25 يناير 2011 23:31
الرياضة هي اللغة المشتركة التي يجيدها الجميع، فالسياسي رياضي، وعالم الاجتماع والمثقف، وأحياناً ما تبدو الشعرة الفاصلة بين الرياضة وغيرها من شؤون الحياة، رفيعة إلى الحد الذي لا يفصلها عن غيرها، لا سيما السياسة، ففي كل منهما ما في الأخرى، من تكتيكات ومناورات، وفوز وخسارة، وحشود تهتف، سواء للسياسي البارع أو اللاعب الفنان، ولكن في كل الأحوال، تبقى الرياضة “أخف دماً” وألطف مما عداها. وفي الدوحة هذه الأيام، تختلط السياسة بالرياضة في مشاهد عدة، فالعاصمة القطرية، تضج بالمؤتمرات والفعاليات السياسية التي تدور رحاها جنباً إلى جنب مع بطولة الأمم الآسيوية، وقد يبدو مألوفاً أن ترى الرياضي بجوار السياسي، مثلما هو الحال في فندق الشيراتون الذي كان مقر إقامة وفود المجموعة الرابعة بالبطولة، ويوم أن غادرته كافة الفرق بعد خروجها تباعاً، طغى المشهد السياسي عليه، من خلال وجود نخبة من السياسيين، المشاركين في اجتماعات الهيئة التأسيسية لمجلس العلاقات العربية، وعدد من المؤتمرات الأخرى. وبعد أن كانت حواراتنا مع لاعبي ومدربي ومدير الفرق، انفض “السامر”، وتقدم السياسيون المشهد، بتحركاتهم الصارمة، يتبعهم رجال الأمن والسكرتارية، وبعد أن كان الكلام لا يتوقف عن المباريات وحظوظ كل فريق، إذا بالقاعات تشهد اجتماعات عدة، كلها تدور حول السياسة، ومستقبل العلاقات المشتركة، والملفات الساخنة، والقضايا ذات الاهتمام الواحد، ترى هل بالإمكان وسط كل ذلك، أن تعيد الدفة ثانية إلى الرياضة؟، هذا ما نجحت فيه “الاتحاد” من خلال حوار موسع وحصري مع الدكتور إياد علاوي رئيس الوزراء العراقي السابق، ورئيس القائمة العراقية.
احتجنا إلى يومين للحصول على موعد، وحين جلسنا معه، شعرنا أن لقاءه ليس بحاجة لكل هذا العناء الذي تفرضه البروتوكولات والمقابلات، فالرجل عفوي إلى أقصى درجة، وهكذا كان طوال حوارنا الذي عرج فيه السياسي المخضرم إلى ملاعب الرياضة، في حديث اختصنا به، ولم يخل من السخونة، فإلى تفاصيل الحوار:
بدأنا من حيث يجب أن نبدأ، قبل الدخول في محطات ساخنة أو شائكة، وسألناه عما تفعله الرياضة في الشعب العراقي، وكيف تابع أبناء دجلة والفرات مشاركة منتخبهم في البطولة الآسيوية؟
الرياضة توحدة العراقيين
ورد الدكتور إياد علاوي، بأن الرياضة تجمع العراقيين وتوحدهم، وأنه مع الانتصارات يكون التعاطف الشعبي في أوجه ويصبح واسعاً، فرحاً بالجهود الاستثنائية التي يبذلها لاعبو العراق وإداريوهم ومدربوهم، وتذكر الدكتور علاوي كيف كان وقع البطولة الماضية التي فاز المنتخب العراقي بلقبها، على الشعب العراقي بكامل أطيافه، ويقول: لا زلت أذكر تلك الفرحة التي عمت كل بيت، وكنا نراها في كل شارع، كانت فرحة عامة أنست العراقيين، بعض ما يكابدون، وصدرت إليهم من بعد فرحة كبرى، لا زال صداها في الصدور الفخورة بهؤلاء اللاعبين، بعد أن عمت السعادة كل الشرائح، مشيراً إلى أنه حتى في هذه المرة، كان الشعور مقارباً لما حدث من قبل، فقد أسعد الفريق العراقي جماهيره ومحبيه بانتصاراته في الدور الأول للبطولة، ولذا فإن منتخب «أسود الرافدين» يمكن التأكيد على أنه يحقق نوعاً من الوحدة للشعب العراقي الذي يلتف حول الرياضة كمسألة أساسية ومهمة.
الأداء بكفاءة ومقدرة
وعن خروج المنتخب العراقي وهو البطل من الدور ربع النهائي، يقول: المهم أن الفريق أدى ما عليه بكفاءة ومقدرة، وإن كان الحظ لم يحالفه أو أي سبب آخر، حال دون وصوله إلى مبتغاه، فما يعنينا كعراقيين هو ما شاهدناه من أبنائنا في الملعب.. شعرنا بحجم الجهد الذي بذلوه، كنا واثقين أنهم لم يقصروا، وهذا يكفينا، ولا يجب أن ننسى أنهم أسعدونا من قبل، وأكيد أنهم كانوا يريدون إسعادنا وإسعاد أنفسهم في تلك البطولة، ولكن التوفيق لم يحالفهم.
وطالب رئيس القائمة العراقية بعدم المغالاة في ردة الفعل، لا سيما في الرياضة، وضرورة تقدير الجهد طالما أنه ملموس، وطالما أنك متأكد وواثق أن من يمثلك قدم كل ما عليه، إذ يكفيهم حين يعاندهم الحظ أنهم لم يحققوا ما يريدون، فلا يجب أن يكون محبوهم عبئاً إضافياً عليهم، مبدياً ثقته في أنه إذا كان المنتخب العراقي لم يحقق اللقب هذه المرة، فإنه قادر على التعويض في مناسبات أخرى، فدوران العجلة الرياضية والبطولات لا تتوقف.
وحول ما تردد قبل، وأثناء مشاركة المنتخب العراقي، في البطولة، عن عدم حصوله على الدعم الكامل من الحكومة العراقية، بالشكل الذي يوازي الطموحات التي كانت معلقة بالفريق، قال الدكتور إياد علاوي: نعم أتفق مع ذلك، فقد كان هناك تقصير واضح من الحكومة العراقية، وهو تقصير ليس في حق المنتخب وحده، وإنما في حق الرياضة بصفة عامة، ونال المنتخب منه ما ناله، ونأمل أن تعمل الحكومة العراقية على تلافي ذلك بأسرع وقت ممكن، وأن تقوم بما عليها في دعم الفريق والرياضة العراقية، باعتبارها نشاطاً مهماً لدى الشعب العراقي، له انعكاساته عليه، ويجلب لهم الفرحة.
عدنان مدرب كفء
وشيئاً فشيئاً نطل على المناطق الشائكة، وأسأله عن حقيقة منع المدرب العراقي عدنان حمد من التدريب في العراق، بقرار من وزارة الشباب والرياضة، على الرغم من أنه مدرب كفء، صنع إنجازاً قريباً مع المنتخب الأردني الشقيق، وكيف يتم منع مدرب بقيمة حمد من التدريب في وطنه، ويجيب الدكتور إياد علاوي بأن ذلك أيضاً من مظاهر التقصير الحكومي الذي تحدث عنه من قبل، ويضيف: الحكومة للأسف، لم تقم بما عليها من واجب بشكل كامل، وعدنان حمد مدرب كفء ومتمكن ورفع رأس العراق عالياً في الكثير من المحافل، وعلى الحكومة العراقية أن تراجع هذا القرار، وأن تعيد النظر فيه، وأن تعتذر أيضاً لعدنان حمد، وتقوم بواجبها كاملاً تجاه الرياضة وتبدأ في دعمها، وعلى رأس النشاطات التي تحتاج إلى الدعم كرة القدم.
وأسأله: بعد أن أصبحتم في صدارة المشهد السياسي العراقي حالياً، أليس بإمكانكم التدخل لإنهاء أزمة وحصار عدنان حمد، ويرد الدكتور علاوي بحسم: هذا ما سنفعله، ومن الأكيد أن نتدخل لوضع حد لذلك، وإنهاء أزمة عدنان حمد من جذورها، وأيضاً سنتدخل لدعم الرياضة وقطاع الشباب بالشكل الذي يليق به، والمنتخب العراقي بصفة خاصة، لأن ذلك من صميم قناعاتنا من أجل الشعب العراقي.
رفع الظلم
ومن عدنان حمد ننتقل إلى حسين سعيد، الذي يدير اتحاد الكرة تقريباً من خارج العراق، فيما يشبه حالة إبعاد عن المشهد الرياضي العراقي، وعن ذلك، يؤكد رئيس وزراء العراق السابق، ورئيس القائمة العراقية، أن حسين سعيد من أكفأ الرياضيين العراقيين، ووصفه بالمخلص و«الشهم» والشريف، وأنه هو الآخر، رفع رأس العراقيين عالياً في مناسبات عدة، ومشهود له بذلك، ليس منه وحده، وإنما من الشعب العراقي بكامل أطيافه وفئاته.
ويضيف: سأعمل بشكل مركز من أجل رفع الغبن والظلم الذي لحق بحسين سعيد، حتى يعود إلى بلده، وحتى يكون نبراساً وعلماً من الأعلام المهمة في حقل الرياضة عامة وكرة القدم خاصة.
ورداً على سؤال: هل تحدث مع حسين سعيد بهذا الشكل، خلال اللقاء به في الدوحة، ويرد الدكتور إياد علاوي: نعم، وسلمت عليه وتحدثت معه، ومع الآخرين، وكانت سعادتي بالغة برؤيته ومن معه، وسأبذل كل ما بوسعي من أجل رفع «الحيف» عن هذه المجموعة الخبرة من العراقيين.
ومن كأس آسيا ورموز الكرة العراقية، ينتقل بنا الحديث إلى المستقبل، وتطلعات مدينة البصرة العراقية إلى تنظيم “خليجي 21”، وأساله: هل البصرة جاهزة لاستضافة البطولة؟، ويرد الدكتور علاوي: من الممكن أن تكون جاهزة، ولكن ذلك يعتمد بالدرجة الأولى على الجهد الحكومي، لأن هذا الأمر مهم للغاية، والبصرة من حقها أن تنظم كأس الخليج، بوصفها بلداً يطل على الخليج العربي، لذا فمن المهم أن تعقد فيها تلك البطولة، لما لذلك من أثر في إنعاشها وإنعاش الرياضة العراقية بصفة عامة، ولكن على الحكومة أولاً أن توفر كل مستلزمات النجاح لهذه الدورة، وعلى رأس تلك المستلزمات، يأتي الجانب الأمني، الذي لابد من ترتيبه بشكل كامل وصارم.
ورداً على بعض الآراء العراقية، التي ترى أن كأس الخليج والرياضة ليست أولوية للعراق في الوقت الحالي، وأن هناك ملفات أخرى أهم، كالأمن والصحة والتعليم، يقول الدكتور إياد علاوي: الرياضة جمعت العراقيين ولم تفرقهم، وانتصارات الرياضة العراقية في مواقع عديدة، لها تأثير السحر عليهم، ولا يمكن النظر إلى الرياضة، من مفهوم أنها لعب وكر وفر، وفوز وخسارة، وإنما لابد من النظر إليها باعتبارها حالة اجتماعية آسرة، تقوم بما تعجز عنه فعاليات أخرى، وتكون لها انعكاساتها على شتى مناحي الحياة، ولذا فمن الواجب على الحكومة أن تكون الرياضة والشباب في مقدمة سلم أولوياتها، إلى جانب أولوياتها بالطبع في الأمن والخدمات وغيرها من الأمور الأخرى.
ويتابع رئيس الوزراء العراقي السابق: لابد وأن تكون هناك عناية خاصة بهذا القطاع الهام، لأنه يختص بمستقبل وعماد الأمة، فمن الجيد أن يكون شبابنا مشغولاً بهوايات مفيدة، وأمور طيبة تجمع العراقيين جميعاً، فذلك أفضل كثيراً من أن يترك الشباب عاطلين عن العمل وعن الهواية، وأفضل من أن نتركهم - لا سمح الله- ليكونوا عبئاً على الوضع الاجتماعي والسياسي والأمني، وعلى الحكومة أن تولي هذا الأمر ما يستحقه من اهتمام، وسنعمل إن شاء الله جاهدين على الإيفاء بذلك.
«الفضائيات» في السياسة مثل الرياضة
الدوحة (الاتحاد) - حول الصراخ الذي بدأت تضج به الكثير من الفضائيات العربية في برامج الكرة قال الدكتور إياد علاوي: بالطبع هذا الأمر لا ينطبق على كل الفضائيات، فهناك قنوات فضائية جادة ومحترمة، تعمل بشكل موضوعي ومسؤول، وتعكس الصورة الحقيقية وتراعي مصلحة المجتمع، وهناك قنوات فضائية أخرى، تريد أن تجد لها مادة مثيرة تبرر وضعها واستمرارها، والأمر لا ينطبق فقط على القنوات الفضائية الرياضية، وإنما يمتد أيضاً إلى القنوات السياسية.
حكاية الإبعاد بعد الخسارة من قطر
الدوحة (الاتحاد) - بعد الإشارة إلى مسألة إبعاد المدرب العراقي عدنان حمد عن التدريب في العراق، تبدو القصة بحاجة إلى أن يتذكرها القارئ، خاصة، وقد تعهد رئيس الوزراء السابق بالتدخل لحلها، ورفع الظلم عن عدنان حمد، والذي قررت الهيئة المؤقتة لإدارة الشؤون الرياضية في العراق منذ قرابة عامين ونصف العام، وتحديداً في يونيو من عام 2008، منعه من تدريب المنتخبات الوطنية العراقية لكرة القدم مدى الحياة، بعد أن حملته تبعات خسارة الفريق في لقائه أمام قطر، والخروج من سباق تصفيات مونديال 2010”.
وكان المنتخب العراقي وقتها فقد فرصة بلوغ الدور الرابع من القارة الآسيوية، المؤهلة لنهائيات كأس العالم، إثر خسارته مباراته الأخيرة أمام قطر صفر ـ 1 ضمن الجولة السادسة والأخيرة للمجموعة الأولى.
وجاء الإعلان عن حرمان مدرب المنتخب العراقي من التدريب في العراق مدى الحياة لإطلاقه تصريحات، وصفت وقتها بأنها ضد الحكومة، والعملية السياسية، بينما تم تشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات خسارة العراق أمام قطر، مع دراسة إمكانية حل الاتحاد العراقي لكرة القدم في ذلك الحين.
مشجع أصيل لــ «الجوية والزوراء»
الدوحة (الاتحاد) - كان طبيعياً طالما أن الحوار مع رئيس وزراء العراق السابق وزعيم الكتلة العراقية، رياضياً أن نسأله: هل يشجع فريقاً ما، سواء داخل أو خارج العراق، وأكد الدكتور إياد علاوي أن السياسة وهمومها تستحوذ على الكثير من وقته، وربما لا يجد وقتاً معها لمتابعة الرياضة إلا ما ندر.
أضاف أنه بالطبع، من أنصار المنتخب العراقي في المقام الأول، أياً كانت البطولة التي يشارك بها، باعتباره الرمز الذي يلتف حوله كل العراقيين ويتوحدون معه. أما عن النادي الذي يشجعه داخل العراق، فهو على خلاف الكثيرين، يشجع ناديين وليس نادياً واحداً، والناديان هما: الجوية والزوراء، فهو من محبيهما، ولكن ليس بمغالاة أو تعصب. أما خارج حدود العراق، فالدكتور إياد علاوي من أنصار نادي الزمالك المصري الذي ارتبط به منذ سنوات طويلة، ويراه من أفضل الأندية التي تلعب كرة ممتعة، ولم يتخل عنه حتى في كبواته التي لازمته فترة، ونهض منها الآن، كما يشجع نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي، ويحب أن يشاهد مبارياته أحياناً. ويبدو أن ارتباط الدكتور علاوي بنادي مانشستر، جاء بحكم الفترة التي قضاها في العاصمة البريطانية لندن، خلال أيام البعد عن العراق.
شجعنا انتخاب علي بن الحسين لمنصب نائب رئيس «الفيفا»
الدوحة (الاتحاد) - بما أن الحوار دار حول الرياضة وامتد إلى علاقتها بالسياسة، فقد سألنا الدكتور إياد علاوي عن إطلالة السياسة على الرياضة في انتخابات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، التي سبقت بطولة الأمم الآسيوية، وكيف خشي المتابعون حدوث انقسام عربي، ورأيه في ذلك، ليقول زعيم القائمة العراقية: لم نتابع الموقف بشكل كامل، ولكننا شجعنا انتخاب الأمير علي بن الحسين لمنصب نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»، انطلاقاً من كونه عربي من الأردن الشقيق، والتاريخ والجغرافيا والروابط الوشيجة اقتضت أن نكون معه، والحمد لله أنه حصل على المنصب بجدارة، ونتمنى أن يكون موقعه الجديد في الاتحاد الدولي لصالح الكرة العربية والآسيوية، مطالباً بغلق صفحة الانتخابات وما دار فيها، لأن العروبة أقوى وأكبر من كل شيء.
مباريات بـ «الفيديو»
الدوحة (الاتحاد) - لأن السياسة تحصل على القسط الكبير من وقته، فإن الدكتور إياد علاوي من النادر أن يجد وقتاً لمتابعة مباراة كاملة، وقد يكتفي فقط بمعرفة سير مباراة مهمة للمنتخب تليفونياً حتى يطمئن عليه. عن ذلك يقول الدكتور إياد علاوي: الوقت لدي ليس فيه متسع كبير لمتابعة المباريات، كما هو حال الكثيرين، وغالباً وعند المباريات المهمة للمنتخب العراقي، أطلب تسجيلها بالفيديو لأشاهدها حين تسنح الفرصة لذلك. وعما يفعله إذا صادفت مباراة للمنتخب وقتاً للراحة، يقول رئيس وزراء العراق السابق: إذا حدث ذلك، وقلما يحدث فإنني أشاهدها بالبيت مع الأسرة ومع بعض الإخوان.
أكد أن مفهوم الفريق يصلح نموذجاً
الرياضة «توحِّد» والسياسة «تفرِّق»
الدوحة (الاتحاد) - كان الحديث عن الرياضة والسياسة، والفارق بينهما فرصة لاطلالة على جانب مهم من فكر الدكتور إياد علاوي، الذي أكد أن الرياضة تفعل ما لا تفعله السياسة، مفسراً ذلك، بأن الرياضة توحد، بينما السياسة تفرق، وقال: لمسنا هذه الحقيقة من خلال ما فعله المنتخب العراقي، ففي الوقت الذي تضج فيه الحياة باتجاهات شتى، جاءت انتصارات الفريق لتوحد كل العراقيين وتجعلهم يلتفون في جسد واحد حول رمز العراق، وهو المنتخب.
أضاف: السياسة فيها وجهات نظر، وفيها اختلاف، بينما الرياضة فيها وحدة واتفاق ومحبة وسعادة. وطرح الدكتور علاوي نظريته حول الفريق، ومفهوم الفريق، كما يراه، حيث يؤمن أن “الفريق” يصلح لأن يكون نموذجاً في شتى مناحي العمل الحياتي، وفسر ذلك بقوله: كل عمل يقوم على روح الفريق سينجح، وقد يكون الفريق في الشأن الاجتماعي أو السياسي أو الرياضي، فعندما نعمل كمجموعة ووحدة متكاملة، سننجح، وهو ما يجب أن يحدث في السياسة وفي إدارة الحكم، والمهم أن الفريق لا يشترط أن يكون أعضاؤه من طائفة معينة أو عرق معين، وإنما يعتمد فقط على الكفاءة والمقدرة، وذلك يعكس مسألة مهمة يجب أن تكون واضحة للجميع، وهي أن الرياضة أصبحت توحد وتجمع مختلف الأطياف، بسبب أنها تقوم على مفهوم الفريق، ولو انسحب هذا المفهوم على كل أشكال حياتنا، سنجني ما نجنيه من الرياضة من وحدة وتآلف.
العرب لم يقصروا
الدوحة (الاتحاد)- رداً على سؤال: هل هناك تقصير من الرياضيين العرب تجاه الرياضة العراقية، أكد الدكتور إياد علاوي أنه لا يعتقد ذلك على الإطلاق، وقال: بالعكس، هناك احترام متبادل ومحبة واحتضان، وهناك تقدير من الإخوة العرب لظروف اللاعبين العراقيين، مؤكداً ما سبق أن أكد عليه من قبل، وهو أن الرابطة العربية تجعل من كافة أبناء الوطن أشقاء، ما يدور في بلد تسمع صداه وتحس به في آخر، ولذا فالرياضيون العرب مهمومون مثل العراقيين بالرياضة العراقية.
رئيس الاتحاد والملفات الساخنة
الدوحة (الاتحاد) - منذ فترة ليست بالقصيرة، والملفات الساخنة غير مغلقة في علاقة حسين سعيد رئيس اتحاد الكرة العراقي، وعدد من أطياف الحركة الرياضية بالعراق، لا سيما اللجنة الأولمبية، الأمر الذي كان سبباً في دخول الكرة العراقية نفق التجميد والتهديد من الاتحاد الدولي للعبة.
وكان شهر يوليو من العام الماضي، قد شهد اجتماعاً تشاورياً للجنة الأولمبية العراقية، وأعضاء الهيئة العامة للاتحاد العراقي لكرة القدم، لبحث موضوع مكان إقامة انتخابات الاتحاد والتي كانت مقررة في أربيل.
مكان الانتخابات
ويومها أقر المجتمعون أن الهيئة العامة لاتحاد الكرة صاحبة القرار في اختيار مكان الانتخابات، وأن الإصرار على إجراء الانتخابات في العاصمة بغداد يعود إلى أنها المركز، والتي تمثل رمزاً مهما لكل العراقيين، غير أن الاتحاد الدولي للعبة أصر على إقامتها في أربيل
لجنة الطوارئ
وبعدها، وأمام قرار اللجنة الأولمبية بحل الاتحاد العراقي، شكل الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” لجنة الطوارئ تهتم باتخاذ قرار بشأن إمكانية توقيع عقوبة الإيقاف على اتحاد الكرة العراقي، سيحرم اتحاد الكرة العراقي منتخبات البلاد بقطاعاتها العمرية المختلفة من المشاركة في البطولات الدولية.
وقال “الفيفا” إن الأسباب التي بنت عليها اللجنة الأولمبية العراقية قرارها بحل مجلس إدارة اتحاد الكرة بالبلاد غير مفهومة، كما أنها تتناقض كلية مع النظام الأساسي لكل من “الفيفا” واتحاد الكرة العراقي نفسه، وناشد “الفيفا” من جديد جميع أصحاب المصالح في العراق باحترام الحكم الذاتي للرياضة بوجه عام، واتحاد الكرة العراقي بصفة خاصة، وبالسماح له بتولي شؤونه الخاصة وفقاً لنظمه الأساسية ونظمه.
وسبق أن منحت اللجنة التنفيذية بـ”الفيفا” الاتحاد الكرة العراقي مهلة حتى 30 أبريل 2010، لانتهاج نظم جديدة وانتخاب مجلس إدارة جديد، وأشارت اللجنة وقتها إلى ضرورة إتمام هذه العملية دون تدخل السلطات الحكومية في البلاد.
وطوال عدة أشهر، راوحت الكرة العراقية بين العقوبات والتجميد، حتى عادت للساحة، غير أن التوتر ظل قائماً، الأمر الذي ألقى بظلاله على علاقة حسين سعيد بمسؤولي الرياضة في بلده.
محاولة الاغتيال حرمتني ممارسة الرياضة
عاشق قديم للتنس وكرة السلة
الدوحة (الاتحاد) - حول هواياته الرياضية، وهل هناك لعبة معينة يمارسها، يقول الدكتور إياد علاوي: في الماضي بالطبع كنت أمارس الرياضة وأحرص على ذلك، غير أنني تعرضت لمحاولة اغتيال، وأصبت إصابات بالغة في عدة مناطق من جسدي، وكانت هناك إصابة في الركبة، حرمتني من ممارسة الرياضة مثلما كنت في الماضي.
يضيف: قضيت في المستشفى، بعد محاولة الاغتيال حوالي عام ونصف العام، للاستشفاء من جراء ما أصابني، ولكن الإصابات تركت أثراً، خاصة إصابة الركبة التي تعد مهمة جداً لدى الرياضيين. وأسأله: وماذا كانت هوايتكم في الماضي، ويجيب الدكتور علاوي، بأنه من عشاق التنس وكرة السلة، وكان يمارسهما بانتظام قبل أن يحدث ما حدث.
علاوي في سطور
هو الدكتور إياد هاشم علاوي، من مواليد 1945، وهو سياسي عراقي ورئيس مجلس الوزراء في الحكومة العراقية المؤقتة التي تلت مجلس الحكم العراقي.
خريج ثانوية كلية بغداد في العراق وخريج كلية الطب في جامعة بغداد.
كان عضواً في حزب البعث، إلا إنه اختلف مع رئيس الجمهورية ونائبه وترك العراق إلى بيروت عام 1971، وفي عام 1972 غادر إلى لندن لإكمال الدراسات العليا، وفي عام 1973 انتخب مسؤولًا للتنظيم القومي لحزب البعث في أوروبا الغربية، إلا أنه استقال رسميًا من حزب البعث عام 1975.
أسس منذ عام 1974 تنظيمًا سريًا مع بعض العراقيين منهم د.تحسين معله وهاني الفكيكي واللواء الركن حسن النقيب والعقيد سليم شاكر والمقدم الطبيب صلاح شبيب، وفي عام 1990 أعلن عن التنظيم بشكل علني وذلك في بيروت، وسمى حركة الوفاق الوطني العراقي، وانتخب أمينًا عامًا لها عام 1991، وجدد انتخابه عام 1993.
تعرض لمحاولة اغتيال في فبراير من عام 1978 أصيب خلالها وبقي في المستشفى لأكثر من عام للعلاج.
يرأس القائمة العراقية في مجلس النواب العراقي، وهي عبارة عن تحالف مجموعة من الأحزاب، وحازت القائمة برئاسته في انتخابات مجلس النواب العراقي والتي أجريت في 7 مارس 2010 على 91 مقعداً من أصل مقاعد البرلمان، واحتلت القائمة بذلك المركز الأول من بين الكيانات المتنافسة.
المصدر: الدوحة