12 أكتوبر 2011 14:40
عاد الرئيس السوداني، عمر البشير، إلى الخرطوم أمس بعد زيارة إلى العاصمة القطرية الدوحة استغرقت يومين، أجرى خلالها مباحثات مع القيادة القطرية.وبالتزامن وصل نائبه الأول علي عثمان طه إلى القاهرة في زيارة لمصر تستغرق ثلاثة أيام.
واتفق رئيس الوزراء المصري عصام شرف والنائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان طه في مباحثاتهما امس بالقاهرة على إقامة علاقة استراتيجية وتكاملية بين البلدين انطلاقا من مصلحة مصر من مصلحة السودان ومصلحة السودان من مصلحة مصر. ووصف شرف - خلال مؤتمر صحفي مشترك مع علي عثمان طه - علاقات مصر بالسودان بانها “تاريخية وغالية”. وقال “ان مصر والسودان لديهما قدرات هائلة نعمل على تحسين مفرداتها التي تشوهت في العهد السابق وذلك من خلال فكر جديد يقوم على العمق والاستراتيجية”.
وقال علي عثمان طه إن زيارته لمصر في هذه المرحلة تعد تأكيدا لدعم السودان لمصر في هذه المرحلة واستعدادها للوقوف الى جانبها حتى تعبر هذه المرحلة الانتقالية. وأوضح انه سيتم خلال الزيارة تناول مسار العلاقات الثنائية بين البلدين والمشروعات المشتركة الجاري تنفيذها مشيرا الى انه تم الاتفاق على الانتقال في العلاقات الثنائية الى افق استراتيجي واسع يتم فيه تغليب المصلحة المشتركة للبلدين.واعرب طه عن تتطلعه الى أن تتمكن المشروعات المشتركة من تأمين حاجات شعبي البلدين في كافة المجالات، مؤكدا أن جهد الحكومات هو توفير المناخ الاستثماري المناسب على ان تكون المبادرة بعد ذلك في يد الشعب والقطاع الخاص والمؤسسات الأهلية. وأضاف “نتطلع الى دور الإعلام لتصحيح صورة العلاقة بين البلدين التي تعرضت للتشويه خلال الفترة الماضية حتى نتجنب السلبيات ونؤسس علاقة جديدة كانت وستستمر تاريخية وأزلية”.
وقد استهل علي عثمان طه زيارته لمصر امس بلقاء المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية. وتناول اللقاء بحث التطورات السياسية بالمنطقة ومناقشة عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك وسبل تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين ودعم حركة التجارة والاستثمارات المصرية السودانية، وتكثيف التنسيق والتشاور المتبادل بين البلدين فيما يتعلق بالعلاقات الدولية والقضايا والموضوعات المرتبطة بالقارة الافريقية بما يعود بالنفع على الشعبين الشقيقين. حضر اللقاء الفريق سامي عنان رئيس أركان القوات المسلحة نائب رئيس المجلس الأعلى ووزيرا الخارجية والزراعة وعدد من اعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة وعدد من الوزراء السودانيين المرافقين وسفير السودان بالقاهرة. وكان النائب الأول للرئيس السوداني قد وصل الى القاهرة امس في زيارة تستغرق ثلاثة أيام واستقبله رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف بمطار القاهرة.
وشدد البشير، في مؤتمر صحفي مع أمير دولة قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، في ختام زيارته للدوحة، الليلة قبل الماضية ، على متانة العلاقات الثنائية بين البلدين وتطورها في المجالات كافة. وأوضح أن الزيارة تأتي في إطار التشاور حول المرحلة المقبلة لتحقيق السلام في دارفور.ووصف البشير علاقات البلدين بالمتميزة والعريقة والتاريخية، لافتاً إلى جهود قطر في حل قضية دارفور من خلال استضافتها للمفاوضات لعامين ونيف.ونوّه البشير إلى أن هذه العلاقات تشهد تطوراً في مختلف المجالات، خاصة الاقتصادية والاستثمارية ومشاريع الربط والبنيات الأساسية، سواءً في السودان بصفة عامة أو دارفور بصفة خاصة.
وأكد البشير، أن اللقاء مع أمير قطر بحث مشاريع الربط الإقليمية التي تربط بين السودان ودول الجوار.وحول مدى تأثير زيارة رئيس دولة جنوب السودان، سيلفا كير ميارديت، للخرطوم أخيراً على العلاقات بين الدولتين، قال البشير إن المباحثات مع سيلفا كير سادتها الروح الودية الطيبة، وتم الاتفاق على الموضوعات المعلّقة بين الطرفين سواءً كانت اقتصادية أم اجتماعية.
من جهته، عبّر أمير قطر عن سعادته بزيارة البشير لبلاده، واصفاً العلاقات الثنائية بأنها تاريخية وجيدة.وقال “إننا تناقشنا في الأمور التي تهم الدولتين، ونعتقد أننا مقبلون على علاقة تعاون في مجال الاقتصاد والاستثمار مع الأخوة في السودان”. وترعى قطر المفاوضات بين الحكومة السودانية والفصائل المسلحة بدارفور التي أثمرت مؤخرا التوقيع على وثيقة دارفور في 14 يوليو الماضي بين الخرطوم وحركة التحرير والعدالة التي سيعود رئيسها الى الخرطوم السبت المقبل لتولي مهامه رئيسا لسلطة دارفور.
المصدر: القاهرة