الأربعاء 23 يوليو 2025 أبوظبي الإمارات 40 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«كرم وتمار» مبادرة تحبب الأطفال في اللغة العربية

«كرم وتمار» مبادرة تحبب الأطفال في اللغة العربية
30 سبتمبر 2012
أبوظبي (الاتحاد) - غيرة على اللغة العربية التي باتت مهددة من لغات أجنبية على رأسها الإنجليزية، أطلقت المهندسة المعمارية هانزادة آغا مبادرة «كرم وتمار»، وهي سلسلة كتب رامية إلى ترغيب الأطفال في الحروف العربية، وترسيخها في مخيلتهم، بربطها برسومات محببة لديهم، مشددة على أن اللغة العربية هي التي ستحمي الأجيال القادمة من ضياع الهوية الثقافية في ظل موجة العولمة. إيمانا منها أن من يريد امتلاك مهارات معرفية وإبداعية يلزمه اتقان لغته الأصلية، بقراءتها وفك رموزها وإيجاد مهارات لغوية أخرى تدعمها فنيا وإبداعيا، ابتكرت المهندسة هانزادة آغا مبادرة تربط الأطفال بلغتهم الأم، وهو مشروع صمم بطريقة تحبب الأطفال في الحروف وترسخها في مخيلاتهم، بربطها برسومات يحبونها، كما أن الورق الذي صممت عليه الحروف من الورق المقوى، حيث يسمح للطفل بالاستمتاع بالحروف وبعثرة الأوراق من دون الخوف من إتلافها، أما الألوان والرسومات فقد ساعدت في وضعها فنانة متخصصة في رسومات الأطفال. حماية الأجيال اعتبرت آغا التنازل عن اللغة العربية تنازلا عن الهوية العربية وتراجعا عن القيم، مؤكدة أن هذه اللغة هي التي ستحمي الأجيال من الضياع في مجتمع يشهد تداخلات الكثير من اللهجات واللغات التي تؤثر على السلامة الفكرية للصغار. وشددت على أن اللغة العربية تعاني على ألسنة الصغار خاصة الذين يدخلون مدارس أجنبية، أو الذين يتربون في أحضان خادمات ناطقات بغير العربية. وأوضحت أن بعض الكتب المخصصة للصغار تعتبر طاردة لهم، نظرا لافتقارها لأسلوب الجذب الذي يحبب الصغار في هذه الكتب، وشعورا منها بالذنب من جهة وبالمسؤولية من أخرى لإحقاق حق واسترجاعه، ابتكرت وسيلة تعليمية تفاعلية من أجل تعليم أبنائها العربية، وسعت جادة إلى تحبيبهم في لغتهم الأصلية بعد أن رفضوا التعامل بها، إيمانا منها أن من يريد امتلاك مهارات معرفية وإبداعية يلزمه اتقان لغته الأصلية، بقراءتها وفك رموزها وإيجاد مهارات لغوية أخرى تدعمها فنيا وإبداعيا. وآغا، مهندسة معمارية، تخرجت من الجامعة الأميركية بالشارقة سنة 2005، التي كان حلمها أن تغير في المباني وترسم خريطة طريق تبصم بها حياتها وحياة من حولها، لكنها لا تمارس عملها إلى اليوم، إذ تزوجت واختارت أن تطبق ما درسته في بيتها وفي تربية أبنائها، فدرست باللغة العربية لتستكمل تعليمها باللغة الإنجليزية، وعندما أنجبت ابنيها كرم وتمار لاحظت اندفاعهما نحو اللغة الإنجليزية وفق عدة ظروف، منها الدراسة في المدارس الأجنبية، ما زاد من نفورهما للغة العربية، ودخولهما المدارس الأجنبية عزز هذه اللغة وجعلهما يهجران اللغة العربية، بل ويكرهان التعاطي معها، شعرت والدتهما بالذنب، وبخطر يهدد صغيريها وهويتهما، ففكرت في آلية تحمي بها ولديها من الضياع حسب اعتقادها، إذ أكدت أن الاعتزاز باللغة جزء كبير من الاعتزاز بالهوية الإسلامية، وهكذا فكرت آغا في آلية لتحبيب اللغة العربية لولديها بل لكافة الأطفال. وعن هذه المبادرة، قالت آغا إنها تؤمن بتعدد المواهب، لذا غيرت اتجاه دراستها لممارسة شغفها المعرفي، خاصة في الجانب التربوي، وتفرغها لتربية أبنائها كان له جانب إيجابي، حيث أتيحت لها الفرصة لاختبار مجالات أخرى بعيدة عن تخصصها، وفي مراحل أخرى مارست عدة وظائف ولكنها كانت تصر على أن ترافق دوام ولديها المدرسي، إذ تفضل أن تكون آخر من يودعهما وأول من يستقبلهما في باب المدرسة، وقربها منهما ومعرفة احتياجاتهما جعلها تدرك مدى العجز الذي يعانيان منه في مجال دراسة اللغة العربية، موضحة أنهما بدآ ينجرفان وبقوة وراء اللغة الانجليزية وهجرا اللغة العربية، مرجعة السبب في ذلك إلى أن الكتب باللغة العربية وخاصة التأسيسية ليست جاذبة. دوافع ومحفزات آغا فخورة بدينها الإسلامي وهويتها العربية، ما جعلها تشعر بمسؤولية كبيرة تجاه اللغة العربية، إلى ذلك، قالت «أرفض أن يقال هؤلاء عرب ومسلمون، لكن لا يقرأون لغتهم لغة القرآن، كما أنني أرغب بقوة في تدريس أولادي كلام الله، وهذا لا يمكن إلا من خلال دراسة اللغة العربية، وهذا الطرح جعلني أفكر في أولادي وأولاد غيري من الناس». وتستهدف «كرم وتمار مع الحروف» الأطفال حتى سن سبع سنوات، ولغير الناطقين باللغة العربية، وللأطفال العرب ذوي صعوبات التعلم. إلى ذلك، أوضحت آغا «كأم لطفلين وبحكم تواجدنا في مجتمع متعدد الهوايات، لم أكن راضية عن مستواهما باللغة العربية، بدأت البحث عن وسائل تعليمية محببة ومبتكرة تنجح في شد انتباههما وترغبهما بلغتهما، ولكني وجدت نقصاً بالمادة العربية التي تتماشى مع مستوى الطفل العربي، هذه الحاجة شجعتني لأساعد نفسي وغيري فكانت النتيجة سلسلة كتب كرم وتمار». وأضافت «هذه السلسلة تهدف إلى تعليم اللغة العربية وتوصيل الكتاب العربي إلى المستوى العالمي من حيث المضمون والشكل والرسومات والأسلوب المدروس، فمجموعة كتب «كرم وتمار مع الحروف» هي أول إصدارات سلسلة كرم وتمار، وتبدأ بتعليم الحروف الأبجدية وتستخدم الحيوانات لكي يمثل كل حرف منها شخصية في ذهن الطفل، وتساعد السلسلة في تبسيط اللغة العربية لتتماشى مع مستوى الأطفال وتحبيبهم باللغة من خلال الرسوم والأشكال المستخدمة». وتابعت «الكتب مرتبة على هيئة سلسلة كل سلسلة تحتوي على آلية، تناسب الفئة العمرية المخصص لها، وهذه السلسلة تناسب الأطفال من عمر 3 سنوات إلى 7 سنوات، فالجزء المخصص لتعليم الحروف الأبجدية صممت له بطاقات كرتونية ذات ملمس ناعم، جهة منه تحمل حرفا معينا، والجهة أخرى تحمل حيوانا يبدأ بالحرف نفسه، وخصصت كتابا آخر يحمل كل هذه الحيوانات وحفرت الحروف بطريقة يمكن للطفل تمرير أصابعه حولها لمعرفة رسم الحرف، ومن ثم حفره في ذاكرته». أسلوب البطاقات حول استخدام البطاقات في «كرم وتمار»، قالت آغا «هو أسلوب متعارف عليه وأثبتت فعاليته بتحفيز التعليم البصري لدى الأطفال، وكل بطاقة من المجموعة تركز على حرف أبجدي معين وطريقة نطقه من خلال ربطه باسم الحيوان». وأضافت «الحروف الـ28 الأبجدية جسدت 28 شخصية من الحيوانات المرسومة، وقسمت إلى 3 كتب كل منها يتفاعل مع الطفل بطريقة مختلفة تميزه عن الآخر، فالكتاب الأول «كرم وتمار يطابقان الحروف»، يشجع الطفل على حفظ الحرف عن طريق المطابقة، والثاني «كرم وتمار يرسمان الحروف» ويعطي الطفل فرصة للتفاعل والتعرف على شكل الحرف من خلال رسمه، أما الثالث «كرم وتمار» فيختلف عن الأول والثاني ويحمل حروفا في أول الكلمة ووسطها وآخرها، بحيث تختلف كتابة الحروف من وضعية لأخرى لأن الحروف العربية تختلف في الشكل عند كتابتها في الكلمة، وهذا الكتاب يساعد الطفل على ملاحظة الحرف الأول من اسم الحيوان من خلال الرسومات ومطابقة وجه الشخصية مع الجسد المناسب». ولفتت آغا إلى أن المجموعة الأخيرة من السلسلة تتضمن كتب التطبيقات، كما تتضمن قلما، وبمساعدة القلم والملصقات المصاحبة للمجموعة يصبح الطفل قادرا على تطبيق كل ما تعلمه من خلال تعلم كتابة الحرف والتعرف عليه ووضع الملصق المناسب». وأضافت «وضعت هذا القلم ليكمل الطفل كتابة بعض الكلمات، وتوصيل بعضها ببعض وذلك لزيادة نشاطاته اليدوية ولتعويده على الكتابة، وذلك لإيماني بالنشاطات المصاحبة التي تسهم في زيادة المفردات لدى الطفل، وتساعده أيضاً على الربط بين الرسومات والصور الحقيقية للشخصيات». المهارات المكتسبة عن الإضافة التي سيحققها مستعمل هذه السلسلة، تقول شاهزادة آغا إن «كرم وتمار تحفز الطفل على التعلم عن طريق الربط بين الأشياء، وتساعده على تطوير تقنيات الحفظ، وتطوير اللوحة البصرية لديه، وتطوير التنسيق الحركي بين العين واليد، وزيادة ثقة الطفل بنفسه من خلال حل المسائل، وتحسين المهارات الحركية الدقيقة التي تشجع على الكتابة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض