المجلس العسكري يجدد ثقته في حكومة شرف

قرر المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية ومجلس الوزراء المصغر في اجتماعهما المشترك أمس توفيق أوضاع دور العبادة المسيحية غير المرخصة في جميع أنحاء الجمهورية. وتكليف وزير العدل بتشكيل لجنة لبحث جميع الحوادث التي نشبت خلال الأشهر الماضية بسبب الخلافات حول الكنائس وبخاصة أحداث كنائس القديسين واطفيح وامبابة وتحديد موعد لانتهاء التحقيقات فيها خلال اسرع وقت ممكن وتحديد المسؤولين عنها وإعلان التصرف النهائي فيها لمنع تكرار هذه الحوادث فضلاً عن التحقيقات الجارية في أحداث قرية الماريناب في أسوان. وقال وزير الإعلام المصري أسامة هيكل إن المجلس الأعلى للقوات المسلحة عقد اجتماعا مشتركا مع مجلس الوزراء المصغر أمس لبحث تداعيات حادث ماسبيرو الذي وقع مساء “الاحد” الماضي. وأضاف هيكل -في بيان تلاه عقب الاجتماع- ان المجلس العسكري ومجلس الوزراء المصغر أبديا الأسف لوقوع ضحايا من المصريين خلال هذه الأحداث وتقدما بخالص العزاء لأسر جميع الضحايا. وقال إن المجلس الأعلى للقوات المسلحة أكد أن القوات المسلحة المصرية لم تكن ولن تكون ابداً في مواجهة مع أبناء الوطن مهما كانت الدوافع والأسباب والظروف. كما أكد المجلس ضرورة الانتباه لمحاولات البعض الوقيعة بين الشعب والجيش من جهة وبين مسلمي الوطن ومسيحييه من جهة أخرى. وأوضح أن ما حدث أمام ماسبيرو كان مظاهرة سلمية استغلها البعض في محاولة لضرب استقرار الوطن وإحداث الفوضى واسقاط الدولة ككل ولا يزال البعض يحاول استثمار هذه الاحداث لتحقيق هذه الاهداف. وقال هيكل إن المجلس العسكري أكد تجديد ثقته في حكومة عصام شرف وتقديم الدعم الكامل لها، وأن المجلس العسكري والحكومة يعملان معا بمنتهى الجدية رغم الظروف التي تشهدها البلاد خلال المرحلة الانتقالية، لتحقيق الأمن والاستقرار للبلاد، انتهاء بالوصول الى دولة مدنية حديثة ذات أسس ديمقراطية سليمة تحترم فيها حقوق جميع العقائد وحقوق الانسان. وقال المجلسان انهما يتابعان معا التحقيقات الجارية مع المقبوض عليهم في احداث ماسبيرو الأخيرة للوقوف على المحرضين والممولين لهذه الاحداث واتخاذ الاجراءات القانونية الرادعة ضدهم. وأكدا أهمية الحفاظ على تماسك النسيج الوطني المصري باعتباره صمام الامان للامن القومي المصري وضرورة التعامل بحكمة وحذر عند تناول القضايا الخاصة بالعلاقة بين المسلمين والمسيحيين داخل مصر والتصدي لكافة اشكال التطرف والعنف التي تسيء للجميع. وأكدا تمسكهما بحرية الرأي والتعبير واستحالة العودة إلى فرض رقابة على وسائل الإعلام دون الإخلال بمصالح الدولة العليا وامن الوطن وسلامته وهذا يستلزم اقصى درجات الدقة في بث ونشر المعلومات وتجنب الإثارة والتحريض والتخوين والتجريح. على صعيد آخر، قام رئيس الوزراء المصري الدكتور عصام شرف امس بزيارة الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، حيث قدم التعازي الى البابا شنودة الثالث في ضحايا أحداث ماسبيرو. وقال مصدر في المكتب البابوي انه تم خلال اللقاء استعراض وجهات نظر الكنيسة والحكومة حول أسباب المشكلات، وسبل العلاج، وكيفية منع تكرار تلك الأحداث وان الجميع اتفق على ضرورة حماية الوحدة الوطنية باعتبارها أحد أركان الدولة وعلى حاجة المجتمع الى الاستقرار والسلام في هذه المرحلة الانتقالية الحرجة التي تخوضها البلاد. وحضر اللقاء منير فخري عبدالنور وزير السياحة وكبار أساقفة الكنيسة القبطية واعضاء السكرتارية الخاصة للبابا شنودة. وقدم الدكتور عصام شرف واجب العزاء باسم الحكومة للقوات المسلحة في ضحايا احداث ماسبيرو وذلك خلال اجتماع اعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة أمس مع رئيس الوزراء. وأكد شرف خلال الاجتماع قدرة مصر على التصدي للفتن ومروجيها والمحافظة على سلامة النسيج الاجتماعي المصري من المتربصين به والسير قدما في طريق بناء مصر الديمقراطية الحديثة.