الخميس 17 يوليو 2025 أبوظبي الإمارات 45 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

ملتقى اللغة العربية يناقش أسباب عزوف الطلبة عن اللغة الأم

26 ابريل 2005

السيد سلامة:
نظمت أمس منطقة أبوظبي التعليمية ملتقى اللغة العربية الأول تحت شعار تعليم العربية حب وانتماء وذلك بغرفة تجارة وصناعة أبوظبي، وشارك في الملتقى سعادة الدكتور عز الدين ابراهيم المستشار الثقافي بوزارة شؤون الرئاسة ومحمد سالم الظاهري مدير منطقة أبوظبي التعليمية والدكتور محمد رجب فضل الله أستاذ مشارك اللغة العربية بجامعة الإمارات وعدد من موجهي وموجهات اللغة العربية·
وأكد محمد سالم الظاهري في كلمته خلال افتتاح المؤتمر على أهمية اللغة العربية باعتبارها لغة القرآن الكريم، وعنوان الهوية ووعاء الحضارة، ولغة التواصل والتفاهم بين اصحابها، لغة الجمال والذوق الرفيع·
كما ان رعاية اللغة العربية في مدارسنا، ولدى أبنائنا الطلبة مسؤولية نحملها بأمانة· وواجب يؤديه كل القائمين على العملية التربوية من منطلق العقيدة، ومنبع الهوية· وأوضح: أن أهمية اللغة العربية ليست في ذاتها فقط بل في كونها لغة التعليم في جميع المواد الدراسية· فالطالب الضعيف في اللغة العربية ضعيف في المواد الدراسية الأخرى وهذا يوجب توجيه كل الجهود من أجل رفع مستوى أبنائنا التحصلي، وزيادة قدرتهم على التعامل مع مهاراتها·
وقال: ان هذا الملتقى مظهر من مظاهر اهتمام منطقة أبوظبي التعليمية باللغة العربية، وحرصها على نشر الوعي بأهميتها وضرورة رعايتها· في ظل تعاون بناء بين كل القائمين على تدريسها والاشراف عليها توجيهاً وتدريباً· وهذا الاهتمام تنفيذ لخطط وزارة التربية والتعليم، وتوجيهات معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التربية والتعليم وصولاً إلى تخريج جيل ينتمي للغته وهويته·
ومن جانبه ألقى الدكتور شوقي الخالدي موجه اللغة العربية كلمة استعرض فيها معاناة اللغة العربية مع ابنائها وتفاخرهم بالاستعانة بلغات أجنبية دون الإهتمام باللغة الأم، وأشار إلى ان مرارة هذه الحقيقة تجعلنا نقف أمام واقع مؤلم فإما أن نبتلع مرارتها فتغص حلوقنا··، وإما ان نتحرى الواقع لنغيره· لكننا نؤمن بأن المرارة التي لا تقضي علينا تقوينا، بل تبعث فينا روح التحدي، والحمية والنخوة· وهل هناك أجر أعظم من أجر الدفاع عن لغة كلام الله وهذه كلمات مخلصة تستشعر ما يعانيه أبناؤنا الطلبة· إنهم - حقاً - يعانون، فهم يعيشون في تناقض· يسمعون في مدارسهم كلاماً، ويجدون في مجتمعهم نقيضاً له· ومعلم اللغة العربية مظلوم ضائع بين إحساسه بالواجب نحو لغته وابنائه الطلبة، وقسوة مجتمعه عليه· فهو متهم دائماً بأنه السبب في ضعف ابنائنا في اللغة العربية· الكل عاتب، والكل لائم، وما علموا ان المسؤولية جماعية وان اللغات لا تعلم إلا بالممارسة الصحيحة السليمة المستمرة وأنى للطالب اليوم ان يجد ذلك؟!
اللغة في مؤسسات التعليم
وقدم سعادة الدكتور عز الدين ابراهيم ورقة علمية حول·· اللغة العربية في مؤسسات التعليم العام والعالي·
أشار فيها إلى إن هذه الورقة تمثل صوتا من مئات الأصوات التي تتعالى الآن في العالم العربي كله، للتذكير بأهمية اللغة العربية، وموقعها عند الناس وفي المجتمع، باعتبارها وعاء الفكر، ووسيلة التفاهم والتواصل الاجتماعي، وعنوان الهوية القومية والحضارية، ولسان الدين الاسلامي الحنيف·
وأوضح ان الورقة قد بينت مجالات تعزيز اللغة العربية في جميع مراحل التعليم، حيث يبدأ النمو اللغوي في البيت وفي روضة الأطفال، ثم ينمو في المدرسة الابتدائية المناسبة التي تعتني بهذه اللغة وتصونها عن الازدواج اللغوي بتعليم لغة أو لغات أخرى قبل ان يكتمل للناشىء نمو كاف في الأساسيات اللغوية العربية· وفي المدرسة الثانوية يوجه الطالب إلى الاعتزاز بهذه اللغة ومعرفة كفاءتها المجربة عبر القرون، كما يزود بالقواعد والمهارات اللازمة لاتقانها والمصطلحات العربية للموضوعات العلمية التي يدرسها·
كما ان في الجامعة وفي الدراسات العليا، يلزم أن يكون التدريس فيها باللغة العربية سواء في المجالات الانسانية أو العلمية، إذ ان هذه اللغة من الثراء والمرونة بحيث تستطيع ان تلبي جميع المتطلبات الدراسية والبحثية· وفي مكتبتها التراثية والمعاصرة قدر كاف من المراجع، التي لا يجوز أن يغفل عنها، مع الحاجة الدائمة إلى زيادتها والاضافة اليها كما هو الحال في كل لغة· ومن الموافقات الحسنة، المناداة بجعل اللغة العربية لغة التدريس في جميع المراحل ولغة المجتمع بصفة عامة·
الاهتمام بالمهارات
وشارك الدكتور محمد رجب فضل الله بدراسة حول معايير الاداء اللغوي·· مدخل لاعداد المحتوى الدراسي لمهارات اللغة العربية·
وأشار، يعد اكساب المتعلمين مهارات اللغة العربية بالتعليم العام مطلباً لغوياً، وتعليمياً مهما، وغاية سامية من غايات درس اللغة العربية·
كما تؤكد وثيقة منهج اللغة العربية بالتعليم العام بدولة الإمارات العربية المتحدة على مهارات التواصل اللغوي باعتبارها أحد المحاور الرئيسية الثلاثة لمعايير تعليم اللغة العربية بالتعليم العام·
وقد كان لوضع هذه المعايير الدور الاساسي في توجيه لجان تأليف كتب اللغة العربية، للوفاء بها، والوصول إلى مؤشراتها·
وكانت المشكلة الحقيقية في إعداد المحتوى الدراسي للغة العربية في كيفية إعداد دروس المهارات اللغوية· خاصة وان اعداد ما عداها من دروس الفهم القرائي، والمفاهيم اللغوية، والمعارف الأدبية قد سبق التأليف فيه، وهناك نماذج له في كتب مدرسية سابقة·
ولقد عرضت الورقة الحالية كيفية ترجمة المعايير العامة لتعليم اللغة العربية إلى معايير خاصة بكل محور من محاور التعليم·
كما ركزت الورقة على محور المهارات اللغوية، واشتقت معايير لتعليم الاستماع، وتعليم التحدث، وتعليم القراءة وتعليم الكتابة في التعليم العام بدولة الإمارات·
وقدمت الورقة مثالاً تفصيلياً لاشتقاق مؤشرات الاداء اللغوي لكل معيار، وعرضت الورقة نموذجاً لإعداد خرائط المدى والتتابع لمؤشرات الأداء اللغوي، وكيفية توزيع هذه المؤشرات على الصفوف الدراسية، وعلى الوحدات الدراسية لكل صف·
كما تضمنت الورقة خطة للمنهج الدراسي الخاص بالمهارات اللغوية في أحد الصفوف الدراسية كنموذج لبناء الوحدات الدراسية للمهارات اللغوية·
وعرضت الدراسة خطوات تعليم المهارات اللغوية حسبما تتم في دروس الكتاب المدرسي· واختتمت الورقة بنموذج لدرس مقترح لتعليم احدى المهارات الفرعية لمهارة الكتابة بأحد صفوف التعليم الأساسي·
كما قدم كل من د· شوقي الخالدي، وأحمد حمود خويلة موجها اللغة العربية بتعليمية أبوظبي دراسة حول واقع تدريس مهارات اللغة العربية وأثره في المتعلمين وأوصت الدراسة بالتالي:
أولاً في مجال المهارات: تحديد المهارات الفرعية لكل مهارة من المهارات الأربع ودراستها في كل مدرسة بإشراف التوجيه وجعلها محاور للعام الدراسي القادم 2005/·2006
وتشجيع المتعلمين على ممارسة المهارات الأربع داخل الصف والمدرسة وفي البيت وتكليفهم بأعمال نشاطية تغطي هذه المهارات بشكل مدروس·
والتركيز على مهارة الاستماع، فالاستماع يعلم ويدرب عليه، وتقديم مواد سمعية مسجلة للمتعلمين وتحديد أنشطة خاصة بذلك يتدرب عليها المتعلمون داخل وخارج المدرسة·
والتركيز على مستويات القراءة جميعها وعدم التركيز فقط على القراءة الآلية·
كما أوصت بتكليف الطلاب بعقد ندوات ومناظرات ومحاضرات من شأنها تعزيز مهارة المحادثة لديهم·
والتركيز على مهارة الكتابة من خلال انشطة يكلف بها الطلاب بحيث يختارون مواضيع حرة للكتابة عنها أو تلخيص ما استمعوا اليه·
ثانيا: في مجال المعلم: ان يعود المعلم إلى كتب أساليب تدريس اللغة العربية يتزود ويتعرف على اساليب رفع الأداء المهني بما ينعكس ايجابا على سلوك المتعلمين· واتاحة الفرص حيثما سمحت لممارسة المتعلمين للمهارات الفرعية لمهارات اللغة العربية الأربع،
وتشجيع الطلاب على اتقان الاشرطة السمعية، أو الأشرطة التي يسجلون عليها محادثاتهم، وعمل جناح تسجيلي في مصادر التعلم في كل مدرسة،واستثمار التقنيات الحديثة التي تخدم مهارات اللغة التي لم يستطع ان يعكسها المقرر الدراسي، واعداد أوراق عمل وانشطة إثرائية لا منهجية تغطي حاجة المتعلمين للمهارات·
ثالثا: في مجال التوجيه: تدريب المعلمين على كيفية تناول المهارات الأربع ومهاراتها الفرعية ووضع خطة تشغيلية في كل مدرسة تتكفل بذلك·
ووضع معايير محددة يتفق عليها الموجهون في متابعاتهم والتأكد من تنفيذ ذلك في كل مدرسة·
وأن تعكس خطط توجيه اللغة العربية للعام الدراسي القادم نتائج الدراسة وتأخذها بعين الاعتبار·
وأوصى الباحثان في هذه الدراسة بضرورة عمل دراسة في نهاية كل عام دراسي لواقع تدريس اللغة العربية ومقارنة نتائج كل دراسة بالدراسات السابقة للتأكد من رفع مستوى تعلم وتعليم اللغة العربية بما يليق بها، وان تعمل كل منطقة تعليمية دراسة مشابهة، وتوزيع الدراسة على كل منطقة تعليمية، ووضع خطة تشغيلية تحت اشراف إدارة المنطقة تضع بعين الاعتبار النتائج لتحسين واقع تدريس اللغة العربية في منطقتنا، وارسال نتائج الدراسة إلى إدارة المناهج للاطلاع عليها·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض