الأحد 27 يوليو 2025 أبوظبي الإمارات 35 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التوكل عنوان اعتماد المؤمن على الله في جلب الخير ودفع الشر

التوكل عنوان اعتماد المؤمن على الله في جلب الخير ودفع الشر
28 سبتمبر 2012
التوكل على الله مرتبة عظيمة لا ينال كمالها إلا القليل من العباد، والمتوكلون أحباء الله وأولياؤه، والتوكل دليل على صدق المؤمن واعتماده على الله في جلب المصالح ودفع المضار، حيث قال تعالى في الآية 159 من سورة آل عمران«إن الله يحب المتوكلين»، حيث أوضح الدكتور حلمي عبدالرؤوف أستاذ علم القراءات بجامعة الأزهر أن دعاء التوكل ورد أيضاً على لسان نبي الله إبراهيم عليه السلام في كتاب الله« قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك وما أملك لك من الله من شيء ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز الحكيم» سورة الممتحنة. (القاهرة) - عن الاقتداء بنبي الله إبراهيم عليه السلام في فعله، أشار الدكتور حلمي عبدالرؤوف أستاذ علم القراءات بجامعة الأزهر إلى أنه عندما قال إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك، قال تعالى لا تتأسوا به في الاستغفار، فتستغفرون للمشركين، فإنه كان عن موعدة منه له، والاستثناء أن إبراهيم هجر قومه وباعدهم إلا في الاستغفار لأبيه ثم بين عذره في سورة التوبة، وفي هذا دلالة على تفضيل نبينا عليه الصلاة والسلام على سائر الأنبياء لأنه حين أمرنا الله بالاقتداء بنبي الله محمد صلى الله عليه وسلم كان أمراً مطلقا في قوله تعالى«وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا» سورة الحشر، وحين أمرنا بالاقتداء بإبراهيم عليه السلام استثنى بعض أفعاله. دعاء إبراهيم وحول دعاء إبراهيم، لفت الدكتور عبد الرؤوف إلى قوله تعالى«ربنا عليك توكلنا» من دعاء إبراهيم عليه السلام وأصحابه وقيل إنه علم المؤمنين أن يقولوا هذا الدعاء لكي يتبرأوا من الكفار ويتوكلوا على الله ويقولوا: ربنا عليك توكلنا أي اعتمدنا وإليك أنبنا أي رجعنا وإليك المصير لك الرجوع في الآخرة ولا تجعلنا فتنة للذين كفروا أي لا تظهر عدونا علينا فيظنوا أنهم على حق فيفتتنوا بذلك وقيل: لا تسلطهم علينا فيفتنونا ويعذبونا. التوكل على الله في جميع الأمور من أعظم العبادات القلبية وقد قال العلماء وفقاً لما أفاد الدكتور حلمي عبد الرؤوف إن التوكل في جلب المصالح ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة وأن يكل العبد أموره كلها إلى الله وأن يتحقق إيمانه باعتقاده أن الله تعالى هو الذي يعطي ويمنع ويضر وينفع، حيث قال تعالى«وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير» سورة الأنعام الاية 17. عبادة وأضاف، أمر الله تعالى عباده المؤمنين بالتوكل عليه في مواضع عديدة من كتابه العزيز، وجاء ذكر التوكل في أكثر من 50 آية منها قوله تعالى: “وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا” سورة الفرقان الآية 58 وقوله تعالى :”قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون” سورة التوبة الآية 51 وقوله تعالى: “وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين” سورة الشعراء الآيات 217-219 وقوله تعالى: “ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه” سورة الطلاق الآيتان 2-3. وعن أحاديث رسول الله، أشار إلى أنه وردت أحاديث أثيرة وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، تحث على التوكل على الله تعالى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال«لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصا وتروح بطانا»، حيث دل هذا الحديث على أن الناس إنما يؤتون من قلة تحقيق التوكل ووقوفهم مع الأسباب الظاهرة بقلوبهم فلذلك يتعبون أنفسهم في الأسباب ويجتهدون فيها غاية الاجتهاد ولا يأتيهم إلا ما قدر لهم فلو حققوا التوكل على الله بقلوبهم لساق الله إليهم أرزاقهم مع أدنى سبب كما يسوق إلى الطير أرزاقها بمجرد الغدو والرواح وهو نوع من الطلب والسعي. كما أشار إلى ما جاء عن أنس بن مالك رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا خرج الرجل من بيته فقال: بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله يقال حينئذ: هديت وكفيت ووقيت فتتنحى له الشياطين فيقول له شيطان آخر: كيف لك برجل قد هدى وكفي ووقي” وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال: حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا: إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ونبي الله إبراهيم عليه السلام عندما قال: حسبنا الله ونعم الوكيل كانت عاقبته ما قاله جل وعلا: “قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم” سورة الأنبياء الآية 69 وعندما قال نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم: حسبنا الله ونعم الوكيل كانت عاقبته ما قاله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: “فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم” سورة آل عمران الآية 174 . الأعمال الدنيوية أما حول ارتباط التوكل بالأعمال الدنيوية، أوضح الدكتور حلمي عبد الرؤوف أن التوكل عمل القلب واعتماده على الله تعالى في جلب الخير ودفع الشر وفي جميع أمور العبد كلها الدنيوية والأخروية أما الأسباب فإنها عمل الجواهر فعلا وتركا، ومن الناس من يترك فعل الأسباب كلها ويدعي أنه من المتوكلين ومنهم من يتعلق قلبه بالأسباب ويعتقد أنه لا يتم له أمر إلا بفعل سبب والمتوكل هو من فوض أمره إلى الله، ثم نظر، فإن كان هذا الأمر له أسباب مشروعة، فعلها، انقيادا للشرع، لا اعتمادا عليها ولا انقيادا لها، إنما هو الامتثال لأمر الشارع فإن لم يكن هناك أسباب مشروعة اكتفى بالتوكل على الله. إضاءة قال الدكتور حلمي عبدالرؤوف أستاذ علم القراءات بجامعة الأزهر إن الطائفة التي تعلقت قلوبها بالأسباب فقد ضعف عندها الإيمان بكفاية الله تعالى لمن توكل عليه فتراها تجتهد في فعل الأسباب وإن لم تكن مطلوبة شرعا أو عقلا وهؤلاء أخطأوا حين ظنوا أنه لا يتم أمر إلا بسبب فالله تعالى يعطي ويمنع بسبب وبغير سبب وقد أخبر تعالى في آيات كثيرة أن في التوكل على الله كفاية للعبد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض