من الراقصات في فرق الفنون الشعبية قد أثبتن جدارتهن في الجمع بين الرقص والتمثيل، وفي مقدمتهن نعيمة عاكف التي بدأت حياتها في سيرك أبيها ورقصت مع بديعة مصابني قبل أن يكتشفها المخرج حسين فوزي ويتزوجها، وقدمت خلال مشوارها 22 فيلماً تعد علامات في السينما الاستعراضية، ومنها «لهاليبو» و»النمر» و»تمر حنة» و»احبك يا حسن».
أما فريدة فهمي التي أسست فرقة رضا مع زوجها علي رضا وشقيقه محمود، فرغم قيامها بالمشاركة في بطولة عدد من الأفلام الاستعراضية، ومنها «غرام في الكرنك» و»إجازة نص السنة» و»حرامي الورقة»، فإنها لم تجد نفسها في التمثيل فآثرت الابتعاد.
عايدة ومشيرة
وبدأت عايدة رياض مشوارها في فرقة رضا أيضاً، وقامت بالتمثيل بأدوار صغيرة قبل أن تقدم أدواراً مهمة، بعد مشاركتها في فيلم «أحلام هند وكاميليا» وزاد عدد أفلامها على 30 فيلماً، منها «عنبر الموت» و«سوبر ماركت» و«الكيت كات» وركزت نشاطها مؤخراً على التلفزيون، حيث شاركت في بطولة عدد من المسلسلات التلفزيونية، منها «زيزينيا» و«للعدالة وجوه كثيرة» و«سكة الهلالي» و«شارع عبدالعزيز» الذي عرض في رمضان الماضي.
وينطبق ذلك على مشيرة إسماعيل، التي لازمت عايدة رياض في فرقة رضا قبل أن يكتشفها المخرج الراحل حسين كمال ويقدمها في فيلم «البوسطجي»، وشاركت بعده بالتمثيل فقط في عدد من الأعمال التي قدمت فيها أدواراً مهمة، ومنها أفلام «المدمن» و«تزوير في أوراق رسمية»، كما شاركت عادل إمام بطولة مسلسل «دموع في عيون وقحة» ومسرحية «الواد سيد الشغال».
أحدث الفنانات
يذكر أن عدداً آخر من الفنانات بدأن حياتهن راقصات قبل الاتجاه إلى التمثيل، ومنهن سهير زكي وزيزي مصطفى، والدة منة شلبي، وهياتم وفريدة سيف النصر وهاجر حمدي وكيتي، وعلى رأس هؤلاء بديعة مصابني التي كونت فرقة اكتشفت فيها عدداً من الفنانين والمطربين، منهم فريد الأطرش وتحية كاريوكا وسامية جمال وإسماعيل ياسين. وتعد صفوة أحدث الراقصات اللاتي اتجهن إلى التمثيل، حيث شاركت في رمضان قبل الماضي في بطولة مسلسل «سامحني يا زمن» أمام بوسي، ومن قبله فيلما «هي فوضي» و»الرغبة» ومسلسل «أوان الورد».