الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

"فرونت بيدج ماجازين": اللوبي القطري يهدد وحدة الحزب الجمهوري قبل الانتخابات الأميركية

"فرونت بيدج ماجازين": اللوبي القطري يهدد وحدة الحزب الجمهوري قبل الانتخابات الأميركية
13 فبراير 2019 00:13

دينا محمود (لندن)

حذر محللون سياسيون أميركيون من أن الضغوط التي يمارسها اللوبي القطري في أروقة الكونجرس على إدارة الرئيس دونالد ترامب، تهدد بشق صفوف الحزب الجمهوري الحاكم خلال الفترة الحرجة التي تسبق انتخابات الرئاسة المقبلة المقررة في البلاد العام القادم.
وفي مقالٍ نشره موقع «فرونت بيدج ماجازين» الإلكتروني المرموق، أعرب الكاتب المخضرم دانييل جرينفيلد عن استيائه للاهتمام المبالغ فيه من جانب عددٍ من المُشرعين الأميركيين، بالملف المثير للجدل للصحفي السعودي جمال خاشقجي، الذي لقي حتفه في تركيا مطلع شهر أكتوبر الماضي.
وبلهجةٍ لاذعة قال جرينفيلد: «إنه يجدر بأعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين التفكير في الانتفاع بوقتهم بشكلٍ أفضل، بدلاً (من إهداره) في مطالبة ترامب بإبداء الدعم لقطر»، في إشارةٍ لا تخفى لتأثر عددٍ من هؤلاء الأعضاء بجماعات الضغط الناشطة على الساحة السياسية الأميركية، والتي اشترت الدويلة المعزولة خدماتها، في محاولةٍ منها لاستجداء دعم البيت الأبيض في الأزمة الآخذة بخناق «نظام الحمدين» في الفترة الراهنة.
وتفيد السجلات الخاصة بوزارة العدل الأميركية بأن نظام تميم بن حمد أنفق 24 مليون دولار على الأقل، لتكوين لوبياً موالياً له بداخل الولايات المتحدة منذ بداية عام 2017، مُقارنةً بإجمالي 8.5 مليون دولار خُصِّصَتْ للهدف ذاته خلال عاميْ 2015 و2016 بالكامل، أي بزيادة قدرها ثلاثة أضعاف تقريباً.
واستهدفت أنشطة جماعات الضغط العاملة لحساب الدوحة استمالة شخصياتٍ مؤثرةٍ في دوائر صنع القرار في أميركا، من بينهم أعضاء في الكونجرس، وقيادات للجالية اليهودية، والمسؤولون عن منظماتٍ يمينيةٍ داعمةٍ بشدة لإسرائيل.
وشدد الكاتب على أنه يتعين في البداية توضيح بعض الحقائق بشأن خاشقجي، الذي تواصل السلطات السعودية محاكمتها للمتهمين بقتله بمن فيهم بعض المسؤولين الأمنيين السابقين لديها، مُشيراً إلى أن هذا الرجل «لم يكن صحفياً بأي حالٍ من الأحوال، وإنما كان مسؤولاً عن الدعاية لتنظيماتٍ إرهابيةٍ، وصديقاً لأسامة بن لادن (مؤسس تنظيم القاعدة الإرهابي)».
وأكد جرينفيلد كذلك أن الصحفي الراحل سبق له العمل كـ«ناشطٍ في اللوبي القطري (الذي يعمل على حشد التأييد لنظام تميم في الولايات المتحدة)»، قائلاً إن خاشقجي قام بذلك عبر دس قصصٍ إخباريةٍ مؤيدةٍ لجماعة الإخوان الإرهابية، والمدعومة من القطريين، بين صفحات جريدة «واشنطن بوست» وهي القصص «التي جُمِعَتْ له من جانب قطر نفسها».
وكانت الصحيفة الأميركية قد أقرت مؤخراً بتورط مؤسسة «قطر الدولية» عبر مديرتها التنفيذية ماجي سالم في صياغة مقالات خاشقجي ووضع مسودات الكثير من الأعمدة التي نشرها، وتدخل هذه السيدة كذلك في «اقتراح موضوعاتٍ على الصحفي السعودي وصياغة موادّ لصالحه، وحضه على اتخاذ موقفٍ أكثر تشدداً من الحكومة» في المملكة، لصالح النظام القطري.
وأكد أن ما يقوم به بعض أعضاء الكونجرس الأميركي في هذا الصدد من تحركاتٍ قد تفيد قطر في نهاية المطاف «ربما يدفع لحدوث مزيدٍ من الانشقاقات» في صفوف الجمهوريين، الذين صاروا يشكلون أقلية في مجلس النواب بـ 197 مقعداً مقابل الديمقراطيين الذين يشغلون 235 من المقاعد، بعد الانتخابات النصفية الأخيرة في الولايات المتحدة.
وأشار جرينفيلد في مقاله -الذي حمل عنوان «لماذا يهاجم أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون ترامب دعماً لقطر؟»- إلى أن أي شقاقٍ يحدث الآن في صفوف الحزب الجمهوري على يد اللوبي القطري، لن يصب سوى في صالح الديمقراطيين، الذين يحاولون تمرير مشروعات قوانين تضر بالعلاقات بين إدارة ترامب وحلفائها التقليديين في منطقة الشرق الأوسط.
ونقل الكاتب عن أعضاء في الكونجرس استنكارهم للتأثير الهدام لجماعات الضغط الموالية للدوحة في أروقة المؤسسة التشريعية الأميركية، إذ قال هؤلاء إن هذه الخلافات ليست «بالطريقة الجيدة التي يبدأ بها الكونجرس الجديد (الذي تمخض عن الانتخابات) أعماله، (خاصةً) على صعيد ما يجري في لجنة العلاقات الخارجية» التي تختص في الأساس بالتشريعات التي تحكم طبيعة علاقات الولايات المتحدة مع الدول الأخرى في العالم.
وشدد المقال على أن أعضاء الكونجرس الذين يملؤون الساحة صياحاً وضجةً بخصوص قضية خاشقجي، ولا يعبرون عن مصالح دوائرهم أو الناخبين الذين أوصلوهم إلى مقاعدهم.
وفي هذا السياق، سخر جرينفيلد من المشاركين في هذه الحملة -التي تفوح منها رائحة أموال قطر- وقال إن من بينهم على سبيل المثال السناتور كوري جاردنر عن ولاية كولورادو، الذي يُخشى من هزيمته في الانتخابات التشريعية المقبلة في الولايات المتحدة، و«لا يهتم المصوتون في ولايته بالتأكيد» بملف مقتل الصديق المقرب لأسامة بن لادن، في إشارةٍ إلى العلاقة الغامضة التي جمعت خاشقجي بمؤسس تنظيم القاعدة، منذ بدأت في ثمانينيات القرن الماضي عندما توجه الصحفي السعودي إلى أفغانستان قبل أن يسحب الاتحاد السوفييتي السابق قواته من أراضيها.
وأكد المحلل السياسي الأميركي المرموق أن الكونجرس يفتقر من الأصل للسلطات التي تخول له ممارسة ضغوطٍ على إدارة ترامب بشأن ملف خاشقجي، وهو الملف الذي تؤكد مصادر مطلعة في الولايات المتحدة أنه يُستخدم من جانب عملاء «نظام الحمدين» لتحقيق مآرب سياسيةٍ ذات صلةٍ بالمقاطعة المفروضة على هذا النظام منذ أكثر من 20 شهراً من جانب الدول العربية الأربع الداعمة لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات ومصر والبحرين) لإجباره على التخلي عن سياساته الطائشة والتخريبية.
وألمح جرينفيلد إلى أن المقاطعة -التي شملت قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية بجانب إغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية مع النظام القطري- قلصت من تأثير الدوحة ونفوذها على الساحتين الإقليمية والدولية.
وانتقد في الوقت نفسه عدم إدراك بعض أعضاء لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي لهذه الحقيقة، قائلاً إن اهتمامهم بملف خاشقجي بدافعٍ من اللوبي الموالي للدويلة المعزولة يوحي بأن «قطر تشكل على نحوٍ ما إحدى أولويات اللجنة»، وليس القضايا ذات الأهمية الحقيقية في العالم، مثل تدمير تنظيم «داعش» الإرهابي وكبح جماح دول مارقةٍ كإيران.

«الحمدين» يواصل إهدار الأموال لتحسين صورته في أميركا
يواصل النظام القطري إنفاق ملايين الدولارات في إطار جهوده لتحسين صورته في الولايات المتحدة، آخرها تعاقد السفارة القطرية في واشنطن مع شركة «بافيا» للاستشارات، التي تتخذ من واشنطن مقراً لها، وتم تسجيله في سجل وزارة العدل الأميركية في التاسع من يناير 2019.
وينص التعاقد على أن تقوم الشركة الأميركية بتقديم المشورة الاستراتيجية، حول العلاقات الحكومية إلى السفارة القطرية، «في ما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين واشنطن والدوحة»، بما في ذلك تنظيم اجتماعات للسفارة مع رجال أعمال وزعماء سياسيين أميركيين.
ويشير التعاقد إلى أنه يبدأ في الأول من يناير 2019 وحتى اليوم الأخير من العام نفسه، وتبلغ قيمة التعاقد 50 ألف دولار شهرياً دون أن يشمل تكاليف السفر والإقامة في الفنادق.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©