10 أكتوبر 2011 21:43
أمام أحد مطاعم الوجبات السريعة الواقع عند إحدى نواصي أبرز شوارع وسط نيودلهي، تصطف طوابير من الشبان أمام منصات تقديم الوجبات. وغالبية هؤلاء المصطفين هم دون الثلاثين من عمرهم، كما أنهم يرتدون ملابس غربية الطابع بدلا في الأزياء التقليدية الهندية.
وتسعى مطاعم «يام!» التي تملك علامات «كيي أف سيس» و»بيتزا هات» و»تاكو بيل»، إلى استحداث 100 مطعم جديد هذا العام في الهند كما تهدف إلى فتح مجموع ألف مطعم بحلول العام 2015، غالبيتها تبيع الدجاج المقلي. ولم تكن الوجبات الجاهزة الغربية في يوم تتمتع بكل هذه الشعبية في الهند، مدعومة بتسويق ذي ميزانية عالية يدفع باتجاه استحداث «صيغ» محلية من الوجبات العالمية الأكثر مبيعا. وقال مدير التسويق لدى «كيي أف سي-إنديا» دروف كاول «نركز على الشباب. ونواة هدفنا هم البالغون من الشباب دون الثلاثين من العمر، ويشمل ذلك أيضا المراهقين».
واعتاد الهنود الذين يتزايد عددهم بوتيرة متسارعة أن يتناولوا الوجبات السريعة المقلية والمشبعة بالدهون، وهم يتنقلون سيرا على الأقدام. وانطلاقاً من هذه العادة، تعتبر شركات الوجبات السريعة هذا البلد الذي يضم 1,2 مليار نسمة، موطن الثورة المرجوة.
وأوضح فيكران باكشي من «ماكدونالدز» أن «آسيا تسجل أعلى نسب نمو، ما يفسر رغبة المزيد من العلامات التجارية في القدوم إلى الهند». لكن هذا الاستهلاك المتزايد للأطعمة المصنعة الغنية بالدهون والسكر يثير القلق في الهند إزاء استيراد آفة البدانة التي تشكل قنبلة موقوتة تعجز السلطات عن تحمل تداعياتها.
وفي حين أن سوء التغذية مستشر في الهند إذ إن أكثر من 50% من الأطفال يعاني تأخرا في النمو بسبب سوء التغذية بحسب دراسة نشرت في العام 2008 في المجلة الطبية «ذي لانست»، فإن الأشخاص الذين يعانون وزنا زائدا في الطبقة المتوسطة يزدادون من حيث العدد والحجم.
وأظهرت دراسة أجرتها جمعية «ناشونال دايابيتس أوبيزيتي أند كوليسترول فوانديشين» في الهند أن طفلا واحدا من أصل ثلاثة في مدارس نيودلهي الخاصة هو بدين، مقابل طفل واحد من أصل عشرة في المدارس الرسمية.
وارتفعت نسبة الدهون التي يتناولها الشخص يوميا في المدن الهندية في الفترة الممتدة ما بين العامين 1972 و1973 والعامين 2004 و2005 وفقا لبيانات منظمة «ناشونال سامبل سورفي اورجانيزيشون» التي توقعت تواصل الارتفاع.
وشرحت الباحثة سيما غولاتي أن «للبدانة التي تظهر في الهند مضاعفات خطيرة على الصحة الاستقلابية في المستقبل». ولفتت إلى أن «إعلانات الوجبات السريعة تجذب تلاميذ المدارس. فيظنون أنها راقية المستوى ويرغبون بتذوقها».
وفي دراسة واسعة أجريت في العام 2010 عنوانها «صعود الطبقة المتوسطة في آسيا»، حذر مصرف التنمية الآسيوي من أن آسيا ستواجه في غضون السنوات العشرين أو الثلاثين المقبلة «ارتفاعا في الأمراض المزمنة لم تشهده من قبل».
وتشمل هذه الأمراض السرطان والسكري وأمراض القلب المرتبطة بنظام غذائي غني بالدهون والسكر وأنماط عيش لا تكثر فيها النشاطات الجسدية. وفي دراسة أخرى صدرت الشهر الماضي، سلط الاتحاد الدولي للصليب الأحمر الضوء على «فضيحة ذات حدين» تشمل انتشار البدانة وسوء التغذية بالتوازي.
المصدر: نيودلهي